{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
معركة صفـّين والحركات الإسلامية المعاصرة - توظيف الدين في خدمة السياسة و السياسيين
إسماعيل أحمد غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,521
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #8
معركة صفـّين والحركات الإسلامية المعاصرة - توظيف الدين في خدمة السياسة و السياسيين

إنما تحاشيت التعقيب على الحكاية التاريخية ومنهجية تأويلها من منطلق موضوعي بحت، لأنني باختصار لا أريد أن أتعلق بوهم!
وإذا كان الدكتور شحرور يرفض التعاطي مع أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلك وهي أثبت إسنادا، وأكثر إلحاحا في فهم الدين، باعتبارها فهم صاحب الرسالة الذي أمرنا بالتأسي به، فمن باب أولى أن ترد هذه الأقاصيص التي لم تتجه العناية بأسانيدها عشر معشار ما توجهت لحفظ أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم...
على أن تأويل الرواية حكاية أخرى، فكثيرا ما يختلط الموضوعي بالذاتي في معرض التأويل وندخل في حيص بيص من تحكمات تفسيرية لا يضبطها إلا سعة الخيال وسوء الظن ومنطلقاتنا الفلسفية التي نستدعيها دون أن نشعر ونوجه التأويل تبعا لها!!
وعجبت من تعليقك على ما قد قدمت لك من أن موقف الإمام علي رضي الله عنه لك يكن موقفا سياسيا خالصا منبت الصلة عن الدين باستعراضك لأركان الإسلام والإيمان جملة، وأمهات المحرمات في القرآن، فإن خلت بنود التحكيم من ذلك، فما هو إلا التفاوض السياسي المجرد!!
لاحظ أخي الكريم أنني منذ البداية أوافقك أن العملية ذات طابع سياسي –ولا غضاضة- فهذا هو شأن الدولة والإمام، وهو إن لم يتعاطى مع السياسة فمن الذي يتحتم عليه أن يخوض بها؟!
غير أن فكرة فصل الديني عن السياسي بالمطلق فكرة تحكمية غير منطقية لكل من أحاط بالشريعة وفقهها الإسلامي...
بيعة الإمام تدخل في إطار أصول الدين لدى المسلمين الشيعة، وهي في مناط فروع الدين العملية لدينا معاشر السنة، وأيا كان فهذا السلوك السياسي الخالص في النظرة العلمانية لا يخلو من أبعاد دينية لدى المسلمين جميعا، وفي هذا الإطار اقترنت طاعة ولاة الأمر بطاعة الله ورسوله في القرآن، وجاءت السنة لتعضد هذا في جملة ضخمة لا تكاد تحصر من الأحاديث، ولن اتعب نفسي بسردها وأنا أعلم موقفك من السنة عموما!
حسنا..
ماهي شجون الديني المرتبط بالسياسي في قضية التحكيم مثار حوارنا؟
1-كونه استقر في ذهن المنصفين الموضوعيين منالطرفين أن علي على رضي الله عنه على الحق، ومعاويةرضي الله عنه في هذه المعركة على الضلالة –والتوصيف بدقته لعمار رضي الله عنه لا لي وقد وثق رجال الرواية في مجمع الزوائد 7/242-، وأوصاف الحق والضلالة ذات ظلال دينية صارخة في هذا المقام.
2-كونه استقر لدى الطرفين أن عمار رضي الله عنه ميزان الفتنة –تقتلك الفئة الباغية- فكلا الفريقين يتعاطى مع السياسي في هذه المسألة على خلفية حديث روي لهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. حتى أن الأحاديث لتربط بين قاتل عمار ودخول النار، وما أحسب النار إلا شأنا دينيا اعتقاديا فكيف نبعد الديني عن السياسي هنا؟ وهذا البعد الديني تدخل في قضية صحابيين جليلين:
- كخزيمة بن ثابت رضي الله عنه حيث جاء عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: ما زال جدي كافا سلاحه حتى قتل عمار بصفين. فسل سيفه فقاتل حتى قتل...(مجمع الزوائد 7/244)
- وعبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما فعن ابن عمر قال: لم أجدني آسى على شيئ أني لم أقاتل الفئة الباغية مع علي (مجمع الزوائد 7/244)
3-كون معاوية رضي الله عنه يطالب بدم قتلة عثمان اعتمادا على أصل آية أولها بطريقة خاطئة، وبالغ في الاعتداد برأيه في ذلك..
4-أن غاية التحكيم هي توحيد الصف الإسلامي وهو مقصد ديني قبل أن يكون مقصد سياسي (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا..)
5-أن بغي معاوية وجيشه في هذه المعركة نوع من الضلال الديني الذي نهت عنه آيات القرآن مع كونه سلوك سياسي مرفوض (فإن بغت إحداهما فقاتلوا التي تبغي حتى تفيئ إلى أمر الله)
6-أن سباب المسلم فسوق وقتاله كفر كما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإن لم تؤمنوا بالسنة، فقد عقب القرآن الكريم نفسه على حادثة اختلاف الصحابة والنبي بين جنباتهم بقوله سبحانه: (وكيف تكفرون وانتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله، ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم) ومن هنا فصفين التي ذهب فيها قرابة السبعين ألف من المسلمين كانت حرب بغي ولا شك بالمفهوم الديني والسياسي، وهي كفر عملي باعتبار ما جرى فيها من قتل للمسلمين. (والكفر العملي لا يعني أننا نكفر من خاض فيها اعتقاديا معاذ الله).
هذا من حيث ارتباط السياسي بالديني فيما تحاشيت الخوض به من قبل، لولا أنك تحاول تبسيط الأمر باعتبار قتالهم لا يتعارض مع أركان الإيمان وأركان الإسلام وأمهات المحرمات، وكأن البغي وقتال المسلم للمسلم أمرا غير محرم ولا صلة له بالدين من قريب ولا بعيد!!

موضوع التوظيف والاستغلال يحتاج منك مصداقية أكبر في توضيح المواطن التي تتهمنا بها، وهل مجرد رفع لواء تحكيم القرآن و (الإسلام هو الحل) بقتضي مثل هذا الاستغلال والتوظيف في رايك مثلا؟!!
عموما لن أدخل في مهاترات واتهامات مضادة حتى لا نخرج عن جو الحوار الموضعي...
دعك من العبارات الفلسفية العقيمة من شاكلة: (النص الديني ليس شاملا بل هو محدود و الواقع الذي تريد أن تجعل هذا النص مرجعية له هو غير محدود فكل ستحل هذا الإشكال ؟؟!! )
لأنه ليس صحيحا أن النص الديني محدود، بل هو شامل إلا في بعض مواضع لا العكس...
الله واحد أحد ولن يأتي زمان يكون لمعنى الألوهية والربوبية دائرة للفعل ودائرة للتعطيل...
(ولا تقربوا الزنا) حكم مطلق لن يتغير بكر الأيام والليالي
(وأحل الله البيع وحرم الربا) لن يأتي عليها زمان تكون غير ذلك...
(للذكر مثل حظ الأنثيين) ليست خاصة بأعراب الجزيرة، ولا بخير القرون بل هو حكم مطلق في الزمان والمكان والحال...
(ولكم في القصاص حياة) كذلك
المحرمات السبع..
أركان الإيمان والإسلام..
وهكذا....
فليس صحيحا أن النص محدود دائما، ولا ننفي ذلك بالمطلق أيضا، فهناك مواضع يعلمها الذين يستنبطونها من أهل الذكر يستطيع كل فقيه نزيه مخلص أن يتعرف عليها بلا تمحل ولا لف ولا دوران...

مرة أخرى أخي الكريم تفترض أن شأنا من شؤون الدين والدنيا هو شأن خالص لا صلة له بالآخر حين تكلمني عن علاقة الدين بشؤون الجيش و الصحة و الزراعة و السياسة النقدية و مالية و سياسة القطاع العام في التوظيف هيكله الإداري و الجمارك و شؤون الرياضة و سياسة تشجيع الاستثمار و معالجة البطالة
ولو دققت في شريعتنا لعلمت أنها لا تنفي خبرات أهل الراي كما تتوهم في حديثكن ولا هي تعتمد على الفقهاء في تصريف هذه الأمور، بل ولا تعتبر قول هؤلاء السادة الأفاضل مرجعية بحال، فكل يؤخذ من قوله ويرد، ولا مرجعيى لغير القرآن والسنة وإجماع الأمة.
ومن هنا فلا داعي للحديث الساخر عن ارتباط البخاري بميكانيك سيارتي وأشباه هذا من السياقات السخيفة!

