منذ تعرفت على الزميل العلماني قرأت له له أكثر من عبارة إقصائية للفكر الإخواني خصوصا والإسلامي عموما كان يصف فيها مخالفيه بالقطعان والعملاء والدمويين!!

لا يفوت فرصة للنيل من حماس وكل فصيل للإخوان في منطقة ما!

لا يهمه كثيرا أن يحفظ لخصومته شرفها فتجده يردد بلا كلل عبارة يزعم أنها من مأثور الشعب السوري! يفضل فيها عضة زيد على عبيد!!

ومع أن مفردة عضة وأمثالها من المفردات المسعورة لا تستند على أرضية موضوعية في نقد المخالف عند من يجعل إلهه هواه ويقذف الناس بحجارة إقصائه راميا بدائه خصومه منسلا عنها!!!!


نعم ليس هناك ديمقراطية حقيقية إن أريد إقصاء فصيل وطني عن حقهم في بناء الوطن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا...

وحين يحرم الفصيل الإسلامي أو القومي من حقهم المشروع في الشراكة الوطنية مع أنهم أعمدة هذا الوطن، فثمة تزييف يراد له أن يبقى تحت أسمال مصبوغة بألوان مقلدة لألوان الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ...

وسيبقى أن التيار الإسلامي والقومي هما تيارا الأمة الأكثر حضورا شعبيا بينما نماذج الكويت والمغرب والبحرين وتركيا وووو توضح أي مصير ينتظر تيار اللبرلة والعلمنة والتغريب في وجدان وسلوك واختيار الشارع العربي ..

وهو أمر لم يعد يسع الآخرين رده إلا بأحد سبيلين:

1- الكفران بالأمة العربية وأن فيها ذرة خير أو معرفة، فلا أقل من عبارات التجهيل والتحقير لها.

2- منع تيار الأصالة من الحضور الانتخابي والتمثيل الحزبي بحجة واهية مفادها وجود أقليات أخرى دينية وقومية!!


أما الزميل المعري

فثق بأنني متفائل جدا بمستقبل الإسلام في سوريا، ولو كنت ترى أن النظام السوري أرسخ مما كان عليه النظام السوفيتي قبل عقد ونيف فأنت واهم! مصير هذا النظام هو مصير كل حكم شمولي مضى على الساحة العالمية، إما أن يغير نفسه بنفسه، أو يقيض الله ما يغيره بالقوة، وحينها فلا أعتقد أن رصيدنا كإخوان أقل تحصيلا من رصيد غيرنا كما تتوهم، على أنني أعود وأكرر:

هل هي مطالبة لتنحية الإخوان؟أم لتنحية الإسلام الشامل بممارساته المنبثقة عن ذلك الفكر...

وهنا أود الإشارة للزميل العزيز داي فور سيرياأنني أقصد بالممارسات المنبثقة عن ذلك الفكر أن للإسلامي الحق في أن يطرح نظرياته الفكرية والإصلاحية في كل المجالات كما له الحق في أن يتلمس الإجراءات التنفيذية الواقعية لممارسة ذلك الفكر بما يخدم البناء والتنمية والإصلاح...

أما أن يكون جائزا لنا طرح الفكر التنظيري من غير فسحة أمل بممارسة سياسية أو اقتصادية تحت أي شعار فذلك تلاعب ننزه الديمقراطية عنه...

بقي أيضا أيها الزميل الفاضل هل تعامل الرئيس الراحل بموجب تقسيمه ذاك مع الأغلبية الإخوانية التي يراها تدين العنف، أم أنه كان رائدا في قانون مؤاخذة الابن بما فعل الأب، والشقيق بما فعل الشقيق، حتى أن ناسا قضوا عقدا أو يزيد أفرج عنهم دون أن يعرضوا على محاكمة ما!!

لا أريد فتح الملفات الآن، وإن كان فتحها ضرورة في مرحلة تتلو مرحلة التضليل الإعلامي الذي مارسه حزب مهيمن على الدولة والمجتمع..

على أنني أتساءل هل تعامل نظام الأسدين مع مستجدات الخطاب الإخواني بما يناسبها من انفتاح ومصالحة أم أن ثلاث سنوات من عمر الرئيس الشاب وأربع من عمر أبيه (وهي فترة شهدت خطابا إخوانيا جديدا يلمحه الجميع) لا تكفي لتغيير لهجة الإقصاء والتضييق ولو في المجال الإنساني؟!!

بوش الابن استلم سلطته بعد الأسد الابن وهو الآن تحت مجهر تقويم الناخب الأمريكي لأن الفترة التي تولى بها السلطة كافية لتقويمه، بينما لا يزال بعضنا يرى أن الرئيس الشاب لم يعط بعد فرصة كافية لإثبات جديته في التصحيح والإصلاح!!!

لماذا لا يزال المرسوم 49 الصادر عام 1980 مسلطا بحكم الإعدام في وجهي ووجه كل إخواني حتى اليوم بدون تفريق إن كان حقا هناك ثمة من يفرق بين توجهات الإخوان؟!!

لماذا أحرم حتى الساعة حتى من حقي في جواز سفر يضمني وعائلتي ويخولني من إضافة مواليدي وتسهيل أسفاري بله العودة للوطن وبناؤه من الداخل، والمشاركة في دفع عجلة تنميته بعد أن وصلت في عهد القبضة الأسدية إلى درك الشقاء بينما أموال الشعب يتلهى بها آل أسد وآل مخلوف وآل طلاس والشهابي وخدام!!

لماذا نتهم بإقصاء غيرنا من الساحة السياسية مع أننا كإخوان يوم استلمنا الحكم في السودان -مثلا- تركنا الباب مفتوحا لكل الأحزاب في إطار الدستور، بينما البعث استلم في دولتين كبيرتين لهما ماض حضاري يفوق ماض السودان وحاضره ومع هذا فما ثمة حزب غير البعث قائدا للدولةوالمجتمع؟!!!!

مرة أخرى وبكل تأكيد وخطابي هنا للجميع:

إن كانت تنحية الإخوان هي المطلوبة فالأمر يسير رغم عدم موضوعيته، أما إن كان التيار الإسلامي هو المرفوض فلتسم الطلبات بأسمائها الحقيقية وحينها فالأمر لاختيار شعبنا الحر، ونحن على ثقة منه فهل تقبلون المراهنة على اختيار الشعب أم انه إن خالف رأيكم يصبح جاهلا وحقيرا وجربا؟!!

واسلموا ودا واحتراما