الحق يقال .. التنحي ليس حتى بخيار و أنا لست منهم لأبدي رأي و لكن من يضمن أن غيابه أو تغييب الإخوان سيلقي الأضواء على "معارضة جديدة" أو يضخ الطاقة في أوصال الوحش النائم في صدور السوريين العطشى؟
لأكثر من 23 عام ردد طلاب مدارس سوريا عهداً بسحق الإخوان عملاء الرجعية و الامبريالية و الصهيونية. لم يبرأهم أعلى من صوت الخارجية الأميركية التي ترفض التعامل معهم و تتهمتهم بدعم القاعدة في تدبير 11 أيلول و لم يقر أحد غير الأميركان أن المعارضة الوحيدة الفعلية في سوريا هي الاسلامية. إذا بحلهم هل نستطيع الجزم أن خير أمة -عفواً قصدي حزب- للناس سيخرج في يوم مشرق من أيام الغوطة؟ أنظر للعراق يا زميلي ..فتحة كونية سوداء تمتص البلد إلى المجهول و قد نتعرض لنفس المصير لا قدر الله.

استمرار التجويع الاقتصادي و الفساد الحكومي يدفع شعوب الشرق الأوسط في حضن الحركات السلفية أو الخمينية (حسب التركيبة المذهبية في طرف الخريطة المقصود) ففي العراق يخشون من إيران جديدة و في مصر يخشون السلفيين. الإخوان لن يذهبوا في هذه الحالة لأنهم يعلمون أنه هناك من يريدهم و لو بنسبة لا نستطيع تخمينها قبل اقتراع شريف. فلتأتي صناديق الاقتراع لنهلل له و نصفق كائنا من كان هذا الفائز المحظوظ. من يريد هذه الورثة؟ من يريد "تحفيض" قطط آل الأسد وتوابعهم من الجرذان و الكوارث التي جلبوها على البلد؟ فليتقدم لأقبل جبهته و أذكره في صلاة الفجر.

الحديث عن الإخوان هو taboo في سوريا و لكن بدونهم لن تحل قضية المهجرين و المنفيين. مسؤولية المهجرين في رقاب الطرفين: النظام و الأخوان. هل هذا هو الوقت؟ من سيفاوض لو تم تفاوض؟

حل الحزب -و لو أقرته جماعة الإخوان قيادة و قاعدة- هل سيأتي حقاً بأحزاب وسط جديدة غير مستوردة و غير مزروعة؟

هل النتيجة مضمونة؟

من يمثل الأغلبية المستصغرة؟

حل حزب البعث بالمقابل لايحل شيء أيضاً لأنه وزارة بلا حقيبة تصدر بطاقات تنتقص من قيمة المواطن "العادي" و تعتبره شرنقة شمطاء في مدرسته و كليته و عمله حتى يحمل بطاقة حزبية. و مع ذلك لا أنادي بإقصائه لأن الانتخابات الشريفة ستجعل من حزب البعث أضحوكة و خصوصاً لو صوت البعثيون القدامى.

إذا كان الهدف هو تأسيس حزب يستطيع التعامل مع جميع الاطراف الداخلية (أي أطراف؟) والخارجية و يستسقي مصداقيته من الشعب و ليس قصر الربوة أو محفل ماسوني تحت فيلا آل الشلاح أو مكتب مظلم في البنتاغون، فعلينا أن نتحدث عن إنشائه بدون التطرق للتنحي.


أحسن ما أنتجته "المعارضة العلمانية" هو حلقات مجتمع مدني من شيوعيين .. مع احترامي الشديد لرياض الترك: الشيوعية فكرة مفلسة و أحزابها لا تزال شبه مرخصة لكنها أشبه بسيارة لادا من عام 1950 تحاول التسابق على أوتستراد بستة خطوط. هل أنتهت أفكار الحياة الحزبية؟ أرى النظام مسرورا لأنه يتقبل التعامل مع الشيوعيين بحرارة كمعارضة بديلة للإخوان لأن البعث معروف بالتسلق على الأكتاف: اسأل اعضاء الحزب القومي السوري و الحزب الاشتراكي من القدامى يبكون و يندمون على غدر البعث العسكري بهم و إستغلاله لهم. حزب الشعب لم يساوم فسقط ضحية إتهامات.

المصيبة هي تنصل المواطنين من الحياة السياسية و قرفهم منها. تغييب طرف و تقديم آخر هل يزيد من شغف المواطنين بلعب دور بناء في المرحلة القادمة - ربما حتماً ...؟


للكلام بقية ... و أحبكم بلا شروط جميعاً لأنكم أبناء بلدي!!

هه و هي لك و لكل من هاجر و في قلبه حسرة

(f)