لم يقل له احدا..الانتحار من شوارع تل ابيب الى شوارع القاهرة!
أنه عالم متغير ياعزيزى
بالطبع لم اكن اكتب عن القضية الفلسطينية ولامشروعية او انعدام مشروعية اسرائيل..ببساطة كنت احاول الابحار فى عقل شاب يافع ذكى طالب بكلية الهندسة العام الاول,من اسرة مصرية بسيطة شريفة ومكافحة,تعيش فى احدى جيتوهات الفقراء المصرية او فلنقل احدى مخيمات اللاجئيين المصريين...
عشرينات العمر هذا العمر الجميل الملىء بالأحلام والتحدى والطاقة,كيف تحولت احلام بشندى الى كابوس مرعب لنفسه ولبلده,فعلى مايبدو لم يكن يحلم لنفسه ببيت جميل فى حى راق بالقاهرة او سيارةفخمة وامرأة جميلة...
اختصر بشندى احلامه بوطنه المعذب تماهى فى الوطن عذاباته والامه,فقرر بشكل ماأن يقدم جسده الفتى قربانا على محرقة الامه الممزقة المعذبة,لعل موته يحمى فقراء الوطن مستقبلا من السكون فى الجيتوهات,لعل ذبيحته يتذكرها الرب الواحد بالرضا فيرفع غضبه ومقته عن الامة..
لكن من الذى شحن بشندى بكل هذه المشاعر واغلق امامه كل الطرق فلم يبقى امامه الا الموت ممزق الاشلاء وعائلته واصدقاؤه ومعارفه ولربما كل سكان حارته الان رهن الاعتقال!
بشندى لم يسمع بالمسجد او المذياع او القنوات التلفزيونية,الا كيل التهم كيلا للجميع بما نحن فيه
فاليهود والغرب والامريكان وراء معيشته فى مخيم اللاجئيين بضاحية هامشية لعاصمةالمعز
واليهود والغرب والامريكان وراء ضياع فلسطين
واليهود والغرب والامريكان هم من احتل العراق
واليهود والغرب والامريكان وراء ارتفاع نسبة العنوسة والتدهور الاقتصادى عدم توافر سكن فى بلد 90% من مساحته شبه خالية
هذا ماسمعه بشندى طوال عمره القصير فذهب ليفجر نفسه فى جماعة من اصحاب العيون الزرقاء فقتل اضعافهم من اصحاب البشرة السمراء والشعر المجعد!
لكن كم مرة سمع بشندى ان صانع ماساة فلسطين هم العربان انفسهم جهلا او فتونة او غباء..فاليهود لم يهبطوا على شواطىء فلسطين فى سفن حربية بل فى سفن مدنية ولم ينزلوا على الشاطىء مدججين بالسلاح بل عراة الايدى حفاة الاقدام الى اراض بيعت لهم من قبل عرب فعلوا ذلك بسذاجة او بحسن نية؟! هل تم هذا فعلا ام لا؟! هل تم بيع الالاف الهكتارات الى اليهود ام لا؟!وعند قيام دولة اسرائيل الى من انحازت القيادات الفلسطينية بحسن نية ام بغباء سياسى الى النازى الجانب الخاسر فى الحرب !!!ثم بعد خسارة الحرب ماذا فعل العربان للشعب الفلسطينى استخدموه للاسف ككسيح الحارة للتسول به او منافحة الغرب!!لم يقيموا له دولة ولم يرفعوا له علما..وتدهور الامر على ايدى القيادات الفلسطينية بعد ما اصبح التكسب بالام الشعب المعذب اسرع وسيلة للثراء!!!
سوريا لاتطلق رصاصة واحدة فى الجولان ولاتشجع سوريا من اهل الجولان على تفجير نفسه فى نقطة تفتيش اسرائيلية,لكنها تدفع بسخاء لبعض القبادات الفلسطينية لتشجيع العمليات الانتحارية فى اسرائيل,فتأتى الطائرات الاسرائيلية لتقصف وتدمر وتزيد حياة البؤساء بؤسا...الفلسطنيين مجرد ورقة ضغط يتلاعب بها العربان فى صرعاتهم مع الغرب...مجرد لعبة تتلاعب بها المخابرات الايرانية ومكتبها اللبنانى المسمى حزب الله فى صراعات الملالى مع الغرب....
وعندما لايستطيعون استخدام هذه الورقة مرة اخرى,سيتركونها تسقط الى مصير لا يعلمه الا الله!
ربما نوعا من الكوميديا السوداء ان يجتمع الفلسطينين واليهود فى مكان واحد وهما شعبان اصحاب تاريخ مرير من الاضطهاد والملاحقةوالقتل الجماعى...
واليهود ايضا تلاعب ويلعب بهم الغرب وعند الحاجة يتركهم لمصيرهم المرعب ,كما حدث فى الحرب العالمية الثانية عندما أغلقت كل دولة اوربا الغربية اعينها عن افران الغاز,حتى امتد اللهيب ليأكلها!
يقولون انه لاحل لقضية الشرق الاوسط الا بحل القضية الفلسطينية,وانا العبد الفقير الى ربه اقول بل لاحل للقضية الفلسطينية الا اذا حلت قضية الشرق الاوسط ,عندما يكف العربان اذاهم عن المتاجرة بالشعب الجميل المعذب! ويتركوه ليصنع لنفسه كيانا موحد يوحد القرار والبندقية!
عندما تقدما بعض القيادات استقالتها من المخابرات الايرانية والسورية والمصرية,ويتوبوا الى الله وشعبهم,ناظرين لمصلحة شعبهم اولا قبل قرارت عمر سليمان ورئيس المخابرات العامة بدمشق والاخ قحطان بن هوسات رئيس جهاز اطلاعاتى ايران!!
اعود الى بشندى وكوخه بمعسكر اللاجئين المصريين,فبشندى ربمالم يعلم ان الغرب يبقى مصر على قيد الحياة بواسطة تبرعاته ومنحه ,وان حال اللاجئيين المصريين لايختلف شيئا عن حال اللاجئين المصريين,وكما يسرق قادة المنظمات اموال التبرعات تسرق الحكومة المصرية الشعب عينى عينك فى وضح النهار ,حتى تحولت مصر الى محمية الى ال مبارك,الذى هو ايضا مجرد وكيل للمخابرات الامريكية فى الشرق الاوسط,لكنه وكيل رخم ونطع فهو من النوع اللى ياكل وينكر ويسلط اجهزة اعلامه للسب روحا وغدوة فى الغرب,حتى يقول انظروا اذا ذهبت اتى اليكم من لايخاف ولايرحم!
الاخوان بدورهم مجرد حركة دعارة سياسية دينية يلعنون دين ام الغرب ويتحدثون عن المؤامرات وهم لايعلمون ان الناس يعلمون انهم كمومس الحى التى تنام مع كل عابر سبيل وتستيقظ بالليل لتسرق محفظته وتقتله ان امكنها,فتعاملوا مع الملك وتأمروا عليه وتعاملوا مع الانجليز وتأمروا عليهم ثم تعاملوا مع ناصر وتأمروا عليه ومع السادت ومبارك وكل من سيأتى !!!!
عقل بشندى الصغير لم يستوعب ان ثمة ابرياء قليلين فى القصة ربما نادرون,وان الاغلبية مجرد تجار دين وتجار اعراض تاريخ وجغرافيا!!!
ماذا اقول ليرحمك الله يا بشندى عشت بائسا ومت مخدوعا,فصدقنى لست ناقما عليك لكن ناقم كل النقمة على من خدعوك فقالوا!!!
ليرحم الله روحك المعذبة
وليرحمنا نحن هنا سكان الارض ونحن نعيش ونموت كل يوم على يد من لايرحم!
|