[CENTER](5)[/CENTER]


تابع النقطة الأولى

ألوهية المسيح :

نستكمل البحث في ألوهية المسيح..

مما تقدم يتضح وبشدة أن النظرة المسيحية للمسيح ولاهوت المسيح لا أساس له في الشريعة.. ولا في العقيدة.. ولا في تاريخ الأفكار السوية..
والأهم.. لا أساس لها في الكتاب المقدس نفسه..

دعونا الآن نتجه للأصول الحقيقية لهذا الفكر المشوه..

يذهب البعض أن المسيح عليه السلام لم يكن موجودا أساسا.. ويقولون عنه شخصية أسطورية.. وهذا اعتمادا على أن المسيح عليه السلام لم يرد ذكره في أي مخطوطة تاريخية في أي زمان ولا في أي من المتعلقات الخاصة بالامبراطورية الرومانية.. ولولا أن المسيح عليه السلام قد تناقل أخباره قوم بالتواتر.. وحكى عنه الكثير في عصر واحد.. لما صدق أحد وجوده.. وأتى القرآن ليريح النصارى من محاولات اثبات وجوده.. و[U]أجبر 1.2 مليار مسلم على الايمان بالمسيح كشخصية حقيقية لها ثقلها في التاريخ الانساني.

هناك علماء ومثقفون في الغرب يبحثون في علم الانسان الاجتماعي .. وهو علم يبحث في العلاقات الاجتماعية والمعتقدات الدينية للجنس البشري.. وقد اكتشفوا في دراساتهم للدين قبل مجيء المسيح , عددا معينا من الأمور المتعلقة بمعتقدات الناس في البلاد المختلفة.
وحينما امتشوف أن ثمة تشابه كبير بين تعاليم الديانات الوثنية للمشركين الذين عاشوا قبل مجيء المسيح , وبين تعاليم الكنيسة الحالية.
وقد اكتشف هؤلاء العلماء والمثقفون أن الشعوب في منطقة البحر المتوسط, وفي النصف الشمالي من الكرة الأرضية وفي العالم القديم قبل مجيء المسيح كانت تعبد الآلهة الشمسية Sun-gods , أي أنهم عبوا الآلهة التي ارتبطت عندهم بالشمس وقد اختلقوا حكايات حول أشخاص في بلاد مختلفة بمنطقة البحر المتوسط وفي النصف الشمالي من الكرة الأرضية.

ومن هؤلاء المعبودين باعتبارهم آلهة ( بعل BAAL) عند المصريين .

وهؤلاء جميعاآلهة شمسية. ويفترض أنهم ولدوا جميعا في [U]25 ديسمبر ( كانون الأول ) و ( واهب الحياة Life Giver ).. إلخ

كل هذه الألقاب قد اتم اعطائها للآلهة الشمسية قبل أن يأتي المسيح عيسى ( الإله من وجهة نظر النصارى ) .
وقد قيل أن الظلمة هزمت أو قهرت هذه الآلهة الشمسية وأن هذه الآلهة الشمسية نزلت إلى العالم السفلي أو مقام ومستقر الموتى.. ثم خرجت إلى الحياة مرة أخرى في اليوم الثالث لموتهم !!!!!!
ويجب أيضا معرفة أن هذه الآلهة الشمسية كان يحتفل بذكراها بواسطة تناول الطعام خلال شعيرة سر (الافخارستيا) أو القربان المقدس Eucharist كتناول الخبز والخمر.

وبعد كل هذا .. رأى علماء هذا العلم الاجتماعي.. تشابها فيما سبق بين الآلهة المزعومة هذه والتي جاءت قبل المسيح.. وبين المسيح نفسه.. ولذلك استنتجوا أن المسيح مثله مثل تلك الآلهة.. مجرد أسطورة !!!!!!!!

ما سبب يوم اتفاقهم في مسألة يوم ميلاد الإله 25 ديسمبر ؟
ان الشعوب قبل مجيء المسيح في منطقة البحر المتوسط قد راقبت الشمس بشدة.. ويحنما كان الجو يزداد برودة .. يرتجفون.. ويلجؤون للعيش في الكهوف.. ونسجو روايا حول أن الشمس تحيط بها الظلمة وأن الشيطان يبتلع الشمس وإن التنين يأكلها.. وهكذا !!

ومن بعد حوالي اليوم ال 21 من ديسمبر .. تكون الشمس قد مرت بما يعرف بالانقلاب الشتوي.. وتترك تعامدها على مدار الجدي.. وتبدأ الشمس اشراقا شيئا فشيئا.. ولذلك اعتقدوا أن الشمس تولد من جديد أو تبعث مرة أخرى من الموت وذلك قرب يوم 25 ديسمبر.
لذلك نجد أن ميلاد الآلهة الشمسية.. يقتضي ميلاد جديد للشمس.. فكان هذا التاريخ 25 ديسمبر !!

