صفير يرحّب بتكليف ميقاتي مذكّراً بالدائرة الصغرى والرئيس المكلّف زار لحود
حكومة 'عاجلة' من 14 وزيراً غير مرشحين؟


يخوض الرئيس المكلف تأليف الحكومة الجديدة نجيب ميقاتي اختباره الحاسم لمختلف الكتل النيابية والنواب والقوى السياسية اليوم في الاستشارات التي سيجريها في مجلس النواب طوال اليوم على امل ان تفضي الى نتائج سريعة من شأنها ان تكوّن طبيعة الحكومة الجديدة واشخاصها وحجمها.

ورغم اهمية الاستشارات المعلنة والرسمية التي ستجرى اليوم، فإنها لا تشكل وحدها العامل الحاسم لولادة حكومية سريعة وعاجلة قيل ان الرئيس ميقاتي يسعى اليها بقوة بحيث تخرج الحكومة من رحم الاستشارات هذه الليلة اذا امكن وقبل ظهر غد اذا تعذرت الولادة الليلية. وهذا ما يفسر انصراف ميقاتي طوال امس الى اجراء مشاورات واتصالات رديفة في بيروت لم توفر احداً ومن ضمن المروحة الواسعة الهيئات الاقتصادية والعمالية. واذ بدت لافتة ردود الفعل الخارجية المرحبة بتكليف ميقاتي منطلقة من دفع الدول نحو اجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها الدستورية وقلقها المتصاعد حيال احتمال تأخير هذه الانتخابات، لوحظ ان السفيرالاميركي جيفري فيلتمان سارع الى زيارة ميقاتي امس في منزله، فيما تلقى الرئيس المكلف اتصالين من السفيرين الفرنسي والسعودي.

ورغم وجود اقتناع عام بأن المعطيات التي ادت الى تكليف ميقاتي ادت الى اطلاق دينامية تسوية يفترض الا تتعرض لعراقيل وعقبات من النوع الذي ادى الى اعتذار الرئيس عمر كرامي، فإن ثمة اوساطاً لا تزال تبدو حذرة للغاية في استبعاد العراقيل في المطلق. وتقول هذه الاوساط ان ثمة جهات ستكون اليوم وفي الساعات المقبلة امام اختبار حاسم ما اذا كانت ستسهل الولادة الحكومية ام لا، باعتبار ان الاطر الثلاثة او الاربعة المعلنة لتكليف ميقاتي من شأنها ان تحرك مصالح هذه الجهات التي ستكون متضررة بطبيعة الحال. وهنا سيتضح اذا كانت هناك فعلاً التزامات كبيرة ستضبط الجهات وتجعلها تسهل الولادة الحكومية.

وقالت مصادر سياسية مواكبة للاتصالات الجارية من اجل تأليف الحكومة ان الاتجاه الغالب يرجح كفة حكومة مصغرة من 14 وزيراً على ان تكون من غير المرشحين للانتخابات وعندها يلتزم ميقاتي عدم الترشح ايضاً.

ولكن ثمة اشكالية اثيرت امس وهي هل يمكن ان يأتي ميقاتي بأشخاص غير مرشحين وغير حزبيين وفي الوقت نفسه يحظون بدعم الاطراف؟

ثمة من يقول ان ميقاتي ميال الى المجيء بأشخاص يحظون بموافقة سائر الاطراف من دون ان يكونوا حزبيين، وسيتم طرح هذا الموضوع في الاستشارات اليوم.

وقد كثّف ميقاتي اتصالاته بعد ظهر امس بعيداً عن الاضواء في اطار المشاورات التي بدأها بعيد تكليفه استعداداً للاستشارات التي ستجري اليوم في مجلس النواب وفقاً لآلية حسابية جديدة منعاً لاي تأويل، بحسب اوساط مطلعة امتنعت عن كشف طبيعة هذه الآلية.

وعلمت "النهار" ان ميقاتي زار امس رئيس الجمهورية اميل لحود وبحث معه في الاقتراحات المطروحة في شأن التشكيلة الحكومية والعمل الحكومي في المرحلة المقبلة. كما علمت "النهار" ان ميقاتي اجرى اتصالاً بالبطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في الاطار نفسه. ومساء امس زاره في منزله في فردان النواب في "اللقاء الديموقراطي" مروان حماده وغازي العريضي ونعمة طعمة.

في حين تكتمت اوساط ميقاتي على حصيلة المشاورات التي يجريها والاتجاه الذي عززته اتصالاته اكدت انه منفتح على كل الاقتراحات التي يتفق عليها جميع اللبنانيين في ما يتعلق بالحكومة انطلاقاً من المواقف التي اعلنها سابقاً. ولوحظ ان ميقاتي طلب من الاجهزة الامنية المعنية ان تكون التشكيلات في سرية الحرس في رئاسة الحكومة من كل الطوائف.

في بكركي

ونقل زوار بكركي امس عن البطريرك صفير وصفه خطوة اعادة "تنشيط الوضع الحكومي" عبرتكليف النائب نجيب ميقاتي تأليفها، بانها "خطوة ايجابية تبشر بوضع البلاد على خط صحيح"، داعياً الى الاسراع في تأليف الحكومة والدعوة الى انتخابات نيابية في موعدها الدستوري.

وركز البطريرك صفير على ضرورة تسهيل مهمة الرئيس المكلف لتتمكن الحكومة من القيام بما هو مطلوب منها، وفي مقدمه اصدار قانون الانتخاب الذي اكد ضرورة ان يفسح في المجال للمواطنين لينتخبوا بحرية تامة من يعرفونهم حق المعرفة، مشيراً الى ان الدائرة الصغرى هي الدائرة الامثل.

اما عن شكل الحكومة، فرأى البطريرك صفير والكلام لزواره ان الظروف القائمة والوقت الداهم والمهمة المحددة للحكومة ستتشكّل حكومة مصغرة تعمل بانسجام في مرحلة معينة قصيرة.

وكان صفير استقبل امس النائبة بهية الحريري وشقيقها شفيق على رأس وفد من "مؤسسة الحريري" و"تيار المستقبل" في صيدا. واعربت الحريري عن "ثقتها الكبيرة بأن الحكومة ستشكل ويصار الى مناقشة قانون الانتخاب في المجلس النيابي الذي يؤمن العدالة لجميع اللبنانيين". واكدت "اننا والمعارضة يد واحدة".