اميركا في مصلحة... اميركا!

سلامة نعمات الحياة 2005/03/24

يتصرف بعض العرب، خصوصاً المعلقين السياسيين، وكأن المفترض في الادارة الاميركية، أو المتوقع منها، هو ان تعمل موظفة عندهم، وفي خدمة مصالحهم ونظرتهم هم للعالم، وليس مصالح اميركا ونظرتها للعالم. فالتعيينات الاميركية، سواء كانت في البنك الدولي أو الأمم المتحدة، أو في اي منصب من المناصب التنفيذية في الادارة نفسها، يجب ان تخضع، وفق نظرتهم، لمعايير وحسابات لا علاقة لها بالواقع السياسي في اميركا، أو أقله، معايير وحسابات ادارة تشعر بالنصر بعدما حصلت على تفويض شعبي في انتخابات هي الأكثر شفافية في العالم.

يريدون ان تعين الادارة المنتخبة مسؤولين اميركيين ينسجمون مع نظرتهم لما يمثل المصالح العربية المفترضة، من دون ان يقولوا لنا أين تكمن تلك المصالح: هل هي في تحرير لبنان من الاحتلال السوري، أم في ترك سورية تواصل هيمنتها الى ما شاء الله؟ هل هي في ضغط الأنظمة العربية لاجراء اصلاحات ديموقراطية، أم في مواصلة السياسات السابقة التي اعتمدت التواطؤ معها على حساب الشعوب؟

يريدون من اميركا ان تحرر فلسطين، نيابة عنهم، من دون ان يفعلوا شيئاً في المقابل، لمعادلة أو احتواء النفو5 اليهودي في اميركا. أرادوا من اميركا ان تترك النظام العراقي يواصل جرائمه ضد شعبه، وتهديد جيرانه، ومواصلة سعيه للحصول على اسلحة دمار شامل، من دون ان تتدخل اميركا، اقله لحماية مصالحها الاقليمية. يريدون انسحاب اميركا من العراق، من دون ان يضمنوا وسيلة لوضع حد للارهاب الذي يستهدف العراقيين ومستقبلهم قبل الاميركيين.

يصرون على ضرورة تسوية النزاعات العربية «داخل الاطار العربي: هل كان بالامكان تحرير الكويت في العام 1991 «داخل الاطار العربي؟». هل كان بالامكان وقف الجرائم اليومية لنظام «ابو عدي» وهوايته في ملء القبور الجماعية داخل الاطار العربي؟ هل كان بامكان «الاطار العربي» اياه ان يحمي مصالح الدولة العظمى الوحيدة بمعزل عن تدخلها هي بالقوة لحمايتها؟ هل تستطيع الجامعة العربية ان تقنع ايران بالتخلي عن برنامجها للتسلح النووي تفادياً لتدخل اميركي أو اسرائيلي؟ هل تستطيع ان تقنع ايران بإنهاء احتلالها للجزر الاماراتية الثلاث، قبل اقناعها وسورية بعدم التدخل في الشؤون العراقية لاحباط الديموقراطية الوليدة؟ كم زعيم عربي زار بغداد ليدعم العملية السياسية الانتقالية أو ليشد من أزر العراقيين ضد جماعات الارهاب الظلامي والعبثي؟

أليس كافياً ان اميركا هي التي تدخلت لاحتواء النزاع حول الصحراء المغربية والخلاف الحدودي مع اسبانيا، فيما بقي العالم العربي متفرجاً. ألم تنجح الوساطة الاميركية لاحتواء الوضع في السودان، فيما فشلت الجامعة العربية؟

يحتجون على تعيين بولتون سفيراً لدى الامم المتحدة، وكأن الامم المتحدة انجزت شيئاً في تاريخها، يستحق الذكر، بمعزل عن التدخل الاميركي .يحتجون على تعيين ولفوفيتز رئيساً للبنك الدولي، وكأنهم يفضلون بقاء البنك الدولي، الذي فشل في انقاذ الدول الفقيرة، على حاله، ليواصل تواطؤه ودعمه للأنظمة غير الديموقراطية، بدلاً من استخدام أموال التنمية الاقتصادية لمساعدة الشعوب على التحرر.

صحيح أن عقيدة الديموقراطية التي أطلقتها الإدارة الأميركية تستهدف، قبل كل شيء، حماية المصالح الأميركية، على اعتبار أن الديموقراطية هي السبيل لوضع حد للإرهاب الدولي الذي يتهددها، إلا أنه صحيح ايضاً أن الشعوب العربية تريد الحرية والديموقراطية، حتى لو جاءت على يد الشيطان الأكبر .ألم تروا التظاهرات في بيروت عندما تراخت القبضة السورية؟ ليس هناك دولة في العالم تتخلى عن نفوذها طواعية، ولن تكون أميركا، الدولة الأعظم اليوم، استثناء للقاعدة .وبما ان المسألة باتت ترتبط بالأمن القومي، فمن المنطقي أن نستنتج بأن الكلام الأميركي عن الديموقراطية ليس كلاماً عابراً.

http://www.daralhayat.com/opinion/03-2005/...3d48/story.html

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	عندما نقرأ هكذا مقال فأنا لا استطيع أنام الليل...لعنة الله عليك يا مأمون الكلب	بسام الخوري	29	7,066	10-10-2010, 01:01 AM آخر رد: بسام الخوري
	صدام كان عميل للاميركان	journalist	5	1,354	10-19-2007, 11:08 PM آخر رد: بنى آدم
	طالبان تستعمل طفلا لقطع عنق "عميل" ...	lilly	4	1,314	05-02-2007, 12:43 PM آخر رد: Awarfie
	هنيئا لك .... فأنا أغبطك ..... كثيرا ...	نسمه عطرة	13	2,301	01-14-2007, 07:34 PM آخر رد: نسمه عطرة
	هل سيكون وصول 21 الف جندي امريكي بداية لحرب امريكيةايرانية في العراق ؟	طيف	14	2,840	01-13-2007, 03:08 AM آخر رد: طيف