وهذا ما يقولونه المسيحين تماما خلال فترة عيد الفصح.. ويحتفلون بعودة المسيح إلى الحياة مرة ثانية بعد موته وصلبه المزعوم.

وقد اكتشف علماء المسيحية هذا.. ومعروف الآن لأصغر دارس مسيحي بأن 25 ديسمبر.. ليس في الواقع يوم ميلاد المسيح.

وإذا دققنا النظر في الكتاب المقدس وفي القرآن الكريم.. لوجدنا أن عيسى بن مريم لم يولد في شهر ديسمبر... وهذا موضوع آخر.. ولكن تلخيصا.. لا يمكن أن يكون هناك رعاة في قلب صحراء فلسطين بقطيعهم في النصف الشمالي من الكرة الأرضية في ديسمبر.. ان هذه حماقة ما بعدها حماقة... وانجيل لوقا يخبرنا بأن ملاك الرب جاء للرعاة في الليل ليبشرهم بأن السميح قد ولد اليوم !!! ( لوقا 2 : 8 - 11 )
والقرآن أيضا يقول بهذا.. فكون مريم استطاعت أن تهز جذع النخلة ليتساقط الرطب.. فهذا معناه أنه مستوي وناضج ومتدلي ( مريم 23 - 26 ).. وهذا لا يكون في الشتاء أبدا.. ربما في يونيو أو يوليو.

ومن هذا كله نستطيع أن نجد ونعرف من أين اقتبس المسيحيون فكرة ألوهية المسيح !!! حتى في تاريخ ميلاده !!!!


ورغم كل هذا.. يؤمن المسيحي بأن المسيح إله.. وحينما يتم محاصرته بجميع الأدلة العقلية والنقلية.. يهرب إلى آخر أمل له ويقول.. : ( أين أبو المسيح؟؟ هل يعقل لبشر أن يولد بلا والد ؟ لابد أنه هو الله نفسه؟؟ )

وهذا في حد ذاته فرض سخيف.. ان النصراني بهذا يضيق الخناق على نفسه.. والقرآن لم يترك شيئا.. ويرد على هذا ويقول ببساطة : {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} (59) سورة آل عمران

إذا كان المسيح إلها لأنه بلا أب.. فالأجدر إذا بالألوهية هو آدم.. لأنه بلا أب أو أم !!!

ليس هذا فحسب.. بل أيضا ننظر في كتباهم المقدس.. فسنجد المفاجأة الآتية :

في سفر العبرانيين نجد الحديث عنر جل اسمه "ملكي صادق"

[B]بلا أب.. ولا أم.. ولا نهاية.. ولا نهاية..
إن هذا الوصف ينطبق على الله بلا شك.. لماذا لا تعبدونه بدلا من يسوع ؟
لا حجة الآن.. وانتهى البيان في ألوهية المسيح..

أرى أحدهم بعين دامعة يقول ان توما قال للمسيح إلهي ( يوحنا 20 : 28 ).. لماذا لم يعترض المسيح ؟

أقول وهل يجب أن أصدق أن هذا ما حدث؟؟ ولكني سأفترض.. ففي النهاية .. المسيح لم يقل أن الله.. ولم يقل له أنت لست مخطئا.. هذا من نقطة..
ومن نقطة أخرى.. أنت لم تفهم ما قاله توما.. وما هو الموقف..

المسيح قد عاد ودخل الغرفة العلوية .. التي كانو يجتمعون عندها قبل الصلب.. ولم يكن توما مصدق بدون أن يرى.. فقال له المسيح تعالى لتتأكد أنني أنا وجعله يتحسس بيده جنبه ويديه.. فما كان منه إلا أن أعلن اندهاشه وقال ( ربي وإلهي ).. إن هذا الأسلوب مستخدم بين أهل الأرض جميعا.. ولو قابلت صديق لك وقلت وأنت تتحدث ي إلهي.. هذا ليس معناه أنك تعبده أبدا !!! إنه تعبير عن الدهشة والتعجب.


أحب أن أسوق هنا مثالا أسوقه دوما..

النصارى يقنعون أنفسهم بهذا السخف من منطلق أن الله قادر على فعل كل شيء.. وهو يفعل كل شيء..
ويستطيع أن يأتي بصورة انسان ويفعل كل شيء يريده
وهذا منطق مقبول .. ولكن بشرط.

من قال أن الله يفعل كل شيء؟
نعم هو قادر على كل شيء.. ولكنه لا يفعل السخافات .. وبالطبع هو قادر عليها.. ولكنه لا يفعلها..

ضربت مثالا من قبل.. وقلت..

