{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
هل تجلب الحملة الامريكية الديموقراطية للعراق ؟؟؟
Awarfie غير متصل
متفرد ، و ليس ظاهرة .
*****

المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #66
هل تجلب الحملة الامريكية الديموقراطية للعراق ؟؟؟


رأي آخر في المقاومة العراقية :

توأمـــا التطــرف والشمـوليــــة

محمد الرميحي



التطرف والشمولية هما اخوان توأمان، لا يولد واحد منهما دون الآخر، بل هما ملتصقان كما في اطفال التوائم الملتصقة، التي نسمع عنها كثيرا هذه الايام، فصلهما عن بعضهما البعض مخاطرة شديدة والم بالغ. وان لم يكن هذا الفصل دقيقا ومحكما متبوعا بعناية سريرية دائمة تحت رقابة عين خبيرة، فان الاثنين قد يؤديان الى تخريب المجتمع فأين يكون التطرف تكون الشمولية واين تكون الاخيرة يكون التطرف (...).

ولهذا الايجاز تفسير وامثلة كثيرة تجرى يوميا من حولنا. فان اتفقنا ان الحكم العراقي السابق هو حالة، ظاهرة وغنية عن التفسير، من حالات الشمولية المثقلة بالقمع والاكراه، الى درجة جعلت من معظم العراقيين آلات صماء في نظام قمعي ودموي شرس، فامتنع كثير من العراقيين اتقاء، الموت او العذاب او التشريد، من الانخراط في اي نشاط انساني يدافع عن الحقوق الاولى والطبيعية للانسان، فان فك الارتباط الذي قامت به القوات الدولية هو بمنزلة عملية خطيرة ودامية لفصل التوأمين ما زالت آثارها السلبية مستمرة في عدد من الاشكال. الاول "القتل والتدمير المتعمد" والثاني بروز تيار ولو صغير يحاول ان يعيد التوأمة من جديد الى سيرتها الاولى، اي ان يبدأ بالتخويف وصولا الى الشمولية التي بدورها سوف تنتج نوعا آخر من الارهاب.

ظاهرة التخريب في العراق ليس لها رأس، واول ما تتصف به المقاومة في تاريخ اي شعب ان يكون لها رأس وبرنامج وعنوان محدد (...). "المقاومة" في العراق ليس لها هذا الرأس، بل هي مقاومة، ان صحت التسمية، هلامية ومتعددة الغرض وهي في توصيف ادق جزء من الآلام المبرّحة لعملية الفصل بين التوأمين التسلط والشمولية من جهة، والارهاب من جهة اخرى.

اما الجزء الثاني من آلام عملية الفصل في العراق فهو محاولة عودة الشمولية (التي يلحقها الارهاب)، وما محاولات السيد مقتدى الصدر لمصادرة الآراء كلها ووضعها تحت عباءته، والقول انه ممثل لكل العراقيين بدليل التهديد بتشكيل حكومة، والسعي الفعلي لتكوين جيش، ويساعده في ذلك اعلام ومنظمات عربية تعشق العودة بشكل ما الى الشمولية، ما كل ذلك الا الطريق الافضل للعودة الى شمولية، بعدما انتهى عصر الشمولية الاولى التي كانت تحت مظلة (قومية). الطبقة الوسطى العراقية معنية بذلك، فقد خبا صوتها منذ اشهر، وما نرى على الساحة العراقية الا صوت (التطرف) الذي اصبح عاليا يصم الآذان، ومن الملاحظ ان تصريحات السيد مقتدى الصدر وافعال جماعته لم تنل من الاعلام العراقي الداخلي اي تدخل او نقد. ذلك الخوف يقود الى السكوت، ويقود الاخير الى الاستسلام من ثم فرض الشمولية. اما المستقلون من العراقيين في الخارج فلا يزال صوتهم ضعيفا حيال هذه الممارسات. (...)

