العزيزة الجامعية،

ههههه الله يسامحك على (هاالدعوى) فانا انفر من هذا طبعا، وعموما اطمئني فليس لي اخوات وامي عجوز اكل الدهر عليها وشرب ايضا.

بعد هذه البداية المازحة والصادقة معا لكن جاد واقول : ما يحرمه دين هو عند دين اخر حلال، وماهو شر عند قوم او في عصر معين هو خير عند قوم او عصر اخر، والعكس. اذا كيف نناقش الامر؟

من منطلقين الروح والعلم : الوريث الشرعي لمسائل الاخلاق والدين اي الروح عموما هو الـ(ذوق) انه فعل القبول والاشمئزاز، انه اخر منجزات الانسان على مستوى الروح بعد هدم الدين وقلب قيم الاخلاق، انه منظم الفعل والتفاعل بين الناس وغريزة الاستساغة.. وكونه ارث ووريث الاخلاق والدين بامتياز، فقد اخذ منهما الكثير على مستوى الفطرة الذوقية السليمة اي بداهة الحسن ونبذ المثيولوجي والزائف مع العلم. وعلى مستوى ذوق الفطرة السليم فان (غشيان المحارم) فعل مقزز حتما لمن سبق واختبر التجربة الدينية والاخلاق المتوارثة بصدق وخرج عليهما بهدوء وسليم في ذوقه. اما الخروج الفاسد على الدين والاخلاق فهو مجرد تمرد فاسد وانحطاط لا اكثر.

اما علميا : فقد رجع يونغ الخلاف الذي نشب بين ادلر وفرويد الى النمط النفسي الخاص بكل منهما، فوجد ان الناس ينقسمون الى قسمين : انبساطيون وانطوائيون. مشاكل الانبساطي جنسية في الدرجة الاولى ومشاكل الانطوائي في الدرجة الاولى هي البحث عن التفوق والسيطرة. ولكن ليس هناك من هو انبساطي او انطوائي مائة في المائة، فكلنا انبساطيون وانطوائيون معا ولكن تكون الغلبة لاحد النمطين على الاخر.. اذا كلنا لدينا مشاكل جنسية لا شعورية مع (المحارم) ولنقل مع يونغ هي مشاكل ايروسية تحديدا. يجب ان لا نهرب من هذه الرغبات بل ان نعيد تشخيصها (النفسي) وفحصها فهي مقدمات لكمال الوعي ومن غير المرور بها وتسويت مشاكلنا معها لن يكون هناك اي تقدم في السير اللاحق لتحقيق وكمال الفردية- كمال هذه مجاز نسبي - . الرغبة (الغلمة) غريزة نولد بها ليس لها عقل او تحديد تتملك الرضيع وتسري في كيانه وتتفاعل مع محيطه دون ضابط وهي بكل بساطه مزبلة الاشعور الطفلي في كل بالغ اما ان يكبتها وتظهر كامراض نفسية محوله او مفرعة مباشرة في غشيان المحارم..

اسف على التطويل وكلامي مجرد اشارة الى مسائل الاستزادة فيها قد يستغرق العمر كله.

واخيرا ، هنيئا لكي عقلك والجو الذي تربيتي فيه يا جامعية (ياحلوه). وشكرا