قبل عدة أعوام كتبت في مكان آخر أتساءل عن خطط المعارضة لما بعد التغيير ، وهل المعارضة مجرد " شبح " يظهر للنظام في أحلامه أم أنه هيكلية " بيروقراطية " لها – شاءت أم أبت - امتدادات بيروقراطية مع النظام ذاته ؟!
ووقتها كتبت أن أمريكا التي كانت تبحث عن " صدام يخلف صدام " ، وفي حال غياب هيكلية حقيقية " براجماتية " للمعارضة ستبحث عن " أسد يخلف الأسد " إذ لا يمكن بحال أن تسمح أمريكا بقدوم نجم جديد من خارج المنظومة الحاكمة قد يحرف القطار عن مساره ولو قيد أنملة ، خاصة أن لسوريا خصوصية " أمنية " بالنسبة لأمريكا لأسباب عدة أهمها مجاورتها لإسرائيل وهو ما عبر عنه كولن باول صراحة واصفا سوريا بأن " لها وضع خاص " أثناء حديثه عن محور الشر ..

ويبدو – وهو الأرجح – أنه لا يوجد هيكلية منظمة للمعارضة السورية خارج أطرها التحزبية " القبلية " ، وحتى مؤتمر لندن قبل عامين خرجت نتائجه " شعاراتية " وفقد الكثير من أهميته نظرا لطغيان الطيف الإخواني عليه وهي نقطة ضعف وليست نقطة قوة لأي عمل سوري معارض في المرحلة الراهنة ..

ربما هو حلم .. لكن بدون رجل كرياض الترك لا يمكن للمعارضة السورية أن تلتئم حول هذا الهدف كون الرجل يتبنى منهجية (( وطنية )) بالغة الشفافية وبعيدة كل البعد عن أي ارهاصات تحزبية أو طائفية أو حتى أيديولوجية .
على المعارضة .. هذا إن افترضنا وجودها الفعلي .. أن تتجاوز الكثير من طروحاتها " الطوباوية " وتتخذ خطوات (( حقيقية )) في سبيل هذا (( الحلم )) وبتشكيل حكومة ظل حقيقية لا شعاراتية ، حكومة " تكنوقراط " وطنية ونزيهة لا تعتمد المحاصصة الحزبية أو الطائفية كحال المعارضة العراقية ، بل تكون أولوياتها (( وطنية )) خالصة .. على الأقل لسد فراغ ممكن أن يحدث لو .. لو قررت أمريكا اعطاء إشارة البدء للبلدوزر الرابض على الحدود العراقية ..

http://forum.nadyelfikr.net/viewthread.php...tid=4770&page=1

بكل تأكيد .. هذا حلم ، مجرد حلم لا أكثر ولا أقل ..

تحياتي
(f)