من حق السيد مقتدى الصدر ان يفكر كما يريد، وان يدعو الى ما يعتقد انه الصحيح، ولكن ليس من حقه ان يفرض آراءه بقوة الميليشيات المسلحة. لقد جرب العراق وغيره ثقافة الطاعة المطلقة فتركت جروحا غائرة في جسم الوطن، وجرب العراق وغيره ثقافة الرفض فتركت جروحا اعمق وصلت الى حد اقتتال الاخوة. ولم يعد امام الجميع الا ان يجربوا ثقافة الحوار القائمة على مبدأ اساسي، هو ان لا احد يملك الحقيقة الاجتماعية او السياسية المطلقة، الحقيقة النسبية تصل اليها الاطراف المختلفة في المجتمع من طريق الحوار (...).

ولا تزدهر ثقافة الحوار دون حرية في الرأي، ونقاش للقضايا المطروحة في الساحة الوطنية لن يتم انضاجه الا بالحوار، فهو لا يتم لا بالقمع ولا بالارهاب. الحوار ليس مطلوبا فقط، بل ضروريا للخروج من المأزق التنموي والسياسي الذي يجد عرب اليوم انفسهم فيه.

العراق ليس الا نموذجا في ما ينتهي اليه قمع الحريات، الا انه ليس الوحيد في منطقتنا العربية الشاسعة، وكلما ضيق على الآخر قول رأيه، قدمنا فرصا افضل لأن يخرج هذا البعض من النسيج الاجتماعي، ويدعو الى وسائل اخرى منها العنف الاعمى.

اي عاقل يرى ان العنف والارهاب المشاهد اليوم اشترك في بذره طرفان، لكل منهما دور في ما تحول الى ما يعرف اليوم بالارهاب. الاول ان الولايات المتحدة عندما كان يلائمها تجنيد الناس في منطقتنا لحرب السوفيات في افغانستان شجعت ذلك بكل ما تستطيع من اقناع وجهزت "المجاهدين" بالسلاح، وفتحت لهم ابوابا كثيرة على اراضيها لنشاطهم، وباركت القوى التي تقف خلفهم. والثاني اننا كعرب، وبخاصة في المشرق الفائض بالرجال والمال قد ساعدنا تلك الفكرة وعضدناها بالمال والرجال، بل سخرنا الكثير من طاقاتنا لتحققها. وكان الرجال على استعداد كامل لتلبية النداء، لأنهم تثقفوا بثقافة العداء المطلق للآخر واصبح لديهم وعي غير قابل للمنازعة انهم انما يفعلون الامر الصحيح. اول ما نتعلمه هو فك الارتباط بين "الاجتهاد" المطلوب و"الجهاد" المدمر، وتحديد مفهوم للاثنين دقيق ومعاصر، وهو عمل يبدأ بالمدرسة والمنزل، وينتهي بوسائل الاعلام الكثيرة المنتشرة، وحتى ينجح ذلك لا بد ان نفرق في المتابعة والمعاقبة بين قول الرأي الذي يجب ان يكون مكفولا والفعل السلبي الذي يجب ان يكون مستنكرا وبشدة

على عكس من يقول ان الحرب على الارهاب هي في تقليص الحريات، الحرب على الارهاب هي في اطلاق الحريات المقننة، وبهذا يتقلص التطرف ويذبل كل مدارسه وتوجهاته.

-------------

كاتب كويتي





10-28-2003, 12:06 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
هل تجلب الحملة الامريكية الديموقراطية للعراق ؟؟؟ - بواسطة Awarfie - 10-28-2003, 12:06 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الاسرى العراقيون بسجون الاحتلالات الامريكية والايرانية ...نداء عاجل !!! زحل بن شمسين 6 1,149 12-31-2012, 06:52 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
Lightbulb المداخل (الخلفية) للهيمنة الكونية الامريكية والصهيونية .............؟؟؟!!!!!!!!! زحل بن شمسين 2 871 12-04-2012, 10:25 PM
آخر رد: زحل بن شمسين
  سبب الازمة الاقتصادية الامريكية والعالمية ؟ لواء الدعوة 10 3,021 01-06-2012, 05:04 AM
آخر رد: لواء الدعوة
  ليبيا الخيارات الامريكية المطروحة على الطاولة AbuNatalie 0 897 06-20-2011, 11:23 PM
آخر رد: AbuNatalie
  الادارة الامريكية ومحاولة اكل الثورة وابنائها رحمة العاملي 44 10,975 03-16-2011, 01:39 AM
آخر رد: أبو نواس

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS