{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
هل تجلب الحملة الامريكية الديموقراطية للعراق ؟؟؟
Awarfie غير متصل
متفرد ، و ليس ظاهرة .
*****

المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #31
هل تجلب الحملة الامريكية الديموقراطية للعراق ؟؟؟


مجلس الحكم الانتقالي العراقي: ضوء في النفق المظلم ،



ما زال بعض السياسيين والاعلاميين العرب يصرون على تكييف افكارهم وآرائهم وفقاً لتمنياتهم التي اصبحت من الماضي غير مدركين لما يحصل حولهم من تطور وتغيير على المستويات العالمية والاقليمية.
هؤلاء الذين توقفت امكاناتهم عند حدود معينة ولم يعد في تفكيرهم حيز لقبول اية اضافة جديدة يحاولون الآن مبارزة الواقع الجديد متوهمين انه يمكنهم تحقيق امنياتهم التي لم تتحقق قبل اكثر من نصف قرن نتيجة الخطأ في الرؤية والتحليل والشعارات التي قادت الشعوب العربية من خطأ الى آخر وكان الحصاد هو التراجع والتخلف في كل الميادين.
في "النهار" 26 تموز 2003 نشر مقال للاستاذ عزت صافي بعنوان "فيديرالية عراقية غير علمانية... مشروع تقسيم" يرد فيه على بعض ما جاء في مقالنا الذي نشرته "النهار" بعنوان "نعم العراقيون ليسوا سويسريين لكنهم المان العرب" في (22 تموز 2003).
بدورنا، وكما ذكر السيد صافي، لا نريد ان ندخل في سجال معه ولكن بعض النقاط التي اثارها تحتاج الى توضيح وتصحيح واولها انني اكتب بصفتي الشخصية كما انني لست رئيساً لاتحاد وكالات الانباء العربية، بل اميناً عاماً له، واللافتة الموجودة فوق اسم الاتحاد - التي ذكرها - باسم جامعة الدول العربية، هي مجرد لافتة فقط لا تعنيني من قريب او بعيد ولا تستطيع، لا هي ولا من يراها مهمة، التأثير على ارائي ورؤيتي لمستقبل دول المنطقة بشكل عام والعراق بشكل خاص.
لم نستغرب ان يتم استعمال مفردات قاموس السياسة العربية القديم في النقاش، وهو ما فعله السيد صافي في مستهل مقالته، اذ اعتقد انه بأشارته الى "اننا وبعض الاعلاميين العراقيين اخذنا مكاننا الى جانب الاميركيين وخلف مجلس الحكم الانتقالي"، هو اتهام لنا بحيث ستديننا جماهير الامة العربية من محيطها الهادر الى خليجها الثائر(!).
ان اسلوب الاتهامات لم يعد يصلح للمرحلة الجديدة ولا يؤثر من قريب ولا من بعيد، فالمصالح الاقتصادية اصبحت البديل من الاوهام القومية، هذه المصالح هي التي تحدد نوع العلاقات بين الدول والفئات وليس الشعارات القومية والمسيرات الجماهيرية التي لم تحصد منها الشعوب العربية الا الخسائر والبقاء في اسفل قائمة التخلف والحرمان.
نقول بكل صراحة اننا مع بلدنا العراق، والعراق اولاً. فأن كانت مصلحة العراق الوقوف الى جانب اميركا فأننا سنقف معها، وان اصبحت مصلحة العراق يوماً ضد اميركا فسنقف ضدها. اما الوقوف ضد اميركا ارضاء للعرب فقط ولحل بعض عقدهم النفسية فأننا لا نفعل ذلك وعليهم هم ان يقفوا ضدها في السر والعلن واننا لسنا على استعداد لتقديم خدمات مجانية للاخرين... الذين يعقدون الصفقات السرية مع اميركا وغير اميركا.
اما مجلس الحكم، فاننا معه لانه مجلس عراقي صميم وجميع اعضائه عراقيون حتى النخاع، وهو يمثل الآن ومضة ضوء بها سنستنير للوصول الى تحقيق امال العراقيين في بناء دولة عصرية حضارية ديموقراطية.
ان العراقيين لا يهمهم ولا يعبأون عندما ينبري بعض الكتاب والاعلاميين العرب، الذين تعودوا الرقص على الجسد العراقي المجروح، للتبرع دون ان يطلب منهم احد باطلاق احكام وتصورات وهمية واتهامات زائفة من ان مجلس الحكم هو هيئة تابعة للحاكم المدني الاميركي في العراق.
ان محاولات التزييف وقول نصف الحقيقة امر معيب حقاً ولكنه تعبير واضح عن عدم الامكان الفكري لدى هؤلاء، فالجميع يعلم ان هذا المجلس تالف نتيجة توافق الاحزاب والشخصيات الوطنية العراقية وهي التي لعبت الدور البارز وساهمت في اسقاط نظام صدام حسين.ان اعضاء المجلس يمتلكون حرية قرارهم ولا يستطيع احد التأثير عليهم. فهم اسياد ولديهم القدرات والمؤهلات التي تمكنهم من البدء في تسيير بلدهم بالشكل الصحيح. نقول ذلك ونشير الى ان كل ذلك لا يمنع - ولماذا يمنع - من التعاون والتنسيق امنياً مع قوى التحالف الموجودة حالياً والتي سيستغنى عنها فور الانتهاء من تشكيل القوى الامنية العراقية من جيش وشرطة وامن عام وتمكينها من بسط نفوذها على الارض العراقية.
