{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
د. شحرور: أفكاري ستنتشر وتفرز أحزابا سياسية تصنع الإصلاح الديني
إسماعيل أحمد غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,521
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #4
د. شحرور: أفكاري ستنتشر وتفرز أحزابا سياسية تصنع الإصلاح الديني
[quote] معتزل كتب

غير أن كتابه الأول كان الأكثر لفتاً للأنظار لما احتواه من منهج جديد في التفكير لدرجة أن بعض القراء والمثقفين يعتبرونه بمثابة "فتح جديد" في المعرفة الدينية الإسلامية، بينما يراه البعض الآخر كفرا وإلحادا وخروجا على الأصول المجمع عليها!.

وفي هذه الحالة فأي التقويمين أقرب للصواب؟!
لا كهنوت في الطب ولا في الهندسة ولا في سائر العلوم، وما ثمة طبقة تختص بهذه العلوم دون الناس، فهل يقبل عاقل هذه المعطيات مستندا على أن يفتي في هذه العلوم ما هب ودب من الناس دون اختصاص ولا مرجعية ولا شهادة؟!
لماذا هي علوم الشرع وحدها الاستثناء من هذه القاعدة، حتى يأتينا رجل اختص بالهندسة المدنية في موسكو ودبلن ليصوغ لنا إسلام الله بطريقته اليسارية، زاعما أن باب الاجتهاد والتجديد مفتوح لكل من هب ودب!
ألم يقل سبحانه: (فاسألوا أهل الذكر)، أم لم يقل (فاسأل به خبيبرا)، أم لم يقل: (لعلمه الذين يستنبطونه منهم)، أم لم يقل: (والراسخون في العلم).
للمعرفة الدينية الإسلامية مصادرها وأدواتها، وهي بما فيه من غيب وتسليم مطلق تستند إلى قاعدة إيمانية راسخة، هذه القاعدة لا يمكن صياغتها خارج إطار الدين بدعوى أن ذلك محض تجديد فيه!
وقد أوضح النبي صلى الله عليه وآله وسلم منهج التجديد الحق الذي كتبه الله قدرا لازما لاستمرارية دينه وخلوده:
(يخلف هذا الدين من كل خلف عدوله، ينفون عنه: تأويل الجاهلين، وتحريف الغالين، وانتحال المبطلين).
فكان هذا الخط الفاصل بين التجديد المطلوب، والتجديف المكذوب.
وقريبا مما قال الأخ takhinen فإن النص الشرعي المعصوم يختلط أحيانا بتحقيق مناطه وهو جهد واجتهاد بشري غير معصوم، وهذا ما يتسبب في إرباك حقيقي لعملية النقد الديني لدى طائفتين من الناس
الطائفة الأولى من داخل الوسط الديني، حيث أنها بعدم تمييزها هذا توقع الأمة في عنت الحجر على آفاق اجتهادية جديدة قد تكون أوفق للواقع المستجد، كما أنها تجعل التشريع أسير ظاهر وحرفية وأشكال ، يجمد على معطيات قرون تصرمت، دون مراعاة لروح التشريع وجوهر النص!
الطائفة الثانية وهي في الغالب من خارج هذا الوسط، حيث أنها تتعرض لذات النص وجوهره بالتغيير والنسخ والتعطيل كلما وجدت أن تفكيرها يحول بين ظلال الواقع المستجد، وبين نفسير النص، وها هنا وبدلا من مناقشة ذلك التفسير –إذا ألغينا احتمالية وهم تغير الواقع كما يحصل أحيانا- نجد من يقول: (لن نتمسك بال (ايه) على حساب المنجزات الموثوقه للعلوم ولن نبحث عن كلمات اوحتى حروف للوي عنانها للتوافق مع التفسير الذي نعتبره الهي قطعي ومطلق !)
ثمة ما يحير في مثل هذا الطرح!
