يحضرني فيلم شاهدته يصور السيناريو الذي وضعه الاخ زياد Groundhog Day و يقص قصة رجل يصحو كل يوم ليجد اليوم يعيد نفسه.. في البداية كان مجرد مراقب لكن مع مرور الوقت بدأ بتغيير الواقع الى الافضل و هو في رأيي ما يجب ان يحدث لو كان الله فعلا مجرد مراقب لاحداث يعلم بحدوثها
مثلا لكان منع زواجا سيفشل و طفلا سيتأثر نفسيا بالطلاق فيميل الى سلوكات غير سوية كالعنف او السرقة فيحاسب هذا الطفل على سلوك نتج من ظروف سمح الله بحدوثها

عندما اقوم ببرمجة برنامج معين و يحصل خلل في البرمجة فأمامي طريقان :
الاول : ان ابحث عن الخلل و اصلحه
الثاني: ان اترك الخلل ثم اشغل البرنامج و بعد ان يحدث الخلل امحوه من الذاكرة قصاصا له على "الخطيئة" التي ارتكبها

هنا نلاحظ نقطة : ليست ارادتي ان يحصل اي خلل لكن البرنامج "اختار" ان يخرج نتائج غير دقيقة
فهل الوم البرنامج ام الوم المبرمج؟

عندما نسأل: هل خلق الله الشر؟ اذا لا يحق له محاسبتنا على ما خلقه فينا
الاجابة التقليدية: الظلام ليس الا غياب النور

لكن ان كنت اعلم ان ابني سيتعثر في الظلام و يسقط و يجرح ركبته لماذا اذا لا اضيء له النور؟ (الله يهدي من يشاء)
ستقول لي : ماذا لو ان الابن اختار الا يضيء النور؟
و هنا بدوري اوجه الانظار الى البحوث النفسية في مجال الجريمة و السلوك غير السوي و مدى تأثير البيئة و خبرات الانسان الشخصية على سلوكه
ان كانت "اللمبة" خربانة ما ذنب الولد؟
لماذا لا يتابع صاحب النور لمباته و بقدرته اللامحدودة لا يترك مكان الا فيه نور و يصبح "غياب النور" مصطلح محذوف من معجم البشرية
سيسأل سائل: اين حرية الاختيار؟
و اسأل بدوري: لماذا حرية الاختيار؟ ان كان صانع هذه الحرية لا يقبل اختياراتنا؟

و لنفرض المثاليات و البساطة التي تم بها عرض الموضوع دون اي مؤثرات خارجية:
انسان علم الخير من الشر و حذره كتابه الالهي و بين له طريق الصواب و مع هذا لم يرتدع و اختار الشر و بطبيعة الحال الشر له عقاب يجب تنفيذه
السؤال هنا: و لماذا خلقه الله من الاساس؟ هل خلقه ليعذبه فيما بعد؟ لماذا لم يخلق فقط من مصيره الجنة؟ لماذا خلق الشيطان من الاساس مع سابق علمه بكل المآسي التي ستحل على الجنس البشري بسببه؟
ما هدف الله من كل عملية الثواب و العقاب؟
اسئلة معلقة "فوق ادراكنا البشري"

:97: