مركز العدالة للدراسات السياسيه والاجتماعيه



[CENTER]براءه فلاحو سراندو

انتصار على طريق التغير [/CENTER]

صباح الثلاثاء 12 من ابريل 2005

المكان.. محكمة دمنهور الكليه..



بداية يوم حار من أيام الخماسيين.. يحمل تباشير موسم الحصاد من قريه سراندو، مع تقديم سبعه من قيادات الفلاحين بالقريه للمحاكمه بتهمه البلطجة والسرقه وحيازه ارض الغير.. والغريب فى الأمر أن الأرض التى سرقوا محصولها- البرسيم- مع اخرين هى ارض هؤلاء الفلاحين منذ عشرات السنين طبقا لقانون الاصلاح الزراعى.

ويدعى ا لمدعو صلاح نوار احد كبار ملاك اللأرض القدامى العائدين بمساعدة جهاز الاصلاح الزراعى وشرطة مركز دمنهور بقيادة " محمد عمار" بتلك التهم المزوره على العديد من فلاحى قرية سراندو فى محاوله منه للاستيلاء على ارضهم بالقوه مستخدما الترويع من قبل اجهزة الامن.

فى ذلك اليوم تجمع مئات الفلاحين والفلاحات من قرية سراندو داخل المحكمه وانضم اليهم عشرات الفلاحين من قرية بهوت ومن اهل دمهنور، ومتضامنين قدموا من القاهره مع عدد من المحامين المتطوعين للدفاع قارب الاربيعين. غصت بهم قاعة المحكمه فأمر رئيس الجلسه بالابقاء على المحامين فقط وخروج مئات الحضور كى تبدأ المحاكمه وترك باب القاعه مفتوحه حتى يستمع الجميع.

بدأت الجسه بالأدعاء ثم فتح باب المرافعه فتقدمت الاستاذه ماجده فتحى عضو مركز العداله للدراسات السياسيه والاجتماعيه للدفاع عن الفلاحين السبعه المحبوسين على زمة القضيه منذ 4-3-2005 وتحدثت عن الممارسات القمعيه لجهاز الشرطه بقيادة محمد عمار ضد اهل سراندو وكيفية اصطناع التحريات ومن ثم تلفيق القضايا للعديد من الفلاحين لمساعدة صلاح نوار فى مكائده للاستيلاء على ارض الفلاحين.. وكشفت عن الترويع والتعذيب الذى تم للعديد من الفلاحات والفلاحين من سراندو واستمرار قوات الأمن التى قامت بالمعركه ضد الفلاحين حتى الان داخل القريه لفرض الارهاب الدائم عليها ..

ثم جاء الدور على الأستاذ احمد شرف فبدأ مرافعته.. "لا نبالغ اذا قلنا ان المحاكمه التى تجرى الان لنفر من الفلاحين الفقراء هى ( محاكمه تاريخيه) وان التاريخ يحوم الان فوق هذه القاعه حتى لا يفوته تسجيلها.. ولسوف يسجل التاريخ اليوم، ان الاقطاع العائد اليوم يعود اكثر توحشا وجبروتا وهمجيه.. ويريد ان يسلب الفلاحين ارضهم.. ولسوف يسجل التاريخ ان للاقطاع خدم واتباع فى أجهزة الامن لا يتوانون عن ممارسة أبشع اشكال الاستبداد والتنكيل بالفلاحين لصالح اسيادهم واولياء نعمتهم الى حد أنهم صنعوا من قرية سراندو(دنشواى جديده)

ولسوف يسجل التاريخ ان الفلاحين الفقراء.. هنا وفى كل قرى ونجوع مصر.. لن يفرطوا فى ارضهم ابدا.. فالارض أرض الفلاحين.. شاء الأقطاع أو ابى.." . ان فى مصر قضاء عادل.. يستعصى عى الخضوع والممالأه للظلم والظالمين.."

ثم انتقل احمد شرف عضو مركز العداله للدراسات السياسيه والاجتماعيه الى الدفوع. وبدأ بان " التناقض فى اقوال المجنى عليه تناقضا يستعصى على الملائمه ويهدم التهمه من اسأسها"

· التهمه خاليه من اى دليل ، واقوال صلاح نوار" جاءت مرسله غير محموله على دليل"، " لم تسندها شهادة شاهد، ولا اعتراف من متهم ، ولا قرينه مستمده من معاينة ارض النزاع."

· كما ان " التحريات.. لا تصلح وحدها لان تكون دليل ادانه.." وعلى سبيل المثال تناقض المجنى عليه صلاح نوار فى البلاغات والتحقيقات حول من زعم بأنهم قاموا بطرد مستأجريه من الأرض واستيلائهم على محصولل البرسيم.. وكذك تضاربت اقواله حول تاريخ الواقعه المزعومه وقوله مره ان المحصول المستولى عليه برسيم ومره قمح!! كما تناقضت اقواله حول عدد من قام من الفلاحين بالاستيلاء على المزروعات؟

اما عن الدفع بعدم جدية التحريات وتلفيقها قال الدفاع ان " تحريات ضابط المباحث( محمد عمار) ذلك الطاغيه الصغير الذى يجرى التحقيق معه الان بمعرفة النائب العام فى وقائع اجراميه يندى لها جبين البشر.. ابتدء من القبض على عشرات النساء فى اماكن احتجاز غير قانونيه والتعدى عليهم بأفحش الالفاظ والضرب.. وهتك اعراضهم، وانتهاك حرمة المساكن، وحق المواطنين فى الحريه والامن." وليس صدفه ان تجارى التحريات كل ما يقوله المجنى عليه كذبا وافتراءا." فهو حين يقرر فى بلاغه يوم 1-2-2005 ان هناك ثمانيه اشخاص قاموا باعمال البلطجه وسرقة محصول البرسيم الخاص به. تأتى تحريات محمد عمار بنفس الاقاويل بالحرف.. وحين يعود المجنى عليه بمحضر الشرطه المؤرخ 1-3-2005 – بعد شهر بالتمام والكمال – زاعما ان هناك ثلاثة اشخاص جدد توصل الى انهم هم القائمين بتحريض الفلاحين المتهمين على ارتكاب الافعال مح الاتهام .. تأتى التحريات التى اجراها نفس الضابط يوم 2-3-2005 بنفس المعلومات السابقه فى المحضر دون ادنى تغير..

كما تزعم التحريات فى 6-3-2005" ان ارض النزاع ملك المجنى عيه. بينما لم يستطيع المجنى عليه نفسه ان يثبت ملكيته لها- حتى الان – سوى قرار افراج مؤقت لا يفيد الملكيه. فضلا عن تناقض اقواله حول مساحة الارض المملوكه له.."

والدفع الثالث حول تأخر صلاح نوار- المجنى عليه – فى الابلاغ عن الواقعه اساس الاتهام بعد حدوثها بعشرة ايام طبقا للتحقيقات مما يجعلها محل شك . كما غير اقواله بعد اربعين يوما من بلاغه بخصوص الواقعه مما يؤكد اختلاق الواقعه من اساسها.

كما اثبت الدفاع وجود تناقض بين اقوال المجنى عليه وتحريات المباحث. وبين اقواله فى محضر الشرطه والتحقيقات. وكذلك وجود تناقض بين الدليل القولى والدليل الفنى حول سرقة محصو البرسيم اذ اكدت معاينة الجمعيه الزراعيه بناحية البارنوجى مركز دمنهور فى7-3-2005 بناء على تكليف النيابه.

اولا (لا توجد اى تلفيات بأى من المحاصيل القائمه بالارض حتى تاريخه.

ثانيا الارض منزرعه محاصيل تقليديه وهى قمح فى معظمها . وجزء منها منزرع برسيم. يوجد بعض من هذه المساحه محشوش على فترات متفاوته ومتعاقبة الاعمار دون تلفيات. والبعض الاخر محروثه ومجهزه للزراعه). وهو ما يؤكد براءة الفلاحين من كل تافبقات صلاح نوار وتحريات محمد عمار وجهاز المباحث.

اما بالنسبه لواقعة البلطجه والاشتراك بين المتهمين فى الجريمه، فالتحقيقات والتحريات لم تتمكن من تقديم شاهد واحد . وهو ما يؤكد عدم وجود جريمه اصلا وان موضوع القضيه من اوله تلفيق فى تلفيق..

وهنا سأل القاضى الاستاذ احمد شرف وبناءا عليه يا استاذ. لكن المفاجاة عقدت لسان محامى الفلاحين خاصة وانه كان يتوقع ان يستمر القاضى فى سماع محامين آخرين كانو قد استعدوا للدفاع عن هؤلاء الفلاحين. الا ان القاضى كرر السؤال وبناءا عليه يا أستاذ فرد احمد شرف اطلب البراءه لجميع الفلاحين المتهمين فى هذه القضيه . وجاء رد القاضى براءه يا أستاذ. فسأل اخرون من القاعه، ايه القرار، فرد القاضى من جديد براءه براءه.

فانتفضت القاعه المحامين من داخها ومئات الفلاحين والمتضامنين معهم من خارجها هاتفين يحيا العدل، وانطلقت زغاريد الفلاحات مجلجله بأول انتصار حقيقى لفلاحى قرية سراندو وكل قرى مصر، انتصارا للفلاحين اللفقراء فالارض لمن يزرعها ويقوم عيها.

وتحولت محكمة دمنهور الى ساحه لمظاهره كبرى شارك فيها الفلاحين والفلاحات والمحامين والمتضامين وموظفى المحكمه، وجزء من رجال الشرطه المطحونين قهرا وفقرا. واستمرت تلك المظاهره لاكثر من ساعه رافعة شعارات الارض لمن يزرعها، عاش نضال الفلاحين فى كل مصر والهتاف ضد اجهزه اللامن والتعذيب والترويع وكبت الحريات ودفاعا عن الحقوق الديموقراطيه للفلاحين وكل شعبنا المحكوم بالطوارئ منذ سنوات طويله. وتعانق الجميع فرحا بذلك الانتصار ضد عودة كبار الملاك السابقين المدعومين باجهزه الدوله وامثال محمد عمار.

ان ما حدث فى سراندو طوال الشهور الماضيه يؤكد ان ملحمة فقراء الفلاحين المصرين قد بدأت من سراندو وبهوت وكمشيش. ولن تتوقف حتى الانتصار انهائى فى اطار اتحالف مع عمال مصر وفقراء المدن وكل القوى الشعبيه صاحبة المصلحه فى تغيير جذرى قادر على هزيمة الافقار و الفساد والاستبداد الذى يحكم بلادنا. ومواجهة الامبرياليه الامريكيه ومشاريعها الاستعماريه والصهيونيه وهزيمتهما.

عاد الجميع , لتبدا قرية سراندو فى السادسه من مساء اليوم التالى باستقبال قادتها العائدين من معركه ممتدة قد بدئت , حققوا فيها اول انتصاراتهم ولكن مازال امامهم الكثير.. وكانت زفة القريه لابنائها العائدين تعبيرا عن مشاعر الفرح والتضامن والاصرارعلى الدقاع عن حقوقهم . جابوا شوارعها هاتفين بحياة العائدين. وقد انتهت باجتماع عقدوه مصرين على العمل من اجل الافراج عن اربعة4 من رفاقهم الفلاحين مازالوا محبوسين على زمة قضيه اخرى ومصرين اكثر على خوض معركة الارض , وضد عودة الملاك السابقين وكل الاجهزه الداعمه لهم . ومهما كان الثمن..







16-4-2005