إذا كانوا ينطلقون من الإسلام، ويريدون بالفعل التجديد فيه لا عنه أو منه، فهل يسعهم الخروج عن ثابتة بحجم أن تفسير الآية ليس هو الآية ابتداء! وإذا كان يبدو –برغم اضطراب الصياغة ولبس التعبير- أن الأخ takhinen يميز بين الأمرين، فهل كان الجانب الإنساني في النص الديني يرتبط بشخصية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم –كما يقول الأخ!- خارج إطار التدين الذي يفرض التسليم المطلق في كل ما كان قطعيا منه؟
هذا عبث بالدين لا يجرؤ عليه مسلم يهمه شأن إسلامه!
مرجعية المسلم العليا لله سبحانه ولا شك، وهو ما يعبر عنه علماء الأصول بأن الحاكم هو الله، غير أن شهادة أن لا إله إلا الله لا تقبل ديانة إلا يشهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وإن صح التعبير فإن الله سبحانه هو الغاية، ومحمد هو المنهج والشريعة (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا)
رسولية محمد صلى الله عليه وآله وسلم تعني شرعته ونهجه المغاير لنهج عيسى وموسى وإبراهيم ونوح وسائر الرسل عليهم سلام الله.
الذي يرفض شريعة محمد ونهجه وتعاليمه، لا يمكنه أن يزعم بأنه يؤمن برسوليته –على حد تعبير الدكتور شحرور-.
ما يرد في أحاديث الثقات الأثبات عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أمر ونهي لا يخرج عن إطار هذه الشريعة التي قال فيها سبحانه: (ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون)
وحتى مرجعية القرآن الكريم الأصلية لم تكن ألواحا كألواح التوراة –بكل تفصيلها وإجمالها، ومحكمها ومتشابهها، وناسخها ومنسوخها، وعامها وخاصها، ومقيدها ومطلقها، ولا كانت هي ولا ألواح التوراة مستغنية عن رسول من عند الله يتلو الآيات ويزكي النفوس ويعلم الكتاب والحكمة، يقرأ كتاب الله على مكث، ويبلغ رسالات ربه بتفاصيلها التي أجملها القرآن في مواضع، وفصلها في أخرى، وخلدها في مواضع، ونسخها في أخرى، وخصصها في مواضع وعممها في أخرى، ثم جاءت سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم تبين للناس ما نزل إليهم، وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم، وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول، وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، فإن تنازعتم في شيئ فردوه إلى الله والرسول. وكلها نصوص من كتاب الله تبين أن لسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وشرعته ومنهاجه قوتها التشريعية الكاملة استمدادا من كتاب الله، وتفصيلا وبيانا له.
والبيان منه التفسير ومنه التخصيص ومنه التقييد ومنه التوجيه ومنه غير ذلك مما لا يخفى عليه رسالة البيان والتعليم وعبقرية العربية (الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان)، و (إن من البيان لسحرا).
ما فعله الدكتور شحرور أنه لم يحترم النص الديني، فجرده من دلالته ومفاهيمه التي رسخها النبي صلى الله عليه وآله وسلم!
فهو ابتداء رفض السنة جملة إلا ما ابتدعه مما أسماه (سنة رسولية)!!
وهو تاليا جرد نصوص القرآن من بيان محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ووضع نفسه مكان مسيلمة رسولا من عند الله يبلغ عن الله ما لم ينزل به سلطانا! فكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول مثلا: (البينة أو حد في ظهرك) بينما الدكتور شحرور أن الحدود هي القيم العليا والدنيا للواجبات الشرعية!
وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يأمر بالمخزومية ليقطع يدها تبيانا لما أنزل عليه من قوله سبحانه: (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما) بينما كان مسيلمة العصر يقول أن بيان (فاقطعوا) بالعربية هو المنع، وبأي طريقة كان المنع أجزأ في تنفيذ حكم الله على هذه الجريمة!
