من مظاهرات الشوارع ضد التمديد والتوريث الى غضب القضاة واساتذة الجامعات تمضى مصر الى تغيير كبير فى البيئة السياسية ينبيء بتحول ديمقراطى من أسفل، من هيئات مؤثرة فى الدولة ذاتها، تحول لا يملك أحد ان يصادر تفاعلاته العاصفة. بل ان هذه التفاعلات فى تمددها وصلت الى وزارة الخارجية المصرية. ولعلها إشارة ذات معنى على تململ واسع فى اوساط المصريين من ركود السياسة المصرية، بل تراجعها لحد عدم القدرة على اقناع الدبلوماسيين المحترفين بالدفاع عنها!، قدم القائم باعمال سفارة مصر فى كراكاس يحيى زكريا نجم لوزير الخارجية أحمد ابو الغيط استقالة مسببة جاء فيها: اصبح فهم السياسة الخارجية المصرية أو استيعابها، فضلا عن التعبير والدفاع عنها عبئا ضميريا ثقيلا ننوء بحمله.
ثم اخذ الدبلوماسى الشاب يرصد فى خطاب استقالته عددا من مظاهر الفساد المالى والادارى فى سفارات مصرية، من بينها ان دبلوماسيا تورط فى إهدار نحو 5.2 مليون جنيه مصرى، جرى ترقيته لسفير ممتاز!.
القضية - من زاوية عامة - تكشف عن تدهور الثقة العامة فى المؤسسة الدبلوماسية المصرية، وعدم الاعتقاد بالسياسات المطلوب ان تدافع عنها.
عبدالله السناوي

ئيس تحرير جريدة العربي

http://www.al-araby.com/articles/95...7-955-inv01.htm