عزيزتي "هبة الرحمن"،

أنتِ كمسلمة، بحسب تعاليم المسيح (بعد تنقيتها من بعض الشوائب التي علقت بها على مدى الأجيال المسيحية المتعاقبة)، موقفك من الجنة والنار يعتمد على موقفك أنتِ الواضح والصريح بينك وبين نفسك.

ماذا أعني؟!

دعوة التعرف إلى السيد المسيح والإيمان به، هي دعوة معروضة لبني البشر أجمعين من كل أمة وشعب ولسان وعقيدة. إزاء هذه الدعوة، يختلف رد الفعل بين الإيمان والرفض.

فالمؤمن، يدخل في عهد مع الله بواسطة ابنه الوحيد يسوع المسيح الذي تجسد في الزمان بشراً سويا.

غير المؤمن، حاله واحد من اثنين:

1. أن يكون قد رفض الإيمان صادقا ومقتنعاً بضمير حي أن الله لا يمكن أن يكون كما تقدمه المسيحية، ولذلك فإنه يمارس الفضائل "الإنسانية" بحسب معتقده الذي يؤمن به بضمير حي وإخلاص. هذا الشخص لا يمكن أن يحكم عليه الله بالفناء أو بالجحيم لأنه إنسان مخلص لإيمانه وتعاليم إيمانه وذلك بضمير حي.

2. أن يكون قد رفض الإيمان حرجاً أو خوفاً أو خشية أو كبرياءً أو ما شابه، أي أن يرفض الإيمان المسيحي متعارضاً مع ضميره الحي وما يمليه عليه هذا الضمير. هذا الإنسان لن يكون مصيره الجنة.

ولكنني أحب أن أذكّر هنا بأن المسيحية لا يوجد فيها القضاء الحاسم "أبيض / أسود" أو "جنة / جحيم". فالمسيحية لا تحكم على أحد ولا تدين أحداً. الكنيسة لا تستطيع أن تجزم بأن فلان من الناس في الجحيم، ولكنها تجزم بأن فلان من الناس في الجنة / السماء. حتى يهوذا الإسخريوطي نفسه، لا تعلن الكنيسة بأنه مخلد في الجحيم، لأن الله وحده فقط يعلم ما في داخل الإنسان، وهو وحده القادر على تقرير مصير الإنسان.

أرجو أن تكون مداخلتي واضحة ومفهومة.

تحياتي القلبية