اذكر السيد صافي - وانا واثق ان لديه ذاكرة جيدة - ان القوات العربية السورية اخذت على عاتقها منذ عام 1991 زمام حفظ الامن في لبنان وانتشرت في شوارعه الى حين استطاعت الدولة اللبنانية تمكين كوادرها من فعل ذلك. اليس هذا مثالاً يمكن الاحتذاء به في العراق؟ ام ماذا؟
لقد بات لا يطاق ذلك الكم الهائل من النشاز الفكري الذي ينفثه بعض الاعلاميين العرب والفضائيات العربية وحتى الجامعة العربية - وهنا ما يضحك فعلاً - من ان مجلس الحكم لا يمثل العراقيين لانه لم يأت من طريق الانتخاب.
تحدثنا وكررنا الحديث الف مرة ان اية انتخابات لا يمكن ان تحصل بدون وجود بنى تحتية خاصة بها بمعنى وجود لوائح انتخابية واحصاء سكاني صحيح، ووضوح في تقسيم المحافظات، الى ما شابه ذلك من اجراءات، وخاصة النظام البائد كان قد غير ديموغرافيا السكان ونقل مئات الآلاف من الاشخاص الى مناطق اخرى وقتل عشرات الالاف دون شطبهم من السجلات الى اخر ما في القائمة من موبقات قام بها ذلك النظام، فكيف يمكن اجراء انتخابات في ظل هذه الاجواء؟ وزيادة على ذلك، فان القتلة والمجرمين وفدائيي صدام والارهابيين العرب الذين قدموا للدفاع عن صدام احرقوا من ضمن ما احرقوه في ايام التحرير الاولى السجلات الرئيسية للنفوس في العراق، وهو عمل اجرامي هدفه تدمير البنى التحتية. ان هذه السجلات هي الاساس في عملية الانتخاب. فكيف يمكن اجراء عملية الانتخاب وكل هذه المستندات مفقودة من الدوائر؟
اذن لم يكن من بد الا البدء بخطوة اولى فكان مجلس الحكم الذي سيعمل على تنظيم كل ما خربته عصابات العهد البائد وبعض الموتورين والقتلة واللصوص الذين تسميهم بعض الفضائيات التي لا تخجل في "المقاومة العراقية". وعند ذاك وبعد تنظيم كل شيء سيتمكن العراقيون من اجراء انتخابات على اسس سليمة.
ان تشكيل مجلس الحكم في العراق يترجم مضمون الفقرة التاسعة من قرار مجلس الامن رقم 1483 التي تدعو الى قيام ادارة عراقية مؤقتة وصولاً لانشاء حكومة عراقية شرعية وطنية تتولى مهمات السلطة في العراق. ألم تعترف بهذا القرار جميع دول العالم ومنها جميع الدول العربية؟
وبهذه المناسبة لا بد هنا ان نستذكر الموقف الشجاع والواقعي الذي اصدره مجلس الوزراء السعودي يوم 28/7/2003 في جدة اذ اشار الى "ان مجلس الحكم في العراق هو خطوة على طريق قيام حكومة شرعية".
نقول للسيد صافي ان العديد من الدول العربية عودتنا اتخاذ مواقف ثم العودة عنها وهو ما يدلل على ضعف وعدم وجود قواعد ثابتة لسياساتها الخارجية. وهذا ما سيحصل تجاه مجلس الحكم في العراق حيث ستغير تلك الدول سياساتها وتتسابق للاعتراف بهذا المجلس قريباً. والايام بيننا، اما "الجامعة العربية" المصون والتي يوزع امينها العام التفسيرات والاحكام القانونية يميناً وشمالاً، وكأن هناك من سأله رأيه في موضوع العراق ومجلس الحكم، فاننا نقول ان الجامعة هي بحاجة للعراق وليس العكس... فسواء حضر العراق اجتماع وزراء الخارجية ام لم يحضر فالامر سيان بالنسبة للعراق وسنرى قريباً ايضاً من هو بحاجة الى الاخر؟
الفيديرالية العراقية ايضاً
يعيب علينا السيد صافي - كما يبدو - التشبه بالاوروبيين وبالنهضة الالمانية بعد الحرب العالمية الثانية فيما اننا نرى عكس ذلك. لا ندري هل يريدنا التشبه بنهضة الاشقاء في الصومال او الاصدقاء من قبائل التوتسي في افريقيا. مع العلم ان التشبه بالاوروبيين لا يعني اخذ قوالب جامدة منهم وتطبيقها في العراق بل الاستفادة من التجارب الناجحة في بناء الدول الاوروبية والمانيا الفيديرالية بالخصوص، لأن الخطوات التي تبنتها بعد الحرب العالمية الثانية في تنظيم البلد واقتصاده تثير الاعجاب.
يبتكر السيد صافي وهو يتحدث عن الفيديرالية شرطاً اساسياً للنظام الفيديرالي العصري "ان يكون علمانياً" ليصل الى ما يود استنتاجه من ان "اي فيديرالية دون نظام علماني يصوت عليه الشعب هو مشروع تقسيم او عودة الى حكم الديكتاتورية العسكرية".
ليس بمستغرب هذا الاسلوب في النقاش والجدل والكتابة فهو متبع ومؤصل في الفكر العربي، علماً ان السيد صافي اسند شرطه بأمثلة اختارها بعناية للايحاء ان الفيديرالية كنظام لا تصلح للعراق.
من الكلام المكرر الحديث عن تكوين المجتمع العراقي وتعدد طوائفه وقومياته، ومن الواضح ايضاً ان اسلوب حكم الدولة المركزية فشل في العراق منذ فترة طويلة ولكنه برز منذ عام 1990 حين لم تعد للسلطة المركزية اية قدرة على الوصول الى المناطق الكردية ولا حتى الحكم التام في المناطق الجنوبية... لقد كان العراق قبل 9 نيسان مقسماً ثلاثة اجزاء، وفي ذلك اليوم عادت وحدة العراق الى سابق عهدها برغبة ابناء الشعب العراقي من عربه واكراده وسائر قومياته.
يعمل العراقيون الآن على وضع تصورات واسس لاقامة نظام علماني (حتى لو ذكر في الدستور العراقي ان الاسلام هو دين الدولة الرسمي) هذا النظام لن يكون بأي شكل من الاشكال مشابهاً للنظام الايراني او قريباً منه. سيكون اقرب الى الانظمة القائمة في الدول العربية، وهي علمانية ايضاً، ولكن اسسه تعتمد على الفيديرالية القومية والديموقراطية الحقيقية.
يبدو لنا من قراءات العديد من مقالات الاعلاميين والسياسيين العرب ان لديهم نوعاً من "الخوف" من كلمة الفيديرالية وسيما ان القاموس السياسي العربي العتيق يصفها بانها "انفصال" متعمد هدفه اولاً واخيراً خدمة "الصهيونية واسرائيل". تذكرني هذه الكلمة بما حصل في لبنان اثناء الحرب حيث طرح بعض السياسيين اللبنانيين موضوع الفيديرالية وسميت الكانتونات، واذ بالقوى التي اطلقت على نفسها اسم الوطنية تهاجم هؤلاء وتصفهم بعملاء الصهيونية والاستعمار.
العراقيون يفكرون بشكل آخر. انهم يدركون ان هناك قومية كردية كبرى هي الثانية في البلد، تطالب، وهذا من حقها، بالتمتع بحقوقها القومية في اطار الدول العراقية. ان اعطاء الحقوق القومية للشعب الكردي - وهو بالمناسبة يتبع المذهب السني - لا يعني تقسيم البلد حسب المذاهب ولا يعني ان الشيعة في الجنوب سيكون لهم حكم ذاتي، فالفيديرالية العراقية تقوم على مبدأ اعطاء القوميات التي يتألف منها المجتمع العراقي حقوقها ضمن اطار واحد موحد.
يشير السيد صافي الى الصمت المسيحي العراقي والترقب الكردي والتركماني، ونقول له ان القوميات المسيحية في العراق والتركمان بأحسن حال، فلهم ممثلوهم في مجلس الحكم وسيكون لهم دور فاعل في بناء العراق. فهؤلاء لهم حقوق كاملة لا تقل عن حقوق اية قومية اخرى... اننا ننظر الى عراق الغد على انه لجميع العراقيين لهم فيه حقوق وواجبات متساوية ولا سيادة لاية طائفة او قومية على اخرى بسبب عددها او كثرتها.




بقلم الدكتور فريد ايار




08-06-2003, 12:39 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
هل تجلب الحملة الامريكية الديموقراطية للعراق ؟؟؟ - بواسطة Awarfie - 08-06-2003, 12:39 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الاسرى العراقيون بسجون الاحتلالات الامريكية والايرانية ...نداء عاجل !!! زحل بن شمسين 6 1,147 12-31-2012, 06:52 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
Lightbulb المداخل (الخلفية) للهيمنة الكونية الامريكية والصهيونية .............؟؟؟!!!!!!!!! زحل بن شمسين 2 864 12-04-2012, 10:25 PM
آخر رد: زحل بن شمسين
  سبب الازمة الاقتصادية الامريكية والعالمية ؟ لواء الدعوة 10 3,005 01-06-2012, 05:04 AM
آخر رد: لواء الدعوة
  ليبيا الخيارات الامريكية المطروحة على الطاولة AbuNatalie 0 897 06-20-2011, 11:23 PM
آخر رد: AbuNatalie
  الادارة الامريكية ومحاولة اكل الثورة وابنائها رحمة العاملي 44 10,950 03-16-2011, 01:39 AM
آخر رد: أبو نواس

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS