{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
23 مثقفاً سـورياً يكتبون على دروب الاستقلال الثاني في سوريا ولبنان
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #14
23 مثقفاً سـورياً يكتبون على دروب الاستقلال الثاني في سوريا ولبنان
أي آم سوري

أي آم سوري، مواليد 21 آذار 1954.

منذ العام 1976، وأنا أريد أن أعتذر.

لم يكن غالبية مواطني ساحة الشهداء قد ولدوا بعد، منذ رأيت أباجورات بيوتكم المسروقة في شاحناتنا، ثم في فوهات نوافذنا، ثم تحت أنياب المنشار ذهابا إيابا، لتركب على الفراغ في جدارنا، الفراغ الأخلاقي، المبدع السوريالي لعلاقة جدار ونافذة.

منذ الرخام والبلاط، والسيراميك الأبيض، البني، الرمادي، المخضرّ اللبناني في صيغته "السوري آلية" هنا: مربّع بلاط توركواز في مستطيل طيني ترابي.

منذ سنوات الفيديو... لحظات الحياة العائلية المسروقة، في الأشرطة المسروقة داخل الأجهزة المسروقة، انتقاماً من البورجوازية المطلقة في اللغة المطلقة. ولمسةً بصريةً في عنق الوشائج التاريخية.

وهذا وذاك وما تعمى له الأبصار.

أي آم سوري. أحمل هذا الخجل في بطن بصري 29 عاماً، وأعتذر من أجلي، لأن ما يترتب " قانونيا" على الاعتذار، أسلم نفسياً مما يترتب على تجاهله.

الناهبون أنفسهم، الناهبون أنفسنا، الناخبون أنفسهم، ناهبو حق الانتخاب، الناهبون من اللغة حريتها وملكيتها المشاع. يسرقون منها كلمة "الوطن" ويلوحون به، فيطلق صفيرا مرعبا اسمه "سيف بن ذي الثوابت الوطنية". سيف لا يحق للمواطن لمسه إلا من جهة النصل، لنصل إلى ما فصم الشعب السوري اثنين: نهاري وليلي. في النهار يصمت، يردد، يمجد، ويعبد خطاب السلطة. في الليل يكفر ويسخر ويندب الانتهاك المريع لحقوقه الاقتصادية والانسانية، والتصفية الجسدية لثروات البلاد المالية والذكائية والزمنية.

زمنٌ شفط أبناء الهرم السلطوي متعته بشكل خيالي، وقوننوه بالطوارئ، قطعوا رأس العدالة عن جسد الحياة فيه، فاحتلوا مخيلة الشعب السوري ولوثوها. أصبحوا المخيلة، يكرهها ويحاول لحسها، والتمرغ والتمرّي بزجاجها الداكن.

أصبحت فكرة الوطن "لفظا" مطلقاً غائماً، معناه الكيميائي "السلطة"، والسلطة هي القانون، لا معجم يحدده ويحيط به وبها. هي هو ما تشتهي وترتأي وتريد. تسمّي الرأي الآخر، الذي لا يكرر رأيها عنفاً وخيانة، وتسجنه كسلوك سلمي حفاظاً على الوطن. تملك الشعب وتراقبه.



ساحة الشهداء

التلفزيون أهم اختراع، ليس في العصر فقط،... في الليل أيضاً.

الاعتصام في الليل والنهار يحل أزمة الانفصام، يصالح الليلي والنهاري.

تفرّجتُ علينا في ساحة الشهداء، لحظة المشاركة في تعريف الوطن، البدء في تعريفه، الخروج به من أخطار "اللفظ المطلق" إلى جماليات المواطنة في حريتها وبحثها وتصالحها مع الذات، في التكافؤ "العربي" الاستثنائي بين الرجل والمرأة.

تمنيت أن أكون معكم مثل الكثير من السوريين، لكن فكرة الحب من طرف واحد مربكة. أنا شخصياً أجد أنها لا تنافي شرعة حقوق الانسان، طالما هو حبّ من خلف المياه الاقليمية "سيرونيكس 34 بوصة".

الكراهية من طرف واحد كريهة، والانتقام يفسد لحظة السعادة. الانتقام لا يتاح لنا عادة ممن ظلمنا، بل من فكرة الظلم وقوننته.

ليس مصادفة أن تجنح مخيلتي السورية إلى ساحة الشهداء.

فرغم المكانة التي يحظى بها السيد حسن نصر الله في الشارع السوري لشخصه وجاذبيته ولحله اللغز النفسي القاتل القائل بهزيمة العربي كلما واجه اسرائيليا، إلا أن الثوابت إياها في نسختها السورية، منقوصة من الكاريزما والفعل، هي التي نفخت الروح في حال الطوارئ.

المخيلة السورية تصطدم بمعضلة، هي معضلتها الذاتية أولا. فحين تؤلف لنفسها ساحة شهداء افتراضية تجد نفسها شهيدة الساحة إياها. فالمعتصم هنا هو الشهيد الافتراضي لأنه مخوّن حتماً.

نجح المثقفون و"الديموقراطيون" السوريون في الامتحان الأول، "الجرأة "، الذي يرضي حاجاتنا الانسانية والشخصية والوجودية. فوصفنا كما ترون نظامنا بكل ما أوتينا من لغة. الحقيقة أن هذا الامتحان على صعوبته، ليس الأصعب. إنه شيء من قبيل السرتفيكا تُعين عليه خلائط التقدم والتخلف والتحدي والبطولية.

ثم وقفنا حائرين أمام مرآتنا حين تطلّب منا اختراع ما هو أبعد من وصف السلطة وهجائها. خطاب في بطانته الأولى: أننا نحن من يجدر بنا أن نقود البلاد .

في الثانية: أو نشارك في قيادتها. في الثالثة: نغوي السلطة ونزحلقها بأخلاقها الحسنة ونجرّها من خنصرها الناعم إلى مطلق جديد.

لا أستطيع إلا أن أضع "الديموقراطية " بين قوسين، لن تفكهما إلا ممارستنا الفعلية لها وانفتاحنا على نقد ذاتنا "باحثين في الديموقراطية".

لا بد من التخلص من العقل الانقلابي واختراع الوسائل لمخاطبة شركائنا في محنة تحقيق المواطنة: "الشعب". والعمل على ثقافة معرفة الحقوق والمطالبة بها. ومعرفة مجتمعنا قبل الاستسهال والتحدث عوضا عنه واختزاله بساحة واحدة هي نحن كما تفعل السلطة .

ثمة حقل فسيح للعمل ولتأسيس ثقافة سلمية تعددية يصبح حق الرأي فيها مفهوما أخلاقيا إنسانيا لا يمكن التنازل عنه لكل سلطة ذهبت أم جاءت، مشاركين في صوغ جديد لمفهوم الوطن والاستقلال: لا تدهس حقوق الانسان.

إن النظرة الى القضية الفلسطينية من هذا المكان يجعل جذرها أعمق فينا من مجرد تعاطف قومي.

إنسانيتنا الحرة لا تقبل بانتقائية أميركا ولا مصالحها ومصالحتها مع هذا النظام أو ذاك، اليوم أو بعد غد. ولا تتنكر أيضاً لانتمائها الى "العالم الحر". "يجب" ردم الهوة بين الأخلاق والسياسة والتكتيك، لتصبح الحرية الفردية وحق الرأي أول الثوابت الوطنية، قبل استعادة الأرض المحتلة وبعدها.


أسامة محمد
04-17-2005, 02:37 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
23 مثقفاً سـورياً يكتبون على دروب الاستقلال الثاني في سوريا ولبنان - بواسطة بسام الخوري - 04-17-2005, 02:37 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الهيروغليفية الاسلامية ومعركة سورية.. الاغتيال الثاني للشيخ حسن البنا أم انقاذه؟ فارس اللواء 0 858 07-20-2012, 01:13 AM
آخر رد: فارس اللواء
  سوريا والاستهداف الأمريكي / لاتخشوا على سوريا إلا من معارضي الخارج عادل نايف البعيني 30 6,345 06-08-2012, 04:43 PM
آخر رد: إسم مستعار
  حتمية الإلتصاق ، الجزء الثاني فخري الليبي 0 663 12-12-2011, 08:32 AM
آخر رد: فخري الليبي
  إلى الذين يكتبون لنا عن الاسلام من العواصم الغربية Sheshonq 6 1,994 09-23-2011, 08:50 PM
آخر رد: Narina
  هل سيتمكن النظام السوري من وئد الثورة قبل أن تتمم أسبوعها الثاني؟ مصطفى علي الخوري 6 1,933 03-30-2011, 01:07 AM
آخر رد: مصطفى علي الخوري

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS