عزيزي نيوترال،

شخصيا، أتجنب قدر المستطاع الدخول معك في حوار، بل وأعتقد أنني لم أشاركك يوما أي حوار (أرجو ألا تخونني الذاكرة)، وذلك يعود إلى أسلوبك (دون أوصاف لأنك حر في اختيار الأسلوب الذي يريحك).

البابا يوحنا بولس الثاني دافع بكل ما أوتي من قوة عن حق الإنسان في الحياة

لربما هي خطيئة في نظرك، وفي نظر محبي الموت أو الداعين إلى حياة "فئات" معينة من البشر دون فئات أخرى!

لك مطلق الحرية في اختيار مبادئك. أنا لا أدينك، بل أحترم وجهة نظرك.

هناك أكثر من طريقة للنظر إلى الأمور المختلفة وتقييمها والحكم على ما هو صواب وما هو خطأ.

والحكم صعب لأن الإنسان مشاعر، والمشاعر متنوعة ومختلفة، قد تحمل المرء على الكراهية حتى القتل أو على المحبة حتى الصفح. ولا يمكننا أن ندين القاتل أو الصافح لأن لكل منهما مبرراته ودوافعه الإنسانية التي تستحق أن نتفهمها ونعالجها بحسب حالاتها.

هل القتل جريمة؟!
هل الحياة من حق الجميع بدون استثناء؟!
هل هناك حدود للحرية؟!
هل هناك شعوب أحق من غيرها بالوجود؟!
هل هناك طوائف أحق من غيرها بالحياة؟!

والأسئلة تطول، وكل سؤال منها عولج في مجلدات ضخمة منذ أن بدأ الإنسان باستخدام عقله للتحليل في محاولة لفهم الحياة!!

لقد عارض البابا الجنس الإباحي أو المتحرر أو اللامسؤول..

هل هو على صواب أم مخطئ؟!

في الحقيقة، الكنيسة هي التي تعارض الجنس الإباحي/المتحرر/ اللامسؤول.

تقولون: لم يعمل على الحد من انتشار الإيدز وذلك لأنه رفض جواز استخدام الواقي/العازل!!!

وهنا أجد نفسي مضطرا إلى التساؤل:

ما هو سبب انتشار مرض الإيدز؟!
ما هو السبب في بروز مرض الإيدز إلى الساحة؟!

إنه ممارسة الجنس بلا حساب وبدون ضوابط.

أفيكون علاج الإيدز في معالجة النتائج أم في معالجة المسببات؟!

هو سؤال أتركه لضمير كل إنسان. فلا يمكن لأيٍ كان أن يكون ضميراً للآخرين.

لقد عارض قدساة البابا الإجهاض.

أهو مخطئ أم مصيب؟!

الإجهاض هو عبارة عن قتل جنين نتيجة لعملية جنسية.

إذن، نحن إزاء عارض آخر جديد من عوارض الإباحية الجنسية والتحرر الجنسي.

فكيف يكون العلاج؟!

قتل جنين ، إنسان في مرحلة التكون، للتخلص من "مشكلة" و"عقبة" أم في منع المسببات التي تؤدي إلى ظهور "العقبة" أو "المشكلة".

من هو الشخص المؤهل ليقرر مصير "حياة إنسانية" في طور التكوين؟!؟!

عارض حبوب منع الحمل و/أو حبوب قتل الأجنة

هذه ثالث مشكلة تنتج عن الجنس الإباحي، المتحرر واللامسؤول.

عجيب!!!

الإيدز، حله عند المتحررين : الكوندوم / العازل
الأجنة غير المرغوب بها: حلها عندهم الإجهاض (القتل)

الكنيسة علمت وتعلم أن حل المشاكل الاجتماعية يكمن في العودة إلى أصول القوانين الاجتماعية.

المتحررين والمنحلين أخلاقيا لا يعجبهم الروابط والموانع والتحريمات.

يريدون حرية بلا ضوابط وليتكفل الطب بمعالجة النتائج. ثم يلعنون الطب لأنه عاجز عن إيجاد الحلول لمشاكلهم.

عالمنا غريب!

لا بل الإنسان في عالمنا غريب.

ثم يلومون البابا بسبب أزمة السكان في دول العالم الثالث!!!

لا يعلمون أن المشكلة ليست في عدد السكان بل في توزيع الخيرات.

المصالحة كانت مفتاح وأساس سياسة البابا يوحنا بولس الثاني

مصالحة الإنسان مع الإنسان.

وحتى المصالحة حكموا عليها بالفساد والمحاباة.

ماذا فعل اليهود خلال قرون طويلة من الزمن في أوروبا؟!

عانوا الاضطهاد لمجرد أنهم يهود.

نعم، نحن نحكم عليهم بسبب ما فعل الصهاينة ويفعلون في فلسطين، ولكن الشعب اليهودي في العالم من حقه أن يعيش بحرية وكرامة.

ومن حق الشعب الفلسطيني أيضا أن يعيش بحريسة وكرامة. وقد دافع قداسته عن حق الشعبين المتساوي بالعيش بحرية وكرامة.

...

تحياتي القلبية