فرح كاميلا
فوزية سلامة

قالوا في الأمثال: «لو عشقت اعشق قمر». ولكن يبدو أن الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا العظمى لم يسمع بذاك المثل.
كنت عاهدت نفسي ان اتجاهل حدث زواج تشارلز وكاميلا استهجانا مني للفعل وبطليه، ان كانت الخيانة وخطف الازواج يمكن ان يحشرا في خانة البطولات. يوم عقد الزواج كنت ابحث بين المحطات الفضائية عن التغطية الاخبارية لأحداث العالم فتوقفت عند محطة السي إن إن، فإذا بالبث مكرس لعدة ساعات لتسجيل تفاصيل الزواج الميمون. وقد يعتبر البعض ان التغطية كانت أمرا متوقعا، حيث ان العريس سوف يعتلي يوما عرش دولة كبرى. ولكن ما أثار حفيظتي هو ان يحاول الاعلام ان يقنع المشاهد بأن الاسود هو أبيض والابيض هو أسود.
أمام كاميرات التلفزيون ظهرت كاميلا على حقيقتها: امرأة عادية ودعت الشباب، لو التقيتها مصادفة في السوبر ماركت لما لفتت انتباهي قط الا كنموذج للملامح الانجليزية التي يتميز بها أهل الارياف. ويبدو ان الاعلام البريطاني فطن الى تلك الحقيقة فسارع المعلقون على احتفالات الزواج بالقول ان كاميلا هي بالفعل امرأة رائعة الجمال ولكن الكاميرات الملعونة لا تظهر جمالها الفتان. قلت لنفسي ربما، وان كنت اعلم علم اليقين ان الكاميرا لا تكذب ولا تجامل ايضا. ولكن ما أثار حنقي بالفعل هو اصرار الاعلام على اعتبار زواج كاميلا وتشارلز انتصاراً لحب تحدى الزمن لأكثر من خمسة وثلاثين عاما.
بل وشاء بعض المعلقين ان يستميل النساء بالقول بأن فوز كاميلا بالأمير هو بالفعل انتصار للمرأة غير الجميلة التي ودعت الشباب على ديانا المرأة الشابة الجميلة التي كانت محبوبة الملايين، وكأن المأساة التي عاشتها ديانا لا تزيد على كونها شوطاً في مباراة لكرة القدم سجلت فيها كاميلا هدفا.
انك قد تغلف كبسولة السيانيد بأفخر انواع الشوكولاته ولكنك اذا أكلتها قتلك السيانيد بلا رحمة. فالخيانة لا يمكن ان تسمى باسم آخر. والحقيقة العارية هي ان الخائن تزوج خائنة. فمن المعروف ان كاميلا تزوجت باركر بولز نكاية في تشارلز الذي لم يقبل على الزواج منها وهما في أول الشباب. تزوجت وأنجبت ولكن ظلت أحلام التاج تداعب خيالها.
وتزوج تشارلز فتسللت الى حياته مع ديانا من أول ايام شهر العسل. اما هو فلم ير ضيرا في السير في ركاب اسلافه من ملوك بريطانيا الذين تعودوا ان تكون الزوجة هي أم العيال، والعشيقة هي الرفيقة التي ترى وتسمع ولكن لا تتكلم.
خيبت ديانا الظنون والتوقعات وثارت على موت الحب وموت الأمل وضربت بقواعد بروتوكول البلاط عرض الحائط. استغاثت أولا ثم انزلقت بدورها الى الخطأ. ويخيل اليّ انها سددت فاتورة الحساب كاملة قبل ان تنتهي حياتها.
بعد أن ينتهي شهر العسل سوف تدرك كاميلا تدريجيا انك لا يمكن ان تقتل القتيل ثم تسير في جنازته، خاصة اذا كان للقتيل أولاد يعلمون علم اليقين بأي سكين قتلته. وقد يدرك تشارلز مغزى المثل القائل: احذر من احلامك.
الرواية لم تنته بعد سوف يكتب التاريخ نهايتها ويتدخل القدر لإجراء التعديلات اللازمة.