إذا قيل لمسلم ومسيحي.. أن الشيخ الشعراوي.. والبابا شنودة

هل ستصدق هذا ؟؟
هم قادرون على فعل هذا .. نعم قادرون لو لم يمنعهم أحد هم قادرون..

ولكنك لن تصدق هذا..
وستشعر بالغثيان.. ما هذا ؟؟
ولو فعلاها.. لم تحترمهم بعدها..
وستظل تنكر هذا على طول الطريق.. وبالفعل هم لن ولن يفعلا هذا
والسؤال للمسيحي...

ألا تقبل على البابا شنودة أن يفعل هذا ويخلع ملابسه أمام الناس على سبيل التواضع..
وتقبل على الله أن يصبح بشرا يأكل ويشرب ويبول ويتبرز ويضربونه ويبثقون عليه لا.. [U]ويختتن؟؟؟ و و و ؟!!!
إن هذا التصوير يؤذي المسلم.. وضد الفطرة البشرية..
ألا تقبل على البابا شنودة أن يفعل هذا.. وتقبل على الله أن يفعل هذا ؟

إن الله لا يفعل كل شيء.. هو قادر على كل شيء.. ولكنه لا يفعل كل شيء..

سيقول لي البعض ( لماذا لا تعتبره حاكما نزل يلمس هموم شعبه ؟ ).. أقول لأن هذا واجب على الحاكم.. والحاكم بنزوله.. لم ينزل عن المقام البشري إلى المقام الحيواني.. ولكن الله بنزوله.. ينزل عن المقام الالهي.. للمقام البشري وسبحانه وتعالى عما يصفون ّ!!
إنه لا يفعل سوى الأشياء الإلهية.. لأنه إله

على رأي جاري ميلر عالم الرياضيات المسلم حيث قال في رد على سؤال مثل هذا :

who said that God does every thing? God Doesn't Do every thing.. he deosn't do silly things, He just do GODLY things


باقي شيئا واحدا ادخرته للنهاية.. مجرد ذكره .. كان يغني عن أن أقول شيئا..

قلنا في البداية.. أن الفرق بين المسلم والمسيحي بخصوص المسيح.. منحصر في 4 فروق.. وأولها هي ألوهية المسيح..

ما لا يعرفه النصارى.. أن علماء النصارى في طريقهم لإلى اعتناق تعاليم الاسلام بالنسبة للمسيح تدريجيا.. شيئا فشيئا..

هاكم هاته الصاعقة :

[U]في صحيفة الديلي نيوز Daily News البريطانية الصادرة بتاريخ 25 / 6 / 1984 نقرأ الآتي :

Shock survey of Anglican Bishops"


More than half of England's Anglican Bishops say that Christians are not obliged to believe that Jesus Christ was God, according to a survey published today. The pole of 31 of England's 39 bishops shows that many of them think that Christ's miracles, the virgin birth and the resurrection might not have happened exactly as described in the Bible. Only 11 of the bishops insisted that Christians must regard Christ as both God and man, while 19 said it was sufficient to regard Jesus as 'God's supreme agent'"

والترجمة ببساطة أن أكثر من نصف الأساقفة الأنجليكيين يقولون بأن النسيحي غير مجبر على الايمان بأن عيسى كان إلها !!!!!!
استفتاء تم بين 31 أسقف من بين ال 39 أسقف لبريطانيا.. 19 منهم يقول بأنه كاف لأن تؤمن بأن المسيح كان هو رسول الله العظيم وعميل له في الأرض.. ولا داعي لالايمان به كإله.. و 11 فقط هم من قالوا بوجوب الايمان به كاله.

هنا يجب أن نرفع للمسيحيين القبعة..
انه الآن اكتشوف أن المسيح لم يكن إلها.. فأعلنوها وبصراحة.. نرفع القبعة لهم احتراما.. فنحن لم نستطيع أن نقدم لكم الرسالة جيدا ..

1400 سنة نقرأ على أنفسنا

1400 سنة نقرأ على أنفسنا الرسالة الخاتمة من الله والتي جاء بها محمد ليصحح لكم مفهومكم وينقذكم من معتقداتكم ويقول

1400 سنة نقرأ

1400 سنة نقرأ

نقرأها على أنفسنا.. لم نصون الرسالة التي قام بايصالها أجدادنا العظام... يارب اغفر لنا..
ولكن سبحان الله.. يشاء الله أن يصل المسيحيون أنفسهم.. للحقيقة .. حتى لو لم تصلهم الرسالة من تقصير لنا.

سبحان الله العلي العظيم

انتى حديثنا عن النقطة الأولى... ونتابع باقي النقاط في المرة القادمة ان شاء الله تعالى

[CENTER]وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم[/CENTER]