اقتباس: ليبرالي_مصري كتب/كتبت
رائع الوطنية اصبحت شوفينية منذ متي ؟؟
:?:
ماذا عن الحركة القومية التي تنادي بوحدة الجنس الأري العربي ؟؟
اليست شوفينية هي الأخري ؟
اما عندما ننادي ان تصبح مصر خالصة للمصريين و العراق خالص للعراقيين
فتلك شوفينية و طائفية
عرب عاربة و عرب مستعربة و اينما حل العرب حل الخراب
كما قال ابن خلدون
(f)
ابن خلدون تكلم عن الأعراب وليس العرب، لو أنكم قرأتم مقدمته من أولها دون اجتزاء.
لم كانت مصر خالصة للمصريين والعراق خالصة للعراقيين؟ من هم المصريين والعراقيين؟
ألا يشبه ذلك أن أنادي بأن تكساس خالصة للتكساسيين وكاليفورنيا خالصة للكاليفورنيين؟ ألا يشبه أن أنادي أن مرسيلية خالصة للمرسيليين وباريس خالصة للباريسيين؟
لو أن أهل مصر بقواهم الذاتية قد أنشؤوا تلك الدولة المسماة مصر، لفهمنا ذلك الدعاء. أما أن الدولة قد أسست بقرارات دولية لخدمة أطراف دولية، ثم نأتي لنجعلها دعوة تضرب في القدم وراء ألفين وخمسمئة عام؟
هل أن وجود دولة الفراغنة في هذا البلد ذات مساء سحيق بمبرر كاف لاعتبارها قارة منعزلة غن غيرها تابى إلا العزلة عنهم والقطيغة مع ماضيهم المشترك؟
إن كان لا بد من العودة لماض، فأرى أن ماض قريب كالدولة الفاطمية والمملوكية هو أقرب تصورا للعودة إليه من ماض فرعوني، سيما وان مصر كانت هي العاصمة.
مع تصوري الواضح لسيئات المماليك والفاطميين، لكن بمقارنة نسبية مع الفراعنة والعصر الحالي، أجد أن أفضل ما مرت به مصر في تاريخها دنيويا كان العصر الفطمي ثم العصر المملوكي.
يكفي مصر أنها كانت مركزا لدولة مترامية الأطراف لها من النفوذ السياسي على جزر كل المتوسط وجنوب إيطاليا، ومن النفوذ العلمي ما جعلها تنافس بغداد وتتفوق عليها أحيانا، ومن النفوذ المعنوي ما جعلها تصل الهند، وهو ما لم يتوفر لمصر لا لاحقا ولا سابقا.
ويكفي مصر في عهدها المملوكي أنها صدت في وقت واحد أعنف عاصفتين واجههما الشرق، الصليبيين والتتار المغول. أما اليوم، فهي أضعف من أن ترد هجوم الجراد والبعوض.
لم يكن أبدا الانتماء إلى تراب أرض بعينها بمبرر للانحياز بها وفصلها جراحيا عما يجاورها بحجة أن لا نهضة إلا بهذا الطريق. لم تمارس ذلك أي أمة قد نهضت في التاريخ.
الأمة أي أمة لا تتحدد بحيز جفرافي مميز، بل هي طريقة حياة وطريقة تفكير توجد في واقع البشر، فيتميزوا عن غيرهم رغم قدومهم من مصادر شتى وعيشهم في أصقاع متباعدة، فيأتي إنسان من هاواي وآخر من ألاسكا وثالث من كاليفورنا ورابع من نيويورك وخامس وسادس، ويقولون جميعا نحن الأمة الأمريكية.
واخيرا وليس آخرا، فإن موضة الدولة القومية التي قد سادت ذات مساء بعد توحد ألمانيا على يد بسمارك، قد دفنت عشية انتهاء الحرب العالمية في أوروبا. لكن ماذا أقول لقومي الذين يصرون على تجربة المجرب؟