الزميل الفاضل "ثندر"
محبة و سلام ..
إليك هذا الرد المطول ... إقراه جيدا و تمعن فيه لعله يفيدك.

خلاصة طرحي ...
هو انه كما أن العبرية هي الهوية الثقافية لليهودية ... و أنا أتفق معكم و لا أرى مشاكل في قراءتكم لواقع معاش.
و لكني أقارن تلك الرؤية الأحادية خاصتكم برؤيتي للإسلام و العروبة ..
فالعروبة هي الهوية الثقافية للإسلام أيضا ..
و إرتباط الإسلام بالعروبة ربما يكون أقوى من إرتباط اليهودية بالعبرية ...
بالنسبة لتلك المسألة الخاصة باليهود أنا لا أعرف ما مشكلتكم ... اليهود بلا هوية قومية او عرق مميز و لا يميزهم شئ إلا اليهودية العبرية ...
جميل ... هذا واقع نفهمه و نراه, ما المشكلة.
و لكن أرجو ألا نتكلم عن إسرائيل كثيرا ... بعبعكم الدائم و الأبدي لانني لست مهتما به.
و ان تتخلصوا من عقدة إسرائيل التي ترونها منعكسة على كل ما هو شرير و سئ و ربما مختلف في عالمكم ...
رحماكم .. بعض التعقل قد ينفع

فأرجو ثانية أن تتجاوزوا موضوع الهوية اليهودية سريعا لنتكلم عن أنفسنا أكثر ... مواطنينا و بلداننا.

أرجع و أقول ان القومية العربية هي وهم ..
و لا يظن احدكم أنني اعيش في الماضي او انني افضل رجوع عجلة التاريخ للوراء ...
كنت رايت فيلما عن آلة الزمن و كان بطل الفيلم يريد الرجوع بالزمن لينقذ حبيبته من الموت فكان كلما أنقذها من ميتة ماتت بطريقة أخرى ...
و الحل ...
هو أن أقبل الواقع و اتكيف معه ...
اللخسارة هي جزء من نظامنا الحياتي و علينا تقبله و التكيف معه ...
و أفضل ما نفعله بالخسارة أن نستخدمها و نطوعها لنصنع نجاحات بديلة و مرضية ...
و ليس البكاء على اللبن المسكوب ..
لو كنت أبكي على لبن سكب من 1400 سنة لكنت معنيا أساسا بالتاريخ و انا مهتم أكثر بالسياسة ..
أي وسائل تغيير الواقع المعاش فعلا .. الآن و مستقبلا
هناك حزب يسمي "مصر الأم" له توجهات قومية و هو تحت الإنشاء ...
و أنا لست رومانسيا واهما احلم بتوحيد 22 دولة من المحيط إلي الخليج لا يجمع بينهم خير اللسان العربي بلهجاته المتعددة ...
بل أنا احلم بإجتذاب و لو فئة قليلة من الناس (بالإضافة للموجودين فعلا) تؤمن بمصر و باحقيتها في نفسها ..
حلمي أقوى من حلمكم و أسهل و اقرب في التطبيق ...
و التيار الذي انتمي إليه سيكون له الغلبة في النهاية .... و الزمان بيننا يحكم لنا.
و سنرى من منا سينتصر و من منا سيرفع رايته قبل الآخر ...

نهايته ...
نرجع للموضوع ...
1- القومية العربية عقيدة و هوية و أيدلوجية ... لن نرجع لموضوع المصطلحات فاطالبكم بالرجوع للقواميس بالنسبة للفظة (ideology) ... هو مذهب فكري و عقيدة فكرية مثلها مثل القومية المصرية ...
هذا واقع و تلك هي معاني المصطلح .. إبقوا إقروا قبل ما تكلموني.
2- ثاني خطا و أنت الذي تتحدث عن الاخطاء يا ثندر هو تشبيهك بالدولة القومية في اوربا بالدولة في العالم الجديد بالدولة العربية الخرافية المقترحة من جانبكم ...
دولة مثل ألمانيا هي دولة قومية قامت لتجمع القومية الجرمانية و ظهر لها ابناء عظماء يريدون جمع القومية الجرمانية تحت رايخ واحد ... منذ "أوتوفون بسمارك" و حتى هتلر ..
هتلر نظر لنفسه نظريات بخصوص سيادة الجنس الآري و ما إلي ذلك في كتابه كفاحي.
كل هذا يعرفك إرتباط الدولة القومية في ألمانيا بالعرق الجرماني ..
و ان النازية ما هي إلا تطرف قومي .. تطرف لانه إحتقر جيرانه و إعتدى عليهم و آذاهم فسمي متطرفا ...
و الأحزاب القومية المتطرفة الموجودة في أوربا حتى الآن تنادي أول ما تنادي بطرد الاجانب و حصار الملونين و لهذا هي منبوذة في أوربا و لو ان النجاح النسبي لحزب الأحرار النمساوي عما قريب قد أغضب الاوربيين كلهم.
الدولة القومية في إيطاليا تختلف قليلا و لكن ما اعرفه ان "الدوتشي موسوليني" كان يزعم أنه قادر على بعث الإمبراطورية الرومانية المقدسة ... هنا الدين جزء من القصة.
الآن هذة الدول و بعد الحرب العظمى الