الزملاء الأعزاء

أنا بالطبع من مناصري فكرة عدم شتم الإله وكل مقدس أو وصفه بما لا يليق فيه، فأنا إن كنت مسلماً أو مسيحياً أو يهودياً أو زرادشتياً فلن أسمح لأحد بالتطاول على إلهي ومقدساتي، وبالمقابل فأنا لن أسمح لنفسي أيضاً بالتطاول على مقدسات أية ديانة أخرى، عندنا مثل شامي جميل يقول: (حط إصبعتك بعينك.. متل ما بتوجعك بتوجع غيرك)، ولمن لا يفهم اللهجة الشامية ( ضع إصبعك في عينك، فكما ستؤلمك عينك ستؤلم غيرك إذا وضعتها في عينه).
هذا من ناحية، أما من ناحية أخرى فأنا مع هدم الأصنام التي بناها لنا التراث عبر العصور، بمعنى أن لي الحق بوضع أية شخصية تعتبر من المقدسات الدينية تحت المجهر بالنقد والتحليل، وأظن ان ذلك لن ينقص من قيمتها ولن يكون بغرض تحقيرها أو رفعها عالياً، مشكلتنا أن البعض قد يجرح ويعتبر أنها شتيمة كبيرة إذا أنا ذكرت (عمر ابن الخطاب) ولم أذكر بعدها مباشرةً عبارة (رضي الله عنه).
أنا وبكوني لا ديني أنظر لعمر ابن الخطاب مثلاً على أنه رجل لا مثيل له في التاريخ كرجل دين ودولة معاً استطاع خلال فترة حكمه (أو خلافته) أن يؤسس أركان دولة قوية سمتها العدل والحزم، لا يهمني عمر كونه صاحب الرسول (صلى الله عليه وسلم) ولا يهمني كم هو صاحب عقيدة إسلامية لا تشوبها شائبة، ولا يهمني كونه فقيه في دينه وعالم في أمور الإسلام، بل يهمني عمر الرجل.. عمر الحاكم.. عمر العادل..
لقد أخذت عمر ابن الخطاب كمثال، وأنا بحق معجب بالرجل، وسيستهوي حديثي هذا جميع المسلمين، لكن أنا أعرف تماماً بأنني عندما آخذ شخصية أخرى من الشخصيات الإسلامية (أحد الصحابة مثلاً) وأضعه تحت مجهر النقد والبحث، ثم أعطي رأيي فيه وسيكون رأيي هذا مخالفاً لما وصلنا عن طرق التراث، عندها سيعتبر البعض أنني قد مسست بالمقدسات وأن مصيري جهنم وبئس المصير.