اعذروني للتدخل...

الزميل العزيز، إذا أردت أن تقتنع بالخالق سبحانه لا تذهب لتبحث عن كنهه و ماهيته و لا تتساءل ما هو و ما شكله و لماذا لا أراه فهذه الأسئلة لن تفيدك إلا أن تزيدك ضياعا...

زميلي ... الله (أو سوه ما شئت) موجود في كل مكان، لا تفسير لكنهه و شكله، خلقنا و جعل لنا طريقين: "طريق الهداية و طريق الضلال" و يبقى للإنسان تأويل الخير و الشر بمساعدة من الخالق عن طريق بعث الأنبياء و المرسلين...

لا أدري كيف لا تستطيع التماس نكهة الخالق في هذا الكون؟ أنا لا أتكلم من منظور كوني مسلما و لكنني أتكلم من منظور إنسان بحث عن ربه فوجده في كل مكان ... نظرت إلى السماء فأحسست ربي و تعمقت في مخلوقاته فلمست بديع خلقه سبحانه و تعالى...

ذلك الإله الذي تبحث عنه موجود و ما عليك سوى الاقتناع يا عزيزي...

ثم أنت لن تخسر شيئا لو فرضنا جدلا أن لا إله لهذا الكون الشاسع، تسألني كيف؟ أقول لنفرض أن الكون بما فيه جاء صدفة محضة، إذا فهي الحياة التي نحياها ثم نموت إلى غير رجعة فلا ندم و لا عذاب و لا جنة و لا نار!!! فسواء آمنت أم لم تؤمن سواء... و لكن إن كان ذلك الإله موجودا فعلا و لم تكن مؤمنا فأنت الخاسر في النهاية إلى أبد الآبدين ... فلماذا لا تؤمن بذلك الخالق (بالبحث طبعا يا عزيزي) فأنت لن تخسر شيئا في الحالتين...

ثم الإيمان بالله لا يعني أن تبقى محبوسا في بيتك تصلي و تتعبد و تدعوا يا زميلي ... فمثلا قال محمد صلى الله عليه و سلم: "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، و اعمل لآخرتك كأنك تموت غدا" (أو كما قال) و هذا يعطيك الحرية في الموازنة بين الدين و الدنيا و لك الجزاء في الآخرة...

ثم الله لا ينسى عباده، فإن هو لم يستجب لك يوما فاعلم أنه يحفظها لك لآخرتك لعلها تكون لك منجاة من العذاب...

"اللهم إنك سلطت علينا عدوا عليما بعيوبنا، يرانا هو و قبيله من حيث لا نراهم. اللهم و أيسه منا كما أيسته من رحمتك، و قنطه منا كما قنطه من عفوك، و باعد بيننا و بينه كما باعدت بينه و بين جنتك و رحمتك" اللهم آمين...

تحياتي (f)