{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
سوق البنات في سورية يتجه للتصدير ..
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #7
سوق البنات في سورية يتجه للتصدير ..
تسلق الجبل للبحث عن عروس
مشعل السديري

فوق أن الزواج مغامرة غير مأمونة العواقب، فهو عند بعض الشعوب اختبار مؤلم قبل الدخول في رحابه، مثلما كان يفعله الناس في بعض مناطق يوغوسلافيا سابقا، عندما يربطون العريس في عامود طوال الليل أمام لفح نار متوهجة، فإذا صمد إلى طلوع الصباح زوجوه، وإذا صاح واستغاث فكوا وثاقه وطردوه، كما أنني أعرف أحد الإخوة السودانيين لم يتزوج حتى الآن، وعندما سألته عن السبب كشف لي عن ظهره الذي أصبح عبارة عن خطوط غائرة من شدة الضرب، فقد كان من عادات قبيلته ضرب العريس وهو يرقص طوال الليل، فإذا تألم أو احتج أو هرب فلا يحق له الزواج، وقد حاول المسكين أربع مرات، وفي كل مرة يهرب بعد أن ينال ما لا يقل عن مائة جلدة بالسوط على ظهره، واعتقد أن تلك العادة قد اختفت في السودان، مثلما اختفت عادة قبيلة بدوية في شمال غرب الجزيرة العربية، فقد كانوا لا يزوجون أي شاب إلا في ليلة حالكة السواد لا قمر فيها، على شرط أن يكون موقعهم بجانب جبل، وبعد صلاة العشاء يطلقون الفتاة إلى الجبل لتختفي فيه، وبعد ساعة يطلقون العريس للبحث عنها، فإن أذن المؤذن لصلاة الفجر ولم يجدها، لا يحق له الزواج منها، أما إن عاد معها يدا بيد، فساعتها تدق الطبول ويبدأ الغناء والرقص احتفالا بالعريس والعروسة.
وكانت تلك القبيلة متمسكة بتلك العادة إلى ما قبل خمسة عقود، قبل أن يأتيهم من يفقههم بدينهم على اعتبار أن تلك العادة ما هي إلا بدعة جاهلية، وقد يكون مع هؤلاء العلماء بعض الحق، غير أن هدف تلك القبيلة من تلك العادة الغريبة، إنما كان بالدرجة الأولى إعطاء الفرصة للفتاة في أن يكون لها بعض الرأي في اختيار عريسها، فإذا لا ترغب فيه فسوف تمعن بالتخفي وتبذل المستحيل بعدم الإمساك بها، وإن كانت تحبه أو تريده أو ترغب فيه، فلا أقل من أن ترمي أمامه حجراً صغيراً للفت انتباهه وكأنها تقول له: «نحن هنا».
طبعاً من سوء حظ رجل عجوز أو رجل سمين إذا أطلقوه للبحث عن فتاة في ميعة الصبا، مؤهلة لأن تكون من قافزات الحواجز الاولمبيات، ساعتها سوف يفح وينخ ويسف التراب قبل أن يظفر حتى بريحتها، غير أن من أعجب ما سمعته ممن حدثني عن تلك العادة المندثرة، أن شيخا أرغم ابنه على الزواج من أرملة كبيرة في السن طمعا في مصاهرة والدها صاحب المال والنفوذ، ولكن بعد أن أطلقوا الابن في الجبل للبحث عن عروسه، ما كان منه إلا أن ترك الجبل بكامله وأطلق ساقيه للريح، وكان الجميع يسمعون نداء العروس لتدله على مكانها، ولكن لا حياة لمن تنادي، ومن يومها لم يعد لا لوالده ولا لأهله ولم يسمع له احد أي خبر، وهناك احتمال انه فضل أن تأكله السباع على أن تأكله الأرملة.
بقي اعتراف لا بد وأن أحكيه، وهو أنني من هواة تسلق الجبال في الليالي المظلمة للبحث عن الجرابيع فقط لا غير.

meshal@asharqalawsat.com
04-11-2005, 12:59 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
سوق البنات في سورية يتجه للتصدير .. - بواسطة بسام الخوري - 04-11-2005, 12:59 PM

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS