Beautiful Mind
Banned
المشاركات: 1,881
الانضمام: Jul 2003
|
الأخلاق بين الديني و اللاديني ... عن فك الإرتباط بين الدين و الأخلاق
====== (1) ======
"الثواب و العقاب" أم الأخلاق
================
بداية نتفق على أن حرية الإختيار والتفكير و الإقتناع و إتخاذ القرار هي من المتطلبات الاساسية على صحة الفعل اخلاقيا ...
بمعنى ان "إنما الاعمال بالنيات و لكل امرئ ما نوى" ... علشان الناس اللي بتفهم بطريقة معينة تفهم.
و لكن ليس فقط النية و إنما القصد بالسلوك كفعل أخلاقي من وجهة نظر صاحب السلوك ..
أعطي مثالا للتوضيح ...
(هناك حكاية شهيرة مسيحية تقريبا عما يسمى "قاضي الظلم" ...
و هي تحكي عن انه كان هناك قاضي ظالم مرتشي جاءه شخص غني إستولى على فلوس ارملة مسكينة تحتاج هذا المال لكي تاكل منه هي و عيالها ..
المهم إن الشخص الغني و قاضي الظلم ظبطوا مع بعض المسائل و الولية ماخدتش لا حق ولا باطل ..
لكن مايئستش ..
كانت كل يوم تلبد عن القاضي بعيالها تستعطفه و تترجاه و في النهاية وافق مضطرا لكي يتخلص من إلحاحها .. )
طبعا تلك الشخصية قد حكمت بالعدل في النهاية و بكامل وعي و قصد و لكنه لم يقم به كفعل اخلاقي و إنما كفعل براجماتي ...
ربما يحضرني هنا امريكا كمثال حين ترسل قواتا لتحرير دولا ليس من منطلق اخلاقي بل بدوافع براجماتية مما يسقط اخلاقية الفعل و غن لم يسقط عدله او اهميته او فعاليته ..
نهايته ...
أقول ان مبدا الثواب و العقاب يسقط تماما النية الاخلاقية للفعل الأخلاقي ..
و هو المبدا المعمول به في الأديان الابراهيمية.
فمن يعمل بمقدار ذرة حسنا يرى و من يعمل بمقدار ذرة شرا يرى ..
فنحن هنا في حالة "ممارسة الاخلاق بالوكالة" مقابل اجر يتلقاه السالك بالأخلاق مما يسقط اخلاقية أفعاله أساسا ..
اعطي مثالا للتوضيح :
يعني لو "س" ارسل موظفا "ص" عنده ليدفع مالا لمؤسسة ايتام كتبرع, فمن منهم الشخص الأخلاقي ؟
س طبعا ..
المال ماله ..
و التبرع فكرته و قراره و إختياره الحر ..
أما "ص" فهو مجرد موظف لخدمة صاحب المال و لو طمع في المال فمصيره الرفد و السجن ..
و إن لم يطمع فالمال ليس ماله و الفضل لا ينسب إليه و في النهاية سيجازى بمكافاة حين عودته.
======== و هذا هو الحادث فعلا فالمؤمن لا يعتبر نفسه يملك شيئا بل ان كل المال هو ملك لله و هو المتصرف فيه بالوكالة و الحساب نهاية المدة و هكذا في كل شئ ..
الفضل لا ينسب للإنسان لانه يتلقى أجرا ..
ثم أنه مضطر ...
فالإنسان الديني يذكرني بشهرذاد في ألف ليلة و ليلة التي تظل تحكي قصصا و حكايات لشهريار و إلا نادى "مسرور" السياف ...
و هي لا طاقة لها بالحكي للفجر و حتى تسمع الديك و لكنها مضطرة و بلا رغبة حقيقية منها ..
و هو ما يفسر كلام الدينيين حين يقولون "إذا لم تجد احدا يجبرك على أن تكون اخلاقيا فما الذي يجبرك ؟"
فهم يقعون في تناقض لان الإجبار و الأخلاق لا يجتمعان اساسا ...
فانا حين كنت أقرا الموعظة على الجبل مثلا و اقرأ وصية حلوة و مهمة ..
((21 قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تقتل و من قتل يكون مستوجب الحكم
22 و اما انا فاقول لكم ان كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم و من قال لاخيه رقا يكون مستوجب المجمع و من قال يا احمق يكون مستوجب نار جهنم ))
و لكن الوصية متبوعة بتهديد و وعيد ...
و كان النظام المتبوع هو العصا و الجزرة ..
أنا لا أريد أن اجرح زميلي و لهذا لا أقول له يا احمق و ليس خوفا من تهديداته ..
روح الثواب و العقاب اساسا هو ان الله يتعامل مع حيوانات ..
فالحمار يمشي بالبرسيم و يعاقب بالعصا لو قرر التراخي .. و الدينيين كذلك.
نظام العصا و الجزرة ... المعمول به دائما.
يحضرني ايضا مثل العبد في "متى 25"
الخلاصة هو الحرية هي الركيزة الاساسية في الفعل الأخلاقي بدون لا يكون الفعل اخلاقيا حتى و لو كان طيبا ..
لان الفعل الطيب المدفوع بمصلحة او لإتقاء شر فإنما يكون فعلا لا أخلاقيا ..
و بهذا يسقط الفعل الاخلاقي عن كل الدينيين ..
|
|
04-13-2005, 02:15 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}