وهو لم يوضح لنا في بيانه العليل هذا كيف كان للمحارب أن تقطع أيديه وأرجله من خلاف طالما أن القطع بذلك المعنى المجازي المجرد عن فهم النبوة وآل النبوة وأصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم!
وقد وضع التشريع الإسلامي ضابطا للاجتهاد في دين الله، يعصم الشريعة من كل انحراف، وهذه المعصومات ثلاث بإجماع المسلمين، واضاف لها إخواننا الشيعة رابعا، لكن دعنا في المتفق عليه بيننا:
1- كتاب الله، فهو معصوم لا مرية في ذلك.
2- نبي الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم وما جاء عنه من وحي وتشريع ومنهاج، (وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى)، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وآله وسلم لعبد الله بن عمرو لما سأله مستفهما عن كتابته عنه في حال الغضب والسخط: (اكتب! فوالذي نفسي بيده إني لا أقول في كل ذلك إلا حقا) وهذا لا يعني أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن يتصرف ببشرية يعاتب عليها أحيانا من ربه، غير أن يقيننا الديني أنه في فترة التشريع كان الصحابة يملكون أن يلتقوه فيستفصلوا منه عن أوامره أهي من الشأن الدنيوي البشري الاجتهادي، أم هي من شؤون الدين المعصومة، وهم كانوا يسألونه في سائر ما يشكل عليهم من قضايا العبادة والأسرة والمعركة والسياسة والاقتصاد، دون تفريق، ثم لما اكتمل الدين وتمت النعمة، انقضى عهد التشريع، وما كان لله سبحانه أن يأذن ببقاء أمر لا يشرعه من كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو أفعاله أو تقريراته...
وبقي خالدا مخلدا أمر الله بطاعة رسوله، ورد الأمر إليه، والنزول على قضائه، وأخذ أمره واجتناب نهيه، لا يغيره طارئ ولا جديد.
3- المعصوم الثالث هو معصوم باق أبدا لم ينقضي بانقضاء فترة التشريع المحدودة، وبقي هذا المعصوم صمام أمان للأمة يمنعها من الزلل والانحراف أبدا. هذا المعصوم هو إجماع الأمة: (لا تجتمع أمتي على ضلالة)
وهو حصن حصين لم ينتبه له كثير من الأولين حيث لم يكونوا يعانون ما نعانيه اليوم في الساحة الإسلامية من تشكيك وخلط وشبهات وتشويش وخوض في هذه العلوم ممن بضاعتهم فيه مزجاة!
وابتداء فربما لا نقع على إجماع في ما هو خارج عن قطعيات النصوص، وربما كان هذا بحد ذاته واحدا من أسباب استنكاف القديمين عن هذا المصدر، لأنهم وجدوا أن الأحكام تتقرر بوجود نص قاطع من الكتاب أو السنة، فما الحاجة إلى إثبات الإجماع في ذلك؟
بينما عشنا اليوم في زمان غدت فيه حتى القطعيات مادة للتناوش والتشكيك والمراء! قكان الإجماع عاصما ضروريا من شبهات الشذاذ الذين يحرفون الكلم من بعض مواضعه، ويجردونه مما استقر فيه من معان، يشبهون به على عامة الناس!
من هنا كان لقوله سبحانه: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)
فعليك أيها المسلم أن تنهج في دينك وفهم نصوصه سبيل المؤمنين، وإلا فأنت وكل ما تدعيه من اجتهاد وتجديد وقراءة معاصرة، مشاقق للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فاتق الله في نفسك ولا تولها ما تولت، فيضل سعيك في الدنيا وأنت تحسب أنك تحسن صنعا! وتصلى في خاتمتك نار جهنم مذؤوما مدحورا!
