{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
موضوع مخصص للمقالات المكتوبة عن قداسة البابا الراحل وتعاليمه وأفكاره المعادية للاستبداد والعولمة وال
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #10
موضوع مخصص للمقالات المكتوبة عن قداسة البابا الراحل وتعاليمه وأفكاره المعادية للاستبداد والعولمة وال
إرث البابا يوحنا بولص الثاني لشعوب الشرق الأوسط
د. بثينة شعبان

لماذا هبّ ملايين البشر من كافة الأديان والأعراق والجنسيات، للمشاركة بتشييع جثمان قداسة البابا يوحنا بولص الثاني إلى مثواه الأخير في الفاتيكان؟
ولماذا أصبح في العقد الأخير أكثر شخصية محببّة في الكون إلى قلوب البشر؟
وكيف حوّل الفاتيكان في عصره من مقر تاريخي لطائفة دينية، إلى محطة أساسية لنشر ثقافة الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، يؤمها ملايين البشر، بمن فيهم الرؤساء والقادة والوزراء والشخصيات الاعتبارية؟
لا شكّ أنّ قداسة البابا كان شخصاً استثنائياً منذ طفولته، فقد كان شاعراً وكاتباً ومسرحياً، تعلـّم لغاتٍ عدة وأتقنها، وكان عليه أن يختار بين المسرح والكنيسة فاختار الكنيسة. وعلى الصعيد الإنساني تعرّض لامتحان صعب في شبابه المبكـّر، حين فقد والدته وأخاه الكبير، وأخذ منذ ذلك الوقت يتأمل معنى «العذاب». وكحبر مقدّس أنجز للكنيسة الكاثوليكية مكانة دبلوماسية وسياسية لم تعهدها منذ عصر النهضة.
حين زار قداسة البابا سورية عام 2001 زار الجامع الأموي، حيث كان المسيحيون والمسلمون يدخلون المعبد في القرن السابع، فيتجه المسلمون إلى اليمين، والمسيحيون إلى الشمال ليصلّوا، وبعد ذلك اتفقوا على بناء كنيسة منفصلة عن الجامع، ولكنّ الكنيسة والجامع ظلاّ متجاورين متحابين في سورية طوال تاريخهما، تعبيراً عن جوهر الثقافة العربية المتمثـّل بالتعايش.
ولأن الأراضي المقدّسة في فلسطين، كانت وما زالت محرومة من عوامل السلام، وتنتشر فيها ثقافة الكراهية والاستيطان والقتل، فقد أبدى اهتماماً خاصاً بها ولذلك كان، مثلنا نحن العرب، يرى أنها يجب أن تكون مثالاً للعيش المشترك بين معتنقي الديانات الثلاث. فصلّى عند حائط المبكى، معتذراً عن الماضي، ولكنـّه أدان جدار الفصل العنصري، وقال إنّ بناءه يدمّر أي أمل بخلق دولة فلسطينية، وأكّد أنّ الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني هو جوهر كل الصراعات في منطقة الشرق الأوسط، وأنّ الحلّ الأساسي يكمن في أن نضمن لكلّ شخص الحقوق الأساسية والكرامة الإنسانية، وأن نؤكد أن كلّ شعب له الحق أن يعيش في أرضه بسيادة وحريـّة، وأن سلامة المسيحيين في الشرق، لا تعني أنّ نحميهم كي يعيشوا في أماكن معزولة و«صافية مسيحياً»، لأن «الجسور» بالنسبة للمسيحيين هي أفضل من «الجدران»، ولأن عيش المجتمعات اعتمد على التفاعل بين المسيحية واليهودية والإسلام. كما عبّر عن قلقه من طرد المسيحيين والمسلمين من القدس، وقال يجب أن يستمر معتنقو الديانات الثلاث بالعمل والصلاة والازدهار في الأراضي المقدّسة.
ثقافة المحبـّة والتعايش والحوار هذه التي اعتنقها قداسة البابا طوال حياته بقناعة عميقة، وبشـّر بها لملايين البشر، هي ذاتها جوهر الثقافة العربية السائدة منذ فجر الإسلام في الشرق الأوسط، ولكنّ ما يهدد المسيحيين والمسلمين والأمن والسلام في الشرق الأوسط اليوم، هي ثقافة «الكراهية» التي يُعبـِّر عنها بعض المتطرفين، من دون أن يلقى الجميع رادعاً متساوياً، سواء من القوى العظمى أو من الأسرة الدولية، بل اقتصرت ردود الفعل على بعضهم دون الآخر. فقد تصاعدت دعوات كبار الحاخامات في إسرائيل لإبادة الفلسطينيين تطبيقاً، كما يدّعي بعض المتطرفين منهم، لأحدى فرائض الدين اليهودي، التي نزلت على نبي الأديان الثلاثة داوود. وزخرت المطبوعات التي توزع في الكنس اليهودية في إسرائيل بالكثير من الفتاوى التي وقـّع عليها كبير الحاخامات، والتي تبيح إبادة الفلسطينيين، وانضمّ لهذه الدعوات الحاخام مردخاي الياهو كبير الحاخاميين الشرقيين في إسرائيل، الذي يعتبر حالياً أكبر مرجعية دينية للحركة الصهيونية الدينية. فقد قال مردخاي إنه «يتوجّب على اليهود إبادة الفلسطينيين، كما طبّق الملك داوود فريضة الإبادة على قوم عمليق، الذين كانوا موجودين في أرض فلسطين، قبل إقامة مملكة