{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
23 مثقفاً سـورياً يكتبون على دروب الاستقلال الثاني في سوريا ولبنان
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #4
23 مثقفاً سـورياً يكتبون على دروب الاستقلال الثاني في سوريا ولبنان
بل الآن ابتداء التاريخ اللبناني - السوري

ربما يكون النظام السياسي السوري قد قدّم، في سياق الأحداث اللبنانية - السورية الراهنة، أدلة قاطعة أو شبه قاطعة على أنه سيكون، في لحظة ما مقبلة، ضحية نفسه. وبمزيد من الضبط التاريخي، يمكن القول إن مثل هذه الأدلة أخذ يقدمها النظام المذكور منذ بضعة عقود، حين راح يمارس لعبة جنونية مع الشعب السوري تمثلت في حينه في تشكيل ما سُمّي لجان المحاسبة. فقد رفعت هذه اللجان شعاراًً تبيّن، شيئاً فشيئاً، انه قولة حق أريد بها باطل. كان ذلك قد أفصح عن نفسه على النحو الآتي: من أين لك هذا؟ وبالتواشج مع ذلك وبالتوازي معه، كان النظام السياسي المذكور، كغيره من النظم العربية السياسية المجاورة خصوصاً، يلحّ بصيغ متصاعدة على خطورة العدو الصهيوني، ومن ثم على ضرورة وضع الغالي والرخيص في سبيل مواجهته عبر «توازن استراتيجي» معه؛ وكانت نتائج ذلك تعاظماً في الشرخ الاستراتيجي بين سوريا واسرائيل، وتعاظماً في تراجع القوة الدفاعية السورية، خصوصاً في عملية تحديثها وتطويرها. وبين هذا وذاك وذلك، كانت السلطة «السياسية» آخذة في التآكل والترهل بوتائر عاصفة لصالح «دولة أمنية»، وراحت تبتلع المجتمع السياسي وبقايا المجتمع المدني، يداً بيد مع ابتلاع المجتمع العمومي برمته. والطريف أن ذلك أخذ يتوضع في المجتمع السوري من خلال اكتسابه «شرعية سياسية» مستمدة من أحزاب ظهر أنها «شاهد زور» على عملية تفككه؛ وهي تلك التي انضوت تحت مظلة «جبهة وطنية تقدمية» يقف على رأسها «حزب قائد يقود الدولة والمجتمع»، بمعزل عن وجود دولة قانونية ومجتمع طليق.

كان ذلك كله بمثابة عملية تاريخية شاقة أتت في ناتجها على القوى الحية في المجتمع السوري، بحيث أخذ شيئاً فشيئاً يفتقر الى حراكه ورهاناته التاريخية، ليتحول لقمة سائغة أمام كل من يستسيغ التراب السوري ويستبيحه. وكنا مع أرهاط من المفكرين والمثقفين والسياسيين ننبه الى ذلك، معلنين من باب البحث العلمي الاستراتيجي والالتزام الوطني الديموقراطي، أن كفى! لكن التيار كان متدفقاً متهالكاً نحو مجتمع الحُطام من أقصاه الى أقصاه؛ فكان المزيد من الافقار الاقتصادي عبر الاستئثار بالثروة، ومن الاضطهاد السياسي عبر الاستئثار بالسلطة، ومن التهميش الثقافي عبر تفكيك المدارس والجامعات ومراكز البحوث، ومن التعتيم الاعلامي عبر الاستئثار بكل أنماط الإعلام، وأخيراً من التهشيم المعرفي وتجفيف المصادر المعرفية عبر مقولة الاستفراد بالحقيقة.

وجاء الحدث الأعظم متمثلاً في سقوط بغداد واستباحتها اميركياً، ووقف كولن باول بعده بيوم واحد مخاطباً النظام السوري: على دمشق أن تتقن الدرس البغدادي! وتتالت الأحداث بتسارع كبير، وأصبحت سوريا تحت المجهر الدولي، وأخذ الناس يرقبون ما ستعلنه القيادة السياسية السورية على شعبها. لكن الاعلام هنا ازداد هزلاً الى درجة الاستفزاز في تماوته وتخاذله. ولم يظهر صوت على الملأ يعلن: اليوم خمر، وغدا أمر! فظهر أن الأيام كلها خمر، وأن ليس هنالك ما يؤرق النظام. لكن الشعب السوري، بمن فيه القوى السياسية التي يحتضنها، أخذ يطرح الأسئلة العظمى حول المصائر التاريخية لسوريا وللوطن، وراحت أرتال من شباب سوريا متحدرة من كل الاتجاهات الايديولوجية والسياسية تتساءل: لماذا الصمت، هل الصمت على ما يحدث نمط من الانتحار، ام حال من الاستسلام؟ وكنا في هذا وذاك، نطرح السؤالين المدويين الآتيين: لماذا لا تصارحون الشعب، الذي هو المرجعية العليا لكل سلطة ونظام؟ لماذا لا تستقوون بهذا الشعب الذي ركع، في حالات معينة، جحافل كثيرة من الغزاة؛ ثم، لِمَ لا تفتحون الدائرة أنتم من الداخل عبر مصالحة وطنية ديموقراطية مع الجميع تتأسس على مشروع وطني ديموقراطي في سوريا، ينهي «الأحوال الاستثنائية المزمنة» ويبدأ أحوالاً مفتوحة على كل الشعب، يداً بيد مع إيقاف مفعول قانون الطوارئ والأحكام العرفية واستصدار قوانين جديدة وديموقراطية للأحزاب والإعلام والانتخابات. لقد اعتقد ذوو الشأن أن «الإعلان» قبل بضع سنين عن مشروع الإصلاح والتحديث الديموقراطي هو بمثابة «تحقيقه» بل أخذ هؤلاء يضربون حاجزاً سميكاً على من يطالب بالأيفاء بهذا الاستحقاق، الذي غدا تحقيقه تماهياً مع استمرار سوريا عربية ووطنية وديموقراطية، ضمن جو دولي عولمي ينذر بالكوارث والعواصف ضد سوريا.

وتعاظم الحُطام عمقاً وسطحاً مع اتضاح القصور السياسي والنظري الاستراتيجي في الحقل السوري - اللبناني والتدخل في شأن لبنان الشقيق، بدأ من تمديد ولاية الرئيس لحود وصولاً إلى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومن موقع املاءات لا يُقرها أخ لأخيه، أخذت نُذر الشؤم تخيم على سماء سوريا ولبنان والعالم العربي، وراحت الولايات المتحدة تهدد بما أصبح واقعاً دولياً؛ القرار 1559: أخرجوا من لبنان جيشاً وأجهزة مخابرات! كمْ هذا الأمر مذل ومهين للكرامة الوطنية! لِمَ لَمْ تفعلوا أنتم ذلك قبل سنين، خصوصاً بعد خروج اسرائيل مندحرة يلفها العار؟ لِمَ لم تفعلوا ذلك يداً بيد مع الشروع في مشروع الاصلاح والتحديث الديموقراطي؟

إن فقدان الرؤية التاريخية الطازجة عبر الاعتقاد بأن الزمن التاريخي لا يزال يحمل وشم السبعينات والثمانينات، يمكن أن يؤدي الى الموت الوطني والقومي. وإن ما يحدث الآن على مسرح الزمن التاريخي الجديد، الهائل والخطير، لا يستثني وضع الموت الوطني والقومي. وإن ما يحدث الآن على مسرح الزمن التاريخي الجديد الهائل والخطير لا يستثني وضع «استقلال» سوريا الوطني على بساط البحث، يداً بيد مع تفكيك لبنان وتحوله مع سوريا محميتين اميركيتين. فما بالكم بهذا القادم المحتمل؟. لكن الشعبين الشقيقين العملاقين يختزنان من القوى التاريخية الحية ما يمكن أن يؤسسا له تحت حد «المشروع الوطني الديموقراطي» بحامله الاجتماعي والسياسي والايديولوجي الذي يمتد من أقصى اليمين الوطني الديموقراطي الى أقصى اليسار الوطني الديموقراطي، وسوف يدللان على خطل نظرية نهايـة التاريخ اللبنــاني - السوري.


طيب تيزيني
04-17-2005, 02:25 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
23 مثقفاً سـورياً يكتبون على دروب الاستقلال الثاني في سوريا ولبنان - بواسطة بسام الخوري - 04-17-2005, 02:25 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الهيروغليفية الاسلامية ومعركة سورية.. الاغتيال الثاني للشيخ حسن البنا أم انقاذه؟ فارس اللواء 0 857 07-20-2012, 01:13 AM
آخر رد: فارس اللواء
  سوريا والاستهداف الأمريكي / لاتخشوا على سوريا إلا من معارضي الخارج عادل نايف البعيني 30 6,345 06-08-2012, 04:43 PM
آخر رد: إسم مستعار
  حتمية الإلتصاق ، الجزء الثاني فخري الليبي 0 663 12-12-2011, 08:32 AM
آخر رد: فخري الليبي
  إلى الذين يكتبون لنا عن الاسلام من العواصم الغربية Sheshonq 6 1,994 09-23-2011, 08:50 PM
آخر رد: Narina
  هل سيتمكن النظام السوري من وئد الثورة قبل أن تتمم أسبوعها الثاني؟ مصطفى علي الخوري 6 1,933 03-30-2011, 01:07 AM
آخر رد: مصطفى علي الخوري

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS