أخي العزيز إنسان:

تحياتي و حبي و احترامي لك،

لعلمك ردك اشتمل على الجواب سلفا دون أن تدري. لو دققت النظر في طريقة ردك من البداية لوجدت أنها تجيب على سؤالك حيث قلت، سيديّ المحترم، في البداية العبارة الآتية التي تغيظني دوما:

اقتباس:السلام على من اتبع الهدى

هذا يا عزيزي اسمه خطاب إقصائي لأننا نستخدم الدين لإقصائ شخص ما فنحرمه من إلقاء السلام عليه و نخص السلام فقط بمن اتبعوا "الهدى"، و الذي هو في الحقيقة هو هدى من وجهة نظر فريق و لكنه قد لا يكون كذلك فيمن يخالفهم المعتقد أو الرؤية للحياة. ما المانع أن تقول لي ببساطة و للجميع: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته؟ و الجواب هو أنك تعلمت من السنة النبوية أن السلام تلقيه فقط على المسلم و هي نفس العقلية اليهودية التي تقسم الناس لصنفين: يهود+أمم أو جوييم بلفظتهم العبرانية.
لو أن المسيحي، بنفس القياس، يستخدم الخطاب الإقصائي فهو إنسان بشع و مسيحيته ياريت لو "يبلها و يشرب ميتها". عندما يعمل الدين، أي دين، لتفريق الإنسان عن أخيه الإنسان سواء كان هذا الدين إسلام أو مسيحية إلخ فهو فعلا سم يسري في الجسم دون أن يدري الواحد منا. أريد فعلا أن يسلك الإنسان منا كـ "إنسان" كما يفيد إسمك الجميل. أؤكد لك لا شيء أجمل يمكن أن نطلقه على شخص ما أكثر من أنه "إنسان". قال سائق السيارة الشاحنة لوالدتي عن أخيها لما جاء ذكره عبارة لا تزال ترن في أعماق قلبي للآن و للأبد: "يا سلام عليه! دا فعلا إنسان!". و لأني معجب بخالي لا زالت أريد أن أكون فعلا إنسان.

و أعتذر إن تسبب كلامي في أي جرح لك فمقامك عندي أفضل و أهم من أي حجج و أراء ببساطة لأنك الـ "الإنسان".

(f)