اقتباس: Khaled كتب
نرى أن وضع العالمانيون هو أقل صعوبة من الإخوان المسلمين أو غيرهم من الإسلاميين.
بعدين رياض الترك وعارف دليلة ليسوا فكرة مجردة حتى نزعم أن العالمانية في غياهب السجون
والأهم من ذلك أن نستدعي من الذاكرة السبب الذي أجلس رياض الترك لمدو 17 سنة في السجن، ما هو؟
ألكونه ينادي بالعلمانية؟ وهل نفى النظام عن نفسه هذا أو اعتبره جريمة؟!
ألكونه شيوعي؟ وهل حرم حزب شيوعي آخر بل أكثر من جناح منه من شرعية النظام وأدخلوا بعضهم في الجبهة الوطنية التقدمية!
ألم يكن موقفه من الإخوان المسلمين، وهو خط أحمر لدى النظام باعثا ضاغطا تجاه تغليظ هذه العقوبة إلى هذا المدى اللاإنساني؟!!
لماذا برأيك أن كثيرون داخل الوطن من تيارات مختلفة وانتماءات شتى يتكلمون على النظام وبعضهم يثقل العيار حبتين دون خوف أو توجس، وحتى لو سجن أحدهم فهي فترة ثم يخرجون، بينما لا يتجرأ إسلامي واحد من داخل سورية على أكثر من النفاق والدهلزة للنظام؟!!
أليس لاستشعارهم أن اتهام (الأخونة) قاتل، وهم في غنى عن اقتران اسمهم بهذه الجماعة التي لا يزال قانون 49 نافذا بحكم الإعدام على كل منتم لها؟! هل في المنظمات العلمانية والناصرية واليسارية والعنصرية ووو من منظمة سورية واحدة يحكم بالإعدام على مجرد الانتساب إليها في القانون السوري اليوم عدا جماعة الإخوان المسلمين؟
حين تكون يساريا أو يمينيا، عربيا أو كرديا، مسيحيا أو علويا، فإنك تملك أن تتحدث معارضا بحد ممكن دون أن تخشى إلا تحقيقا مستفزا بعض الشيئ ثم تخرج وصلى الله وبارك...
فهل تتصور أن شيخا من المشايخ ليس منتميا للإخوان سوف يسلم إن قال مثل هؤلاء؟ أم أنه سيصنف مع الإخوان ويهدد في حياته بناء على 49 لمجرد رأي له طابع غير الطابع العلماني..!
ربما يدخل السجن بعض العلمانين، ثم يخرجون كألأسود يطعنون النظام كما كانوا دون خوف أو مواربة!! بينما لا يخرج الإخواني إلا مشلولا أو كليل البصر أو فاقدا لتوازنه النفسي مهزوزا اجتماعيا!!
الآن أنت تعرف أن عشرات الألوف دخلوا السجن، وفيهم ألوف خرجوا منه بعد عشرين سنة ويزيد..
فهل تعلم واحدا منهم يتجرأ على أن يتكلم كالآخرين ممن قضوا أقل منه في المحكومية؟
لماذا برأيك؟ ألأنهم أجبن وأقل تحملا للبذل، أم لأنهم يدركون حجم المقبول، وحقيقة الخطوط الحمر لدى النظام؟
أعتقد أن تهمة الأخونة تهمة لا تدانيها تهمة لدى النظام السوري، ولأنني أود النظر إلى الإيجابيات بعيدا عن هذا النكد، فإنني أحتسب كل هذا كأمل مشرق، ورصيد طيب يحتسب مستقبلا في أي عمل ديمقراطي لصالح التيار الإسلامي، ولا أدل على ذلك من توجه الناس الطوعي نحو هذا الخيار برغم كل عوائق الثمانينات!
طبعا حين أقول (تيار إسلامي) لا أفترض بالضرورة أنهم الإخوان الحاليون، ربما هم وربما آخرون يستلمون الراية من بعدهم ولا يقعون بالأخطاء التي وقع بها الإخوان، وبهذا التشكل الجديد يمكنهم أن ينزعوا عن أنفسهم أثقالا من الابتزاز والتشويه الرخيص الذي بقي نظام البعث يمارسه طوال حكمه الانقلابي على مدى أربعين عاما ونيفا!
واسلموا لتواصل واحترام