تحياتي للجميع ..
أسامة :
" أولا: لا انتقد المشروع السياسي للأخوان انطلاقا من دفاعي عن النظام القائم كل ما في الامر هو اني لا اتمنى ان نهرب من الدب فنقع في الجب. "
ولماذا تفترضون – كأقليات – سلفا أن الإخوان المسلمين هم البديل الطبيعي والمحتمل للنظام السوري ؟!
أنا مسلم ، سني ، وسأرفض أن تحكم سوريا المستقبل من قبل الإخوان المسلمين وسأقف منهم موقف المعارض كما أنا الآن لكن بكل تأكيد ليس لأسباب تتقاطع مع أسبابك إلا بتفاصيل صغيرة ، إذا ما المبرر لهذا الخوف من المجهول ؟!
كن على أتم الثقة أن وصول الإخوان المسلمين للسلطة في سوريا هو ضرب من الخيال الذي تزرعه السلطة الطائفية في أذهان البعض لإضفاء المبرر لوجودها ، والإخوان ليسوا سوى (( فزاعة )) ليس لها أي حظ في أن ترث سوريا المستقبل ، ولو سمح لهم الشارع فلن تسمح لهم المعطيات الإقليمية والدولية .
أنظر إلى المثال العراقي : القوى الإسلامية الشيعية كونها تمثل الأغلبية كانت (( مطية )) للإحتلال الأمريكي ، وهاهي أمريكا ترميهم إلى المزبلة وتعلن صراحة أن لا لحكومة إسلامية في العراق .


" ثانيا: اعتقد انه من البديهيات ان السنة هم القاعدة الشعبية للاخوان المسملين فهل في هذا الامر جدال؟ "

نظريا صحيح ، ونظريا – أيضا – فالعلويين هم القاعدة الشعبية للنظام السوري .. هل ترى – من هذا المنطلق – أن توضع رجلي النظام والطائفة في " الفلقة " معا ؟!
معظم أحزاب المعارضة التقدمية قائمة على كودار ( سنية ) ولم نسمع أنهم أصبحوا إخوان حتى وهم شركاء للحركة في خندق المعارضة .

" اذا عدنا الى حيث بدأنا أصحاب نظرية و يريدون تطبيق نظريتهم على المجتمع مثل القوميين و الاشتراكيين و الشيوعيين و العلمانيين مع فارق وحيد انهم لم يأخذوا فرصتهم في سورية في العصر الحديث مثل غيرهم و لكن لماذا يجب ان نموت حتى نعرف ان الموت حق؟ "

قناعتي أنه لا يحق لأي حزب أن يطبق أفكاره الخاصة على المجتمع ، ولا يحق لأي حزب أو حركة أن تفرض وصايتها على المجتمع وإلا لعدنا إلى سياسة الحزب الواحد ، هذا من ناحية الفكرة .. أما على صعيد الواقع ، فهل نحن في سوريا أحياء أصلا حتى نجرب الموت ؟

كما تقول جدتك " من يجرب المجرب عقله مخرب " .. ونحن نعيش تجربة الموت أصلا ..
لاحظ أنني أجيبك من خلال منطقك رغم دعوتي الإخوان المسلمين إلى التنحي .. أي أنني أعترض عليهم سلفا !!.

" دون ان نوغل في التاريخ ماذا في جعبتكم غير الذي كان في جعبة الثورة الاسلامية في ايران والحكم الاسلامي في السودان و نظام انور خوجة في البانيا و النظام الاسلامي في تركمانستان و النظام الاسلامي في السعودية و ... و ... "

من المنطق والموضوعية أن تذكر أمثلة تقدمية مقابلة :
سوريا ، العراق ، تونس ، تركيا ، عبد الناصر ... الخ ، قارن هذه الأمثلة بكل حسناتها مع سودان الترابي بكل سيئاته وأعلمني بالنتيجة ..
يا عزيزي ، من المفترض بمن يتكلم هذا الكلام أنه ينعم بحكم بحد أدنى من احترام الإنسان ، أما وأنتم تعيشون تحت البسطار ، فسوف لن يختلف الأمر معكم إذا جربتم ما ليس مجربا .

من جديد يا صديق ، فإن كلامك يؤكد ويرسخ فكرتي عن استخدام النظام السوري لحركة ( ميتة ) كحركة الإخوان فزاعة للإستبداد والإستمرارية ، تماما كما تستخدم الأنظمة العربية ورقة فلسطين والعدو الإسرائيلي المتربص بنا مبررا للإستبداد وتكميم الأفواه بحجة " مراعاة الظروف الراهنة وطبيعة الصراع مع العدو " .

يا عزيزي ، ثوروا ، وإن حكمكم الإخوان ، فثورا عليهم مرة ثانية وثالثة وعاشرة حتى يكتمل نصاب الوطن .. أما منطق " من يتجور أمي يصبح عمي " .. فسيبقينا جميعا خارج الوطن ، معارضة كنا أو موالاة .

تحياتي لك .

ملاحظة حول خبرك الإيراني :
مثالك الذي ضربته عن تسلط الإسلاميين هو قياس فاسد ، إذ يبدو أنك لا تعرف أن نظام " الخمس " هو نظام ديني إعتقادي عند الشيعة وليس له ما يقابله عند السنة ، وبالتالي فإن الشيعي يدفع الخمس تقربا وعبادة ... وسوف أتغاضى عن تذكيرك بمليارات الدولارات التي يسرقها النظام السوري وكلابه .
(f)