ما بين التأييد والاستنكار
اختلاف علماء الدين في مصر حول إمامة "امينة ودود" ما زال مستمرا



القاهرة - سلامة عبد الحميد

مازالت ردود الفعل حول موضوع إمامة المرأة للرجال تتواصل في القاهرة ما بين المؤيدين وهم قلة قليلة وبين المعارضين وهم الأغلبية العظمي.كان للدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهررأي واضح وقاطع في الموضوع هو أن الصلاة خلف أمينة ودود باطلة بالثلاث، ومن صلي خلفها جاهل، بل وأنها أيضاً جاهلة بأمور الدين، الذي أكد أنه واحد في كل الدنيا ولا يختلف في أمريكا عن مصر عن أيا من بلاد العالم.
وأضاف طنطاوي أنه لا يمكن أن نقبل بأي حجة يطرحها من يريدون تمرير مثل هذه الخرافات لأنها تخالف أبسط قواعد الدين الإسلامي وتعاليمه وتلك السيدة نفسها لا يصح أن تقول أنها عالمة وهي ترتكب هذا الخطأ، فهي بهذا التصرف جاهلة بأمور دينها لأن الثابت أن إمامة المرأة للرجال باطلة.. باطلة.. باطلة، فلا يصح أن تصلي المرأة بالرجال كإمام وإنما يصح لها أن تصلي بالنساء كإمام إذا اقتضت الضرورة ذلك.




مؤيد جديد

أما آخر المؤيدين لما فعلته السيدة الأمريكية فكان الدكتور محمد عبد الغني شامة الأستاذ بجامعة الأزهر والمستشار الثقافي لوزير الأوقاف المصري والذي أعلن تأييده خلال إحدى جلسات الموسم الثقافي للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة مستندا إلى آراء أئمة سابقين مثل الطبري وأبو ثور، مع الإشارة إلى أن المسلم عند اختلاف الفقهاء له أن يختار ما يتفق معه لأنه لا يوجد نص قرآني يحرم على المرأة العمل أو يحدد لها سلوكيات معينة طالما كانت تلتزم بآداب الإسلام.
وكان الرد سريعا من قبل الدكتورة سعاد صالح عميدة كلية الدراسات الإسلامية للبنات بجامعة الأزهر والتي أكدت في الندوة نفسها رفضها الشديد للرأي السابق مشيرة إلى أنه لا يجوز شرعا إمامة المرأة للرجال في الصلاة بإجماع الفقهاء والأئمة، موضحة أن الطبري الذي يتعلل به المؤيدون تأثر بشكل واضح بالإسرائيليات، في حين أن أبي ثور معروف عنه تحريفه لحديث نبوي شريف هو (ارجع وانظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما) والذي حرفه إلى (ارجع وانظر إليها عارية).
وأضافت أنه لا يصح أن نأخذ بآراء الطبري وأبي ثور ونتجاهل أحاديث الرسول وإجماع الفقهاء، وأنه إذا ما أصرت الدكتورة ودود على إمامة الرجال فإنها تعد خارجة على الدين الحنيف ويجب مقاومتها والوقوف لها بالمرصاد.




دار الإفتاء تخالف المفتي

في الوقت نفسه ولمزيد من الخلاف والاستغراب أصدرت دار الإفتاء المصرية بيانا يؤكد عدم جواز إمامة المرأة للرجال في الصلاة، وهو الأمر الذي يخالف ما ذكره مفتي مصر سابقا ونشرته "العربية. نتط في حينه، وأكد بيان دار الإفتاء المصرية التي تضم جمعا من كبار علماء المسلمين المصريين أن الإسلام منع ذلك ولم يشهده المسلمون في تاريخهم، كما أوصى الإسلام بوقوف النساء خلف صفوف الرجال والأطفال، وليس في ذلك تقليل من شأن المرأة بل لاجتناب مواطن الشبهات ومراعاة الأدب والحياء وغض البصر.
وأضاف البيان أن الإسلام وعلماؤه متفقون على عدم جواز إقامة الأذان بصوت المرأة أو صلاة الرجال والنساء في صف واحد مثلما حدث في أمريكا على يد السيدة الأمريكية.
المؤامرة
في حين أرجع عدد من الأساتذة والشيوخ الأمر إلى مؤامرة مدبرة للنيل من الإسلام فقال الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر أن التصرف في حد ذاته مشبوه ويشتم فيه رائحة المؤامرة، مشيرا إلى أن تلك المرأة وقعت في يد عدد من المتربصين بالإسلام ونفذت بوعي أو بدون وعي مرادهم، وطالب علماء المسلمين في كل مكان بالتصدي لتلك المؤامرات الخائبة.
واعتبر الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر ما حدث فتنة قصد منها احداث معركة وخلاف في الرأي بين المسلمين دون حاجة لذلك، موضحا أن البعض انساق ودخل غمار هذه الفتنة بلا سبب.
http://www.alarabiya.tv/Article.aspx?v=11574