اقتباس:  ابن العرب   كتب/كتبت  
لربما يدهشك أن تعلم بأن البابا يوحنا بولس الثاني هو أكثر البشر موافقة لك على ما تقول.

لقد فتح أبواب الفاتيكان على جميع بني البشر من كل لون وعرق ودين دون تمييز.

لقد فتح علاقات الأخوة ومد يد الصداقة لكل إنسان، لمجرد أنه إنسان.

لقد ألغى كون الدنيا تسير بين نقيضين : أبيض أو أسود، وفتح أعين الكثيرين على روعة قوس قزح بألوانه وأطيافه.

بالمناسبة، انا شخصيا اعتقد ان البابا هو احد افضل القيادات الدينية في العالم. يعني اعترف بأنه جيد نسبيا، يعني مقارنة بالشخصيات الدينية الاخرى مثل الحاخامات و اية اللـه و طبعا بن لادن و بطريرك الارثوذكس الروسي الذي حرم البابا من زيارة روسيا بأن رفض استقباله.

لكني لا اقارن الشخصيات الدينية ببعضها، ففي النهاية هم كلهم متأخرون بمراحل عما وصل اليه غيرهم من علماء و مفكرين في مجالات الاخلاق و العلوم و الاجتماعيات و علم النفس. عموما من المعروف من تاريخ الكنيسة الكاثوليكية انهم دائما يجرون لاهثين وراء ركب الحضارة. يعني في يوم من الايام كانوا يصرون على مركزية الارض، و في النهاية لحقوا بالاخرين. و في يوم من الايام كانوا يصلون باللاتينية، و في النهاية تخلوا عن ذلك ايضا. في يوم من الايام رفضوا نظرية داروين، و اليوم يعترفون بـ "امكانية" صحتها. في يوم من الايام اجبروا المرأة على تغطية رأسها في الكنائس، و اليوم لا يفعلون ذلك.

و اليوم ها هم كما كانوا دائما، يتمسكون باسنانهم و اظافيرهم بمبادئ قديمة، و لكن سنمهلهم بضع عقود و سيلحقون بنا. سنراهم في المستقبل، و حين يكونوا يومها اعترفوا بحقوق المرأة و الحرية الثقافية و الاجتماعية و الجنسية و النسلية، يومها سنكون نحن قد وصلنا الى مرحلة اكثر تقدما من ذلك و أيضا سيقفون هم في مكانهم مدافعين عما وصلوا اليهم هم و رافضين اللحاق بنا بضع عقود اخرى.

يعني لا يوجد اي حقبة زمنية في التاريخ كانوا هم قد جاروا تقدم الانسانية، فقد تخلفوا عنها في كل مرحلة. و ها هم اليوم يخطبون فينا بضرورة المساواة و قبول الاخر مع انهم هم من اخترع الكراهية و اللامساواة و العنصرية و التكفير في تاريخهم و العلمانيون هم الذين كسروا قيودهم و اخذوا حقوقهم منهم بالقوة. اليوم يريدون هم تعليمنا المساواة و الحقوق. للأسف، فلا توجد لديهم اي مصداقية تاريخية.

هم اليوم تماما كما كانوا دائما: شوكة في حلق التقدم العلمي، و ما أشبه اليوم بالأمس. يعارضون اليوم الدراسات الجينية التي تتعلق بالبحوث في الخلايا الـ stem cells و في الامس قتلوا برونوا و عذبوا جاليليو.

هذا اذا كان التاريخ له اي دلالة في نظركم يعني.