ما فعله الدكتور شحرور هو تسويق العلمنة ورفض الشريعة، وضرب السنة بالقرآن، والقرآن بالتجريد، والتجريد بتسويغ الواقع السياسي، وتسويغ الواقع السياسي بتوجيه الاتهامات لذات الدين، بزعم أن الإصلاح الديني أولا، وما ذاك كله إلا محاولة منه ومن أبو زيد في مركسة الإسلام ولو من وراء جدر! وقد أحسن الدكتور محمد عمارة حين فضح هذا المخطط في كتابه: (التفسير الماركسي للإسلام) ومع أنه اكتفى بالتمثيل بالدكتور أبو زيد، إلا أن التاريخ المشترك، ووحدة المنهج، واحتفاء خصوم الإسلاميين وخاصة من التيار اليساري والليبرالي الجديد بهذه النماذج يجعلني أؤكد أنها مدرسة تتسع إقليميا لتشمل: شحرور من سورية، وأبو زيد وخليل عبد الكريم وجمال البنا والعمشاوي من مصر، وآركون من الجزائر وسورش من إيران، وعبد الحميد الأنصاري من البحرين، وآخرين من دونهم...!
قرأت في نشرة (أضواء على الأنباء) وهي نشرو فكرية سياسية تقدمها القنصلية الأمريكية بجدة، مقتطفات مترجمة من خطاب مساعد وزير الخارجية الأمريكي بيليترو وفي مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية بنيويورك عن الإسلام هذه التزكية لهذا التيار الإسلامي الذي يبشر به بعض بني جلدتنا ويعتبرونه تجديدا لإسلام! وما هو إلا تطويعه للقيم والتفسيرات الخارجية! يقول مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق: (وفيما يتزايد نوع التفاعل هذا أعتقد ألا مناص من بدء بزوغ تفسيرات للإسلام تتسم بالحداثة ، ومن شأن هذا أن يعزِّز الدعاوى التي تسمعها داخل المجتمعات الإسلامية نفسها إلى التفكير بشكل جديد في قيم الإسلام من قادة مثل السلطان قابوس سلطان عُمان إلى عاهل الأردن الملك حسين ، ومن كتاب ومفكرين داعين للإصلاح مثل عبد الكريم سورش في إيران ، ومحمد شحرور في سورية ، ومحمد آركون في الجزائر ومحمد سعيد العشماوي في مصر ) . الأضواء / ص 10!!

أليس مريبا بالفعل أن ينتقي الخطاب هؤلاء المفكرين الأربعة على امتداد العالم الإسلامي ، في الوقت الذي لا يطبع كتاب في الأرض إلا ويصل منه أربع نسخ إلى مكتبة الكونغرس ، والمفكرون الإسلامييون والكتاب المصلحون بالمئات والكتاب العاديون بالآلاف ، وهؤلاء جميعاً يرفضون منهج هؤلاء الأربعة الذي يشكك في القرآن والإسلام ويدعو إلى طرح تفسيرات جديدة له !
أهو الحرص الأمريكي مثلا على الإسلام وإرادة الخير لأهله، أم هي ذات المعايير التي تجعل حماس منظمة إرهابية، بينما شارون رجل سلام ظلمته المنطقة، ومن حقه أن يأخذ كل أسباب الاستعداد لواقع همجي عربي إرهابي يستهدفه!!!

ربما لأجل مثل هذه التزكية الأمريكية لشحرور قال في مقابلته هنا متحمسا: (جميع كتبي ترجمت للأندونيسية ومنتشرة هناك. ولا تستبعد ان يتحملها الاميركان ويتبنوها ويأتوا هم ليعلموننا الاسلام من خلالها (تكون هزلت). أحد زملائي قام باختصار كتبي في ملخص من52 صفحة بهدف ترجمتها للغة الانجليزية، فبرأيه من الضروري أن يطلع الاوروبيون على مؤلفاتي)

ومما أضحكني في هذه المقابلة قول الدكتور شحرور: (أنت لا تستطيع أن تقول لي إن الأكل باليمين من السنة، أنا أرفض هذا الأمر، لماذا؟ الناس أكلوا باليمين قبل الرسول عليه الصلاة والسلام ومعه وبعده، وهناك من أكل باليمين ولم يعلم ان رسول الله اكل باليمين. السنة هي الامور التي قام بها الرسول لأول مرة هل تم فصلها من قبل؟ لا.)

