عزيزي إمام عادل،

هناك فرق كبير بين أن يتنبأ الكتاب المقدس بأن أمراً ما سيحدث ضمن شروط معينة، حتى متى حدث يؤمن القوم،

وبين أن يأتي شخص "خصيصاً وتحديداً لكي يحقق النبوءات".

هناك نبوءات كثيرة في العهد القديم حول ما سيجري في وقت مجيء السيد المسيح. القصد منها التنبيه إلى مجريات الأمور حتى يتعلم الشعب ورؤسائه متى حدثت فيؤمنوا ولا يرتكبوا خطيئة بحق الله.

إذن، فالنبوءات كانت تحذيرية لا مصيرية أو حتمية. أي أنها وُضِعَت لتنبيه اليهود لا لكي تتم وكأني بالتاريخ "مقدّر ومكتوب" ولا يملك الإنسان إلا تنفيذه.

ضمن هذا الرؤية الشاملة لتاريخ الخلاص، لا يسعنا أبدا تقرير وتأكيد قول كالذي أعلنته في فاتحة مداخلاتك حيث تقول: المسيح تجسد خصيصا ليصلب ويسفك دمه ليمحو خطايانا و يعيد طبيعتنا الى سابقتها

أن هذا قد حصل فعلاً ، لا نقاش ولا جدال، ولكن أن يكون قد تجسد لكي يحصل هذا، فهنا أنا لا أوافقك بتاتا.

لقد جاء المسيح لهفد واحد فقط: "أن يعرفوك أنت أيها الإله الحق وحدك ويعرفوا الذي أرسلته"

أي أن نتعرف إلى حقيقة وجوهر الله الواحد ومدى محبته لنا نحن البشر، فندرك حقيقة العلاقة التي يجب أن تقوم بيننا وبين الله، علاقة محبة مطلقة. ونتعرف إلى ابنه الوحيد الذي لم يتوانى عن التجسد بشراً من أجل تبليغنا الرسالة الإلهية.

وقد شاءت الأقدار أن لا يصغي الشعب إلى صوت يسوع، وأن لا يميزوا العلامات والدلالات المدونة في كتاباتهم، فوقع المحظور، وبلغ الأمر بيسوع المسيح معلقا على الصليب.

من أجل هذا أتيت!

ما هو هذا الذي من أجله أتى يسوع؟!

إنه البرهان على مدى ومقدار محبة الله لنا نحن البشر حتى إنه لم يمسك ابنه وحيده عن الموت في سبيل معرفة الله ومحبته.

أما قضية الخطيئة الأصلية، فهذه تتطلب وقفة أخرى لأن القول بالخطيئة الأصلية المتوارثة هو قول مرفوض بولسيا وأغسطينيا وكنسيا وكتابيا.

تحياتي القلبية