أخي مهلبية:

تحية حارة لك و بعد،

لو بحثت في مجمل قصص التحول سواء من إسلام إلى مسيحية أو العكس لوجدت أن العامل النفسي قوي جدا جدا جدا إلى مالا نهاية. نادرا ما يكون العامل النفسي خارج "اللعبة". في معظم الأحوال يمر الشخص بأزمة تعصف به(ها) و تطرحه(ها) أرضا فتتم ترجمة ذلك إلى تجربة دينية بالتحول من دين إلى دين أو أي شكل من أشكال التعبير. الأزمة في كثير من الأحوال تدفعنا لاستقصاء واقعنا فنفتش فيه و نحاول ترجمته و إيجاد "المعنى" له. أيضا، كون الأستاذ فادي نبيل قلادة مصاب بمرض نفسي لا ينتقص من تجربته أبدا فمعظم العباقرة كانوا أصحاب أمراض نفسية و من مخاض الألم تفتق الإبداع و في موت حبة الحنطة خرجت حياة. لنحترم بصدق قراره أن يصبح مسلم لأنه لربما وجد في الإسلام راحته الكاملة. لربما الوسط الكنسي لا يناسبه و ربما المجتمع الإسلامي أنسب له. بالنسبة لي شخصيا وجدت راحة شديدة لما اتكئت في كنيسة المعلقة بمصر القديمة وأذكر أني بكيت داخلها. في الوقت نفسه ليس لي صبر الآن على البقاء أثناء قداس طويل و لا أجد هذا يناسبني، مع احترامي لك. في الوقت نفسه أشعر براحة غير عادية وأنا أسمع القداس الماروني و التراتيل المارونية. في الوقت نفسه أحب أن أسمع الشيخ سيد نقشبندي و هو يناجي ربه: مولاي يا مولاي و أيضا و هو يناجيه: مولاي بباك طرقت يدي. و أخيرا أحب مشاهدة خدمة العبادة في الطائفة البوذية و أجد رهبة في عبادة الرهبان البوذيين تجعلني في حالة دهش غير عادي. ليختر كل إنسان تجربته الإيمانية و نقبل ذلك دون تحقير أو طعن في قواه العقلية و كأن لنا فضل في بقاء ما تبقى لنا من قوى عقلية.

مع خالص الحب لك.

(f)