يعني هو بداية لا يفرق كثيرا بين السنة بمفهوم علماء الحديث، والسنة بالاصطلاح الفقهي!
فهو يحسب أن دفاعنا عن السنة كسفر جامع لكل أقوال وأفعال وتقريرات النبي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، هو هو ذات دفاعنا عن اصطلاح (السنة) –الفقهي- والذي يعني: الأمر الذي يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه!
ثم إنه حتى في جدله ومرائه هنا يلجأ لتحكمات ما أنزل الله فيها من سلطان!
من الذي قال بأن السنة هي الأمور التي قام بها الرسول لأول مرة!! –وجميل ألم يفته هنا كما يفوته دوما (هذا المجدد الديني) الصلاة على نبيه! صلى الله على محمد وآله وصحبه وآله وسلم- لعلها من برؤكات حديثه عن السنة!
السنة: ماقام بها الرسول لأول مرة!! من أين جاء هذا؟!
وهل أصلا كانت الفرائض كذلك حتى تكون السنن فوقها؟!!
أولم يقل الله سبحانه: (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم)
(ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس)
(شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك....)
ولعلنا نذكر حادثة موسى مع محمد -صلوات الله وسلامه عليهم جميعا- ليلة المعراج، يوم راجعه في الصلاة بأن قومه لم يطيقوها حتى خمسا! فهل كانت الصلاة والصيام والحج والشرائع إلا من سنة الإسلام وسنة محمد صلى الله عليه وآله وسلم لمجرد أنها لم تكن أوامر تشرع لأول مرة؟!! أي منطق هذا؟!
وأسخف من ذلك قوله: (ففتاوى التحليل والتحريم كلها باطلة لان التحليل والتحريم لا يستمد الا من المصحف وحده)!!
ولا أدري هل يقصد بلفظة المصحف –ما دام يجرد كل شيئ- بأنه القرآن أم الكتاب على حد تقسيمه الطريف!:D
أما من الذي قال بأن التحليل والتحريم للمصحف وحده فسلوا عنه مسيلمة!;)
أولم يقرأ هذا المجدد! في كتاب الله من سورة التوبة قوله سبحانه: (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق...)
أولم يجد في هذه الآية صريحا أن ما حرمه رسول الله يعني ببساطة ودون تعسف في التأويل خروجا عن دين الحق كما هو منطوق الآية!
إنه لولا تأويل الجاهلين، وانتحال المبطلين وتحريف الغالين لقلنا بوضوح أن تحريم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو عين تحريم الله لأنه ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ولكن ماذا نقول فيمن يتلاعب بآيات الله ويفسرها بهواه ثم يزعم أن زبده سيمكث في الأرض ويزهق الحق ويغطي نور الشمس في رابعة النهار!!
هل يستقيم هذا مع زعمه بأن: (رسول الله كان يأمر وينهي ويمنع لكنه لم يكن يحلل ويحرم)!!!
وما أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومنعه إلا الحلال والحرام: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)
أما أشنع تصريحاته الفجة فهي قوله: (حتى احاديث الرسول في المنع والسماح -ان صحت- للاستئناس وغير ملزمة، فمنع وسماح رسول الله لا يؤخذ منه احكام شرعية. انتهت المشكلة -)!!!!
انتهت المشكلة بهذه البساطة لدى مسيلمة!:lol:
وما الأحكام الشرعية إلا افعل ولا تفعل ؟!
ما دلالة: فخذوه، فانتهوا في الآية الأخيرة، أوليست أحكاما إلهية تقول لك ولكل مدع بأن أوامر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ونواهيه هي أحكام شرعية فيها كما في القرآن الكريم ما هو مقيد وما هو مطلق، وما هو عام وما هو خاص، وما هو ناسخ وما هو منسوخ، أما أن تزعم أن التحريم أبدي بالمطلق فذاك محض تحكم لا تملك عليه دليلا، ونحن نعلم أن من الأحكام ما كان محرما ونسخ، ومنه ما كان حلال فنسخ، ومنها ما قيد أو خصص ، ففيم تلك الآراء التحكمية الحدية التي يجزم فيها مسيلمة أن لتحريم مؤبد ومطلق ووو من سائر تحكماته التي لا تستند على دليل غير الهوى والتنطع، ألا هلك المتنطعون!
طبعا لن أخوض في تفاصيل تشريعاته حول الربا وزي المرأة ونكاح غير المسلم فما بني على باطل فهو باطل، ومع أنني لا أرى جديدا على ما قاله الدكتور في كتبه ومقابلة طوى الموسعة فإنني أراه يصر على أنه يملك أفكارا كثيرة لولا أنه يعاني من عزلة مقصودة! وبودي ألا يمنعه أحد من رأي لا هو ولا غيره، لأنني أرى أن هذا الفكر الشاذ لا يقبله إلا من هم ابتداء لا يؤمنون بالطرح الإسلامي، وغالب من يهلل له ويحتفي به من ذوي التاريخ اليساري أو التوجهات الليبرالية الحديثة، وكلاهما له خصومته مع الإسلام لولا أنه يرى أن هذا الطريق الملتوي في التعبير عن خصومته خير من المواجهة الصريحة الشفافة، غير أن رهانهم في تباب، وكم تهاوت على صخرة الثوابت الإسلامية قرون وقرون، والسعيد من اتعظ بغيره، ةأعتقد أن ظاهرة شحرور –إن صح التعبير- هي بعض آثار غياب الإسلام الوسطي المعتدل أو تغييبه، وأنه في الأجواء الديمقراطية ستنجلي هذه الحقائق، ويتبين أن جبل الصراع الحضاري اليميني واليساري تمخض عن هذا الفأر العابث الذي ملأ الساحة بتلويثاته، لولا أن الفأر مهما كان ذكيا يبقى فأر يرغب العقلاء عنه، إلا بهلونا في دولاب بالسيرك، أو مسبارا في مختبر علمي، ولكل دوره الطارئ المحدود، وتبقى حقيقة الصراع والتدافع مع رسالة الإسلام أكبر من أطروحات الدكتور شحرور، (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض)، (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا)، (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين. بل الله مولاكم وهو خير الناصرين)
فلتبقى حقيقة المعركة بين الإسلام وأعدائه كما هي، وأما الأدوات فهي تتبدل مرارا، (ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام! والله لا يهدي القوم الظالمين* يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم، والله متم نوره ولو كره الكافرون* هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) صدق الله العظيم.
:wr:

واسلموا ودا واحتراما






04-11-2005, 06:26 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
د. شحرور: أفكاري ستنتشر وتفرز أحزابا سياسية تصنع الإصلاح الديني - بواسطة إسماعيل أحمد - 04-11-2005, 06:26 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  التطرف الديني والحروب العربية فارس اللواء 0 558 02-12-2014, 08:10 PM
آخر رد: فارس اللواء
  محرقة سورية ورقة سياسية أميركية بسام الخوري 0 553 11-02-2013, 12:10 PM
آخر رد: بسام الخوري
  إشكالية القانون الديني والقانون المدني في العالم العربي رائد قاسم 0 1,006 09-29-2012, 01:05 PM
آخر رد: رائد قاسم
  التحديات الحقيقية .... في الإصلاح السياسي في سورية .. vodka 0 793 08-18-2012, 11:51 PM
آخر رد: vodka
  القوة الغامضة هي التي تصنع مثل هذه الصدفة مؤمن مصلح 9 2,052 02-28-2012, 02:44 PM
آخر رد: مؤمن مصلح

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS