الخبر الرئيس - أمريكا/سوريا - معاريف - من بن كاسبيت:
الولايات المتحدة: الاسد هو عرفات الجديد../ الولايات المتحدة: مشطوب من ناحيتنا../
تقدر الادارة الامريكية ان النظام العلوي في سوريا على حافة الانهيار، وان الرئيس السوري بشار الاسد لن يبقى لزمن طويل بعد أن يستكمل خروج القوات السورية من لبنان - هكذا يتبين من محادثات أجراها رئيس الوزراء اريئيل شارون في واشنطن هذا الاسبوع.
هذا التقدير، الذي تبلور في الاصل لدى وكالة الاستخبارات الامريكية الـ سي.اي.ايه، تتفق فيه كل محافل الادارة، ابتداء من الرئيس جورج بوش عبر نائبه ديك تشيني، وانتهاء بوزيرة الخارجية كونداليسا رايس وباقي الجهات. ويتبين من المحادثات ان الامريكيين "شطبوا" الرئيس الاسد، وهو من ناحيتهم غير قائم، وهم باتوا ينظرون الى الامام ويخططون لليوم التالي لسقوط النظام السوري، وانتهاء حكم الاقلية العلوية في دمشق.
من ناحية الامريكيين حظي بشار الاسد في واقع الامر بوراثة المكان المهزوز الذي خلفه ياسر عرفات، وهو مرفوض ومشطوب الان بالضبط بالشكل الذي شطب فيه الامريكيون عرفات قبله. واسباب ذلك متنوعة: اللعبة السورية المزدوجة في كل ما يتعلق بالارهاب، الدور الذي يؤديه السوريون في العراق، السلوك السوري في لبنان والاداء السوري العام حيال الادارة الامريكية.
في محادثات مغلقة يقول الامريكيون، بمن فيهم الرئيس بوش، ان الاسد "رجل غريب" لا يمكن التعويل عليه، أو التعليق به، ويجب الانتظار حتى انصرافه عن الساحة السياسية. وفي الادارة يؤمنون بان الشعب السوري ناضج للبدء بمسيرة ديمقراطية. ويقول الامريكيون: "في سوريا ايضا يعرف الناس ماذا يجري في العالم وفي المحيط". ومن جهة اخرى، يعربون في واشنطن عن قلق شديد في ضوء ما هو متوقع في لبنان. والتخوف هو أن تقع في لبنان، في أعقاب الخروج السوري وبداية الاجراء الديمقراطي انهيار داخلي جراء التوتر الداخلي الطائفي المتعاظم في الدولة.
رئيس الوزراء اللبناني يستقيل مرة اخرى
وفي هذه الاثناء تتواصل بالفعل مؤشرات انعدام الاستقرار في لبنان: رئيس الوزراء عمر كرامة، الذي ترأس حكومة مؤيدة لسوريا، قدم أمس للمرة الثانية في غضون شهر ونصف الشهر استقالته، وعلل ذلك في أنه لا يتمكن من تشكيل حكومة. هذه الخطوة تهدد اجراء الانتخابات للبرلمان في موعدها في نهاية شهر ايار، وتحدث قلقا في اوساط المعارضة التي أملت في استغلال الزخم الناشيء في صالحها في الشارع، منذ مقتل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري واعلان السوريين بسحب قواتهم. بل ان محافل في المعارضة اتهمت مؤيدي سوريا في محاولة عرقلة الانتخابات عن عمد.
"بعد محاولات عديدة بمساعدة مبعوثين ووسطاء، وصلنا مرة اخرى الى مأزق، ولهذا قررت الاستقالة"، قال كرامة في مؤتمر صحفي مفاجىء عقده أمس. وبزعم كرامة، فان هذه خلافات قديمة حول توزيع الحقائق، ولكن المحللين يقدرون بان التوتر مع المعارضة ساهم في ذلك أيضا. ومهما يكن من أمر، فقد قال مصدر رسمي أمس ان الرئيس اميل لحود قبل الاستقالة وهو يبحث الان عن رئيس وزراء جديد.