إنك أخي الكريم أنت من يفترض ذلك، ولم يقل هذا أحد من المتطرفين بله أهل الوسط والاعتدال!
نظرتك هي التي تفترض بأن حاكمية القرآن تقتضي أن ينزل الباري عز وجل عن عرشه الكريم ليجلس على منصة القضاء في محاكمنا –تعالى الله عن ذلك- ثم يسمع كلام الشهود والادعاء والمحاماة، وبعدها يفصل في القضية وربما يمارس بعدها سلطاته التنفيذية!!!

سبحانه وتعالى ما قدرناه حق قدره إن تصورنا لثانية مثل هذه التصورات العقيمة!
أما كيف تفترض نظرتك ذلك، فمما قرأته لك هنا!
أنت تفترض أن تحكيم علي ومعاوية يرتبط بمثل هذه النظرة الساذجة، وبالتالي فتحاكم الصحابة للقرآن يعني أنهم ينصبون منصة قضائية فوق المصحف في نظرك، أو أنهم يستغلون القرآن لتمرير أطماعهم الدنيوية!
مع أن الله سبحانه هو الذي قال لهم (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون)...
وهو الذي قال لهم: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم، فإن تنازعتم في شيئ فردوه إلى الله وإلى الرسول إن كنتم تؤمنون...)
وهو الذي قال: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) فهل في هذه الآيات – بعيدا عن تلاعب الدكتور شحرور بتجريدها من فهم الصحابة الذين أنزلت عليهم!- هل مقتضاها أن يأتي القرآن فيجلس على المنصة ماديا ويحكم على هذا أو ذاك كما تصوره تأويلاتك الساذجة؟!!
أم مقتضاها أن جماعة الشام بعد أن رأوا الحق شاخصا بمقتل عمار رضي الله عنه، ودارت الدائرة عليهم فطاشت كفتهم في المعركة، أرادوا أن يكفوا بأس أهل الحق عنهم، ربما توبة وإنابة، وربما استعاذة من القتل، وربما لأطماع سياسية وعسكرية، ولا نملك أن نشق عن صدورهم، كل ما يهمنا أن البغاة فاؤوا إلى كتاب الله الذي يأمرهم بطاعة أولي الأمر منهم، وفاؤوا إلى كتاب الله الذي يأمر بوحدة صف الأمة، وفاؤوا إلى كتاب الله الذي يحقن دماء المسلمين عن بعضهم البعض، وفاؤوا إلى كتاب الله الذي ينهاهم عن البغي وشق عصا الطاعة عن الإمام، فكان حتما على أقرب الطائفتين إلى الحق (جماعة المسلمين الشرعية) أن تقبل بالصلح بعد إذ فاء أولئك (فإن فاءت فأصلحوا بينهما إن الله يحب المصلحين)

كيف نرد الأمر حال التنازع إلى الله طاعة لأمر القرآن في رايك أخي الكريم؟ هل نبعث له سبحانه برقية ما فيجيبنا عنها جوابا مفصلا مثلا –تعالى الله علوا كبيرا-!

أليس التحكيم هو تلك المحاولة الإصلاحية وهو الرد إلى الله ورسوله، وهو الحكم بما أنزل الله بعيدا عن الصور الكاريكاتورية التي تحاول تجسيدها للتهوين من هذه الحقائق البدهية؟!

أما ما تقتبسه من كلام الدكتور شحرور فهو موضوع آخر، ولكن لا بأس عليك من إيراده هنا.
زعمه أن الانتماء (الإسلامي) يقتضي بالضرورة تملك هذا الانتماء واحتكاره، هو كلام فارغ، وكان الأجدى بيساري سابق مثله ألا يقوله، لأنهم أنصار نظرية الملكية الجماعية!
نعم جماعتي تعتز بإسلاميتها، ولكنها لا تحتكر ولم تحتكر الإسلام يوما، بل هو مشاع يستطيع كل من استمسك بأصوله أن يرفع راية الولاء له بلا غضاضة دون أن يزوره او يلبسه غير ثوبه لينصب نفسه كمفكر إسلامي تجديدي مثلا!
إننا نتفق مع الدكتور في رفض دعاوى الوصاية على الدين أو احتكاره أو تسييسه لصالح جهة أو أخرى، وهو كلام أوجهه في حالي هذا إلى صاحب القراءة المعاصرة والإصلاح الديني قبل غيره من الذين لم يخترعوا إسلامات من لدنهم بله أن يزعموا احتكار فهم الإسلام!!

لكن الذي أرفضه من الدكتور خلطه الأوراق بهذه الطريقة البهلوانية!
فهو يفترض أن للمجتمع مثله العليا الإنسانية التي يلتقي عليها اليسار واليمين والقوميون والإسلاميون والعلمانيون والطائفيون والليبراليون والمحافظون...
حسنا قد لا نختلف في العموميات، فنحن نفترض أن للأمة هويتها الجامعة أيضا وأن هذه الهوية هي مرجعية الجميع بغض النظر عن تفاصيا انتمائهم السياسي والفكري والاجتماعي...
لكن أن يظن الدكتور بأن ما تدعو له الشيوعية من قيم في مثلها العليا الإنسانية هي ذات ما تدعو له الأحزاب الليبرالية، أو ان العلمانيين والإسلاميين شركاء في ذات الهوية، فذاك ضرب من الخيال...
ليس من لوازم ذلك بالطبع أن ما ندعو إليه من فضائل هو خاص بالمجتمع المسلم على طريقة اليهود مثلا (ليس علينا في الأميين سبيل)!! أبدا...
نحن أنصار (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا)
نحن أنصار (وإن جاهداك على ألا تشرك بالله شيئا فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا)...
نحن أنصار (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)..
نحن أنصار (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)
نحن أنصار (وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون)
ليس من مرادنا أن نقول لأحد إنما النهي عن التجسس خاص بالمسلمين كما يتوهم الدكتور شحرور
ولا نقبل بحال أن نرى الحكمة في أمر من العفو الذي تركه الله لاجتهادنا البشري، ثم نرفض قبوله لمجرد أنه ثقافة مجوسية أو بوذية أو نصرانية!
الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها
على أننا نستمسك بمرجعيتنا ولا نفرط بها ونعض عليها بالنواجذ دون أن نمنع أنفسنا من التفاعل مع كل جديد ونافع في كل الثقافات على أرضية ثوابتنا التي هي بصمة تميزنا وعنوان هويتنا وأركان بنياننا الإسلامي ولولاها لكنا في عالم عائم من الفوضى والسراب، ولكنا نخوض مع الخائضين فيما لن يصلوا فيه إلى نتيجة منذ السفسطيات اليونانينة وحتى اليوم!

واسلموا لود واحترام



03-28-2005, 02:19 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
معركة صفـّين والحركات الإسلامية المعاصرة - توظيف الدين في خدمة السياسة و السياسيين - بواسطة إسماعيل أحمد - 03-28-2005, 02:19 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  رسالة في السياسة فارس اللواء 0 626 06-06-2013, 12:15 AM
آخر رد: فارس اللواء
Star إيران وأذرعها في المنطقة ... معركة الوجود والنفوذ والمصير زحل بن شمسين 1 736 06-03-2013, 02:04 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
  دور العقلانية الإسلامية في إعادة صياغة الوعي الثوري فارس اللواء 3 1,307 03-02-2012, 09:09 PM
آخر رد: فارس اللواء
  نسف نظرية الخلافة الإسلامية نظام الملك 11 3,505 12-26-2011, 01:02 AM
آخر رد: السيد مهدي الحسيني
  الهجوم على برهان غليون: من «اغتيال العقل» إلى «اغتيال السياسة» the special one 1 1,473 12-19-2011, 05:35 PM
آخر رد: فلسطيني كنعاني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS