الزميل الفاضل على نور تحية طيبة (f)

عفواً، يبدو اننا كتبنا فى وقت متقارب، فلو قرأت مداخلتك لذكرتك مع الزميل الإستشهادى وجعلتها وردتين (f)

إن تكرمت لى بالتعليق على فقرة من مداخلتك تقول فيها:

اقتباس:المسيحية ايضا تغفل حقيقة رائعة تعرض لها الاسلام و هى انه لا احد يعترض على ان المسيح عليه السلام مولود من ام دون اب مهما اختلفوا فى اعتقادهم به .

المسيحية يا عزيزى فى هذا الصدد، هى سرد تاريخى للأحداث.. وليست إخباراً بالأولين كما فى السرد القرآنى..
إى أن أى ثغرة فى السرد المسيحى، هى ثغرة فى التاريخ ذاته.. ثغرة مستحيلة..
لا أريد أن أستطرد فى الإختلافات بين القصتين فتضيع الأرضية المشتركة..

لكن بشكل عام نقول:
التاريخ يذكر نزع السيادة اليهودية، وعدم تطبيق شريعتها منذ الإحتلال الرومانى..
(وهى بالمناسبة نبوءة فى العهد القديم (زوال الصولجان))
كان لليهود، حكماً ذاتياً فى الأمور الخفيفة، لكنها لا تصل لمرحلة القتل أو الإعدام إلا بعد مراجعة من الحاكم الرومانى..
أى أنه فى كل الأحول، لم تكن العذراء مريم ستتعرض للرجم، إلا بعد فضيحة كبيرة، ورفع الأمر للوالى الرومانى..
وعلى فكرة، يتبين هنا موقف المسيح من "المرأة الزانية" بصورة أخرى تماماً..
فهم قدموها له، لكى يضعوه فى مأزق بين الشريعة التى تقتضى الرجم، وتنفيذ الحكم السياسى بعدم القتل إلا بموافقة الوالى الرومانىْ، فلم يجبهم المسيح لا بالسياسة ولا بالشرع، بل أيقظ فيهم روح الإنسانية..

بدون إستطراد فى هذا الأمر، لكن فى كل الأحوال لم تكن العذراء سترجم، بل كانت ستصبح "مستحقة للرجم" فى العرف اليهودى لو كانت زانية مع إيقاف التنفيذ..

أى أن الأمر لا يحتاج معجزات لكى تحيا العذراء، بل يحتاج أمراً آخراً لصون عفافها أمام زوجها الوثائقى، والأقرباء، والمجتمع اليهودى بشكل عام.

وبالنسبة للمجتمع اليهودى، فقد ظن يوسف النجار (زوج السيدة العذراء وثائقياً) هو الاب الشرعى للمسيح..
وسنجد فى الإنجيل هذا وارد على لسان اليهود فى مواقع كثيرة..

41- فكان اليهود يتذمرون عليه لانه قال انا هو الخبز الذي نزل من السماء.
42- و قالوا اليس هذا هو يسوع ابن يوسف الذي نحن عارفون بابيه و امه فكيف يقول هذا اني نزلت من السماء.
(يوحنا 5)

لاحظ أنهم يقولون "عارفين بأبيه" ولا يبدو لهم ذلك معجزيا.. فهو بالنسبة لهم ابن يوسف النجار
إذن فاليهود يعتبرون ولادة المسيح ولادة طبيعية عادية من أب وأم بدون أى نوع من المعجزات..

أما بالنسبة ليوسف النجار نفسه، أو بالنسبة للأقرباء، فهناك معجزات مادية لديهم، إذ ليس المرء يصدق من كتب كتابه عليها وهى تقول له "أنا حبلى من الروح القدس دون أن يمسسنى بشر" ثم يهز رأسه بالموافقة دون إعتراض..
لو كان لديك بعض الوقت، يمكنك قراءة ما يخص نطاقنا من هذه المداخلة وما يليها:
http://forum.nadyelfikr.net/viewthread.php...34608#pid134608

اقتباس:النظرية المسيحية تعتمد فقط على ان المسيح بعد ثلاثين سنة عاشها مع اليهود و مع الناس و هم يعتقدون انه ابن يوسف ثم بعد ثلاثين سنة اعلن انه ليس ابن ليوسف و حسب عرضهم انه ابن الرب الذى فى السماء .
طيب  
من سيصدقه ؟؟؟

قلة من صدقه فعلاً :)
وهؤلاء هم الذين صاروا "مسيحيين"
أما البقية، فرفضت تصديق هذا، وحاكموه بتهمة التجديف على الله، ومن ثم جاء موضوع الصلب..

عزيزى على نور.. ألم يخطر ببالك - كمسلم - (بغض النظر عن صلبوه وقتلوه أم لا) سؤال أنهم لماذا أرادوا ذلك؟
لماذا أرادوا قتل المسيح (سواء نجحوا أم لا)..
لماذا يقتلون هذا الوديع الذى جال يصنع خيراً مع الجميع؟
لماذا يقتلون هذا الذى نطق فى المهد بمعجزة، وولادته كانت معجزة، وحياته كانت سلسلة من الإعجاز الذى كان لمصلحتهم ونفعهم وراحتهم..
لماذا؟

أها.. على هامش الموضوع..
إفتح المرفقات.. يمكنك أن تضعها فى توقيعك إن رغبت بذلك (f)

تحياتى