اليهود». ونشرت صحيفة «ينبوع الأسبوع»، الناطقة باسم حركة «شاس» الدينية المتطرفة في إسرائيل «نعبـّر عن أسفنا لأننا فوتـّنا على أنفسنا فريضة الإبادة». وأيدت دعوات الإبادة العرقية الصحيفة الناطقة باسم حركة «حباد» اليهودية الأرثوذكسية، وصحيفة «قليل من الضوء» الناطقة باسم حركة «غوش ايمونيم» المتطرّفة، التي تتولى الإشراف على المشاريع الاستيطانية في الضفـّة وقطاع غزّة. وتزامن مع هذا التوجّه العنصري ضدّ الشعب الفلسطيني، التحذير من عمليات إرهابية يهودية محتملة لتدمير المسجد الأقصى، وتغيير طابعه الإسلامي في إصرار ينمّ عن الكراهية لأي وجود غير يهودي في المدينة المقدّسة، كما تزامن مع هذه الدعوات لـ«إبادة» الفلسطينيين ومنع عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، عقد اتفاقات لاستقدام هنود إلى فلسطين، ليحلــّوا محلّ الفلسطينيين الذين تعمل آلة الكراهية على قتلهم واقتلاعهم من أرضهم وتهجيرهم، في حملة رسمية منظمة تقوم بها دولة ترعاها الولايات المتحدة. بينما تطالب الإدارة الأمريكية الحالية بتغيير المناهج في البلدان العربية نراها لا تولي اهتماماً لمناهج تدريسية، ومطبوعات إعلامية ومنشورات دينية تنشر ثقافة الإبادة والاستيطان والكراهية بتوقيع كبار الحاخامات في إسرائيل، وثقافة الكراهية هذه تتحول منذ أكثر من عقدين إلى سياسة حقيقية، تُطَبَق من قبل حكومات إسرائيل المتعاقبة على الأرض، فتمارس بفعلها تلك الحكومات القتل والإبادة والعنف والاستيطان وفق حملة حكومية منظمة، تهدف إلى إبادة وجود وحقوق شعب كامل.
هل يستطيع الرئيس بوش، مثلاً، أن يتبنى سياسة البابا يوحنا بولص الثاني، الذي أكّد دوماً على كرامة وحريّة الإنسان باعتبارهما حقّا لكل البشر؟ وهل سيعمل الرئيس بوش وطاقمه الحكومي على ردع هذا الخطر الجسيم المتمثل بسيطرة ثقافة وسياسة الكراهية في إسرائيل، بشكل يهدد وجود شعب بكامله دفع مئات الآلاف منهم حياتهم وحياة أطفالهم من أجل نيل حريته وكرامته واستقلاله؟ إذا أراد الرئيس بوش الانتظار حتى يأذن شارون بالتسوية النهائية، وإذا وافق شارون أنّ التسوية المستقبلية «يجب أن تأخذ الواقع الجديد الناشئ على الأرض بالحسبان، ومن ضمن ذلك جدار الفصل العنصري والمستوطنات الإسرائيلية»، فهذا معناه الحقيقي هوالمشاركة الفعلية في حملة الكراهية والإبادة والتهجير ضدّ الفلسطينيين ومقدساتهم ومباركة استقدام سكان آخرين مكانهم!!
هذا الاصطفاف الحكومي الأمريكي المطلق مع ثقافة الكراهية الإسرائيلية وسياسات التهجير والاستيطان والعنصرية ضدّ الفلسطينيين، هو ما نتذكـّره يومياً في الشرق الأوسط وعبر العالمين العربي والإسلامي وليس الشعارات الرنانة «للحرية» و«الديمقراطية»!
ولكن ما هو الإرث الذي سنتذكـّر البابا يوحنا بولص الثاني به، نحن في الشرق الأوسط؟ إنها مفاهيم محببّة جداً للعرب، لأنها قريبة جداً من ثقافتهم وتاريخهم، بل هي جزء جوهري من تكوينهم الديني الإسلامي والمسيحي على حدٍّ سواء: الحرية والكرامة والتعايش. وهي تقف على عكس ما تطرحه ثقافة الكراهية الوافدة من إسرائيل اليوم، والتي تؤكد على النزاع الديني والتعصب العرقي والتفتيت الطائفي للمنطقة، التي كانت مهداً للديانات السماوية الثلاث والتعايش الجميل بينها.
04-11-2005, 12:55 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
موضوع مخصص للمقالات المكتوبة عن قداسة البابا الراحل وتعاليمه وأفكاره المعادية للاستبداد والعولمة وال - بواسطة بسام الخوري - 04-11-2005, 12:55 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  هل من قداسة لشهيد ؟ Awarfie 13 3,180 05-30-2009, 09:44 AM
آخر رد: Awarfie
  بابا الفاتيكان عند الشيطان بوش ....والله عيب ياقداسة البابا بسام الخوري 7 1,571 04-19-2008, 12:39 PM
آخر رد: rambo
  مواقع للمقالات و الدراسات العلمانية حسام يوسف 2 1,371 08-20-2007, 04:09 PM
آخر رد: ماجن
  كتاب محمد عمارة "فتنة التكفير" يستبيح دماء الأقباط .. ثم يكلمونك عن إهانات البابا بنديكت !!! Beautiful Mind 13 3,772 01-16-2007, 01:14 AM
آخر رد: بهجت
  الترجمة الكاملة و المتخصصة لمحاضرة البابا في جامعة ريغينسبورغ ليلين 29 7,036 11-02-2006, 01:29 PM
آخر رد: اسحق

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS