اقتباس: جقل كتب
لعبت هذه الميليشا دورا في تنفيذ سياسة تبناها رفعت الأسد وهي فكرة "جراحية"
كان لرفعت الأسد دورا اساسيا في أذكاء الصراع بين النظام و مجموعة الأخوان المسلمين بعد أن أصدر امرا بقتل سجين "اخواني" يدعى "حسني عابو" و كان هذا الشخص يرأس مجموعة مسلحة في منتهى الوحشية.و توجهاته الطائفية.
سيطر المتشددون على مدينة حماة فقاموا بقتل بعض ممثلي النظام و مناصرية و بعض المواطنين على خلفية طائفية وتم ذبح بعضهم بالسكاكين و رد النظام بوحشية لا تقل هولا
حين تريد أن تطعن برفعت في عصر لم يعد لرفعت سلطان ولا سطوة فذاك شأنك، أما أن تستشرف علينا وتكيل لنا أكثر مما تكيله لرفعت في مقال تزعم أنك توجهه للطعن فيه فذاك سلوك مريب وتنقصه الشجاعة والموضوعية!
أما أن في الإخوان
وغيرهم متشددون فذلك حق لا ريب فيه...
على أن تقويم الأشخاص والهيئات والجماعات بالتشدد أو اللين هو تقويم نسبي وغير ثابت، تماما كدعوى الوسطية والاعتدال، وما لم نحدد طرفي الأمر ونتفق عليهما، فكيف سنعين الاعتدال من التشدد؟!
غير أن اللافت هو استخدامك لعمليات النظام كعمليات جراحية!! (وأتمنى ألا ننجر لأكذوبة تحميل رفعت وزر كل تلك الجرائم وكأن حافظ وأزلامه الباقين كانوا برءاء مما حدث! لقد كانت المجازر والجرائم السابقة أحد أبرز عدوان النظام السابق ككل ضد شعبه-، المهم أنك استخدمت تعبير (عملية جراحية)!! وهو تعبير يعكس تقويما غير موضوعي، لأنه يشي بشيئ من التسويغ لمثل هذه الجرائم مهما بدا في أسلوبك من إدانة لها!
مثلا لا يمكنني أن أسمي عملية كدير ياسين أو صبرا وشاتيلا أو قانا جنين بأنها عمليات جراحية!
وإلا رأيت في ذلك التوصيف بعض حجة لشارون وبيجن وبيريز، بل هو تخفيف شاخص من هول المجزرة التي قاموا بها، فلتسمى الأشياء بمسمياتها، وشتان بين تعبير (مجزرة) وتعبير (سياسة جراحية!).
أيضا سرد الأحداث يشي بأن شعب حماة هو من بدأ العدوان، فتمرد متشددوه، وقاموا بطعن المواطنين بالسكاكين! مما يعكس غلا طائفيا لا يقل عن غل رفعت!! وكفى بهذا الاختزال موضوعية يا عزيزي جقل، تخاطب قراؤك وكأنهم بلا عقل مدعيا أن مثل هذا العرض المنحاز موضوعية وحياد!!
أكان من الحياد حقا أن تصف سلوك الجماعة بالوحشية وعدم التعقل، بينما تجعل في نهاية فقرتك سلوك النظام مجرد رد فعل!!!
أبشع ما يكون الانحياز حين يعرض بمثل هذا العرض المنافق وكأنه بالفعل يقف على مسافة واحدة من الجميع، جلادا وضحية، فعلا ورد فعل، ظالما ومظلوما، والأنكى من ذلك أن تعرض الحصيلة بأدوار مقلوبة وكراسي متبادلة!!
أكرر
ليس دفاعا عن رفعت، ولا رحمة به -لا رحمه الله ولا بكت عليه السماء ولا الأرض!- ولكنه ليس رجولة أن تكثر سكاكيننا على الثور إذا خارت قواه ووقع على الأرض!
وليس من الموضوعية أن نحمل رفعت وحده من بين رجالات حافظ المقبور كل ما كان من مجازر وجرائم..
وليس من الحياد في شيئ أن نلوي الحقائق لمجرد أن صدورنا تغلي حقدا على فصيل من أبناء هذا الوطن، دفع من دمه وأمنه وحقوقه الإنسانية ما دفع، في سبيل تحرير الوطن من طاغية مستبد، ثم كان في مسيرته بعض أخطاء يراد اعتباطا تسليط الضوء عليها استشرافا مع أن الجميع يعقل أنه من لا يعمل لا يخطئ، فهل علينا أن نتوقف عن النضال من أجل الحرية حتى لا تسجل في صفوف معارضتنا حادثة ما، بينما إن فعل النظام أدهى الدواهي بما فيها من مجازر وجرائم وصولا لسرقة ثروات البلد وانحطاط تنميته وتضخم مديونيته وشلل حراكه على كل الصعد وحتى بلوغ مدريد وقبول المفاوضات بلا شروط مسبقة ومصافحة كاتساف كل تلك الطوام نجد من يبررها ويجعلها شأنا عرضيا لا يعبر عن أي مغزى!!
أكرر
وحده الذي يعمل من بين البشر هو الذي يصعب عليه أن يكون معصوما...
بينما وحدهم القادرون على رمي الناس بحجر مدعين الطهارة من الخطيئة والجريمة هم أولئك الهامدون الساكنون مهما فلسفوا سكونهم وجبنهم واستسلامهم في تلك المرحلة!
فلنعمل ولنتحرك لمناهضة هذا النظام، فقد تأخرتم في ركوب قطار التحرر من الطغيان...
ولا تراعوا من وقوع بعض الأخطاء أثناء المسيرة، ولا تصروا عليها، بل صححوا أنفسكم وقوموها دون أن تتوقف للحظة قافلة مناهضتكم لهذه النظم الشمولية المستبدة...
واسلموا تواصلا واحتراما(f)