طهور العرب !


لنبتعد عن لبنان والتلاعب بأبواب الامل فيه الى المغرب الاقصى حيث تفتح مناسبة طهور ولي العهد المغربي باب أمل جديد للسجناء ليس في المغرب وحده بل في كل الانظمة العربية.

نعم. الملك محمد السادس قرر لمناسبة "الحدث السعيد"، طهور ابنه الامير الحسن البالغ من العمر 23 شهرا، ان يعفو عن 7179 سجينا، وذلك "رأفة منه بهم ولادخال البهجة الى نفوس عائلاتهم" اضافة الى "اعتبارات انسانية ترمي الى اعادة ادماج الموقوفين في المجتمع".

هذا ليس جديدا على ملك المغرب. فهو اصدر عفوا عن ثمانية آلاف سجين يوم احتفل بزواجه قبل سنوات. وقرر العفو عن 862 سجينا في عيد المولد النبوي الاسبوع المقبل. بل ان مثل هذا العفو هو أصلا من عادات الحكام العرب، ملوكا ورؤساء، يمارسونه في المناسبات والاعياد الدينية والوطنية بما فيها أعياد الجلوس والوصول الى السلطة وما يتبع من مناسبات خاصة وعائلية.

ولا ضير في ذلك ما دامت مثل هذه المناسبات تخفف الازدحام في السجون عموما، والمغرب يشكو من هذه المشكلة، وما دام عدد كبير من السجناء يدخلها من غير معرفة السبب حيث شئنا في العالم العربي، ولا فارق بين دولة واخرى، بفضل الاحكام العرفية او قوانين السجن الوقائي او السجن الاحتياطي او بدعوى مكافحة الارهاب والارهابيين الى آخر اسباب حماية الانظمة وقبضاتها. لكن حسن النية يفترض طبعا عدم اسقاط احتمال رغبة الانظمة في تأمين العدد الكافي من السجناء لتلبية لحظات الرحمة لدى الحكام.

بل لا ضير في ذلك ما دامت غالبية هذه الانظمة تتلقى شهادات حسن سلوك من اميركا ومدائح لريادتها للاصلاح وحماية حقوق الانسان. وآخر الشهادات الاميركية صدرت قبل يومين للمغرب نفسه، وهذا ليس انتقاصا طبعا من شهادات مماثلة صدرت من قبل لتونس ومصر وغيرهما.

ولكن في هذه الحال لا مبرر لعدم ادراج الطهور مثلا بين الاسباب الموجبة للعفو عن السجناء وربما ادخال الزيجات وما شابهها. وهذا يجب ان يتحول مطلبا شعبيا.

وهكذا ايضا لا يبقى للمدافعين عن حقوق الانسان في العالم العربي حتى اشعار آخر أي حاجة الى جهد او تعب. يكفي عندها ان نبتهل الى الله ان يرزق الحكام ونسلهم مزيدا من الذكور املا في مزيد من الطهور علّ السجون تفرغ.


سحر بعاصيري