Beautiful Mind
Banned
المشاركات: 1,881
الانضمام: Jul 2003
|
الأخلاق بين الديني و اللاديني ... عن فك الإرتباط بين الدين و الأخلاق
===== (2) ====
عن شخصانية الاخلاق
============
و مع أن الثواب و العقاب يقتل أخلاقية الافعال الطيبة للدينيين تماما إلا ان الدين لا يكتفي بذلك ...
فالعقيدة الدينيية تشتت الفعل الاخلاقي تماما عن طريق شخصنتها.
يعني مثلا : حين تولى ستالين الحكم كان ديكتاتورا و متسلطا لدرجة أنه توحد مع الأيدلوجية الماركسية فلم يعد أي مشتغل بالسياسة يحاول أن يصل إلي فهم حقيقي للماركسية من وجهة نظره لان ستالين أصبح هو الايدلوجية و ما يراه هو الشيوعية يكن هو و ما يراه ليس هو لا يكون.
و هكذا في الدين ...
فالعقيدة الدينية ليست ملتزمة بالاخلاق في المطلق ...
و لكنها ملتزمة بالشخص في المطلق ...
شخص الله و شخص صاحب الدين ...
و انا هنا يحضرني فكره في طقت في دماغي منذ فترة ..
فانا حين كنت افكر بالله من خلال الاديان اجده شخصا في النهاية ..
بمعنى انه ليس قيمة و لا موضوع باي وسيلة ..
مع انه عبارة عن عدل مطلق و رحمة مطلقة و ذكاء مطلق و قوة مطلقة ... إلي آخره.
فهداني تفكيري إلي ان الله قد لا يكون شخصا بعينه كما تعرضه لنا الروايات الدينية بل قد يكون هو "إتحاد القيم المطلقة" ...
فيكون الله ليس شخصا بل = الحب المطلق x العدل المطلق x الالقدرة المطلقة x .....
و بهذا يكون الله مرجعية اخلاقية لانه لم يعد شخصا بل قيمة ...
و لكن على أي حال لا يكون الله شخصا بعينه بل يتحول إي قيمة في النهاية ...
و لكن في النهاية ليست تلك هي الرؤية الدينية ...
فالدين تتعامل مع الله كشخص بعينه حي و يكون له مواقف تبعا لشخصه فهو يامر و ينهي و يثيب و يعاقب مما يسقط عنه الصفات اللازمة لجعله مرجعية للقيم و المبادئ الاخلاقية ..
لان القيم المطلقة لا تنسب لشخص إلا و يتحول إلي قيمة ...
فلا يمكن ان يكون الله شخصا و يكون هو حب مطلق في نفس الوقت ...
(هذا لو تغاضينا عن ان نقطة التقاطع بين تلك القيم سيكون نقطة و ليس شكلا ... لان الرحمة مثلا لم تعد مطلقة بل محدودة بالعدل و العدل لم يعد مطلقا لانه اصبح محدودا بالحب و النهاية يتبين لنا ان الإتحاد بين تلك القيم لو فرض نظريا لا يكون شخصا بل قيمة هو الآخر)
و يحضرني هنا مثلا مهما : و هو أحد قوانين اينشتاين التي تقول ان اي جسم يصل إلي سرعة الضوء يتحول إلي طاقة ...
بنفس الكيفية اي شخص يتحول غلي قيم مطلقة يصير قيمة هو الآخر و ليس شخصا و هو الإستحالة و النظرية بعينها طبعا ...
ما فائدة هذا اللغو ...
أقول ان الله الشخص هو الذي يتحكم بالاخلاق الغير ملتزمة بالقيم بل ملتزمة بشخصه ...
فالله قد يحرم القتل حينا في الإسلام و لكنه يحلله في مسائل اخرى ...
اي ان المرء ليس مطلقا بل شخصانيا ...
صارت موقفا شخصانيا ...
و في المسيحية الله الذي يامر يشوع بالقتل في العهد القديم هو من يقول ان من قال لاخيه يا احمق يكون مستوجب نار جهنم ...
فقد صار الوقت مناسبا للتعاليم الجديدة بالنسبة له ..
و حتى لو كان شخص المسيح ظل طوال حياته حسب رواية الغنجيل ملتزما بالتعاليم و المواضيع التي دعا هو إليها على فرض افضليتها و حسنها فإنه لم يزل شخصا يقف لنا مواقف فهو حين يقول لليهود يا اولاد الافاعي يكون هو اللههم الاعلم بهم و لكنه يعلم الناس ان من قال لاخيه يا احمق يكون مستوجب نار جهنم ...
فهنا لا يكون الشخص ملتزما بالأخلاق في المطلق بل الاخلاق من خلال الشخص ..
سواء كان هذا الله أم محمد ام المسيح ...
فالمسلمون ايضا يتمثلون بمحمد في كل شئ بدئا من كل كلمة يقولها و نهاية بقصة شعره و الموضة اللي طلعها في زمنه زي اي مطرب يحترم نفسه ...
أما انا فملتزم بالقمة المطلقة و لست بحاجة لان ابرر تصرفات إله العد القديم او الجديد او الفتوحات الإسلامية لانني لست ملتزما عقيديا باشخاص بل بالقيم الإنسانية المطلقة التي لا تتغير تبعا لاي شخص ...
|
|
04-13-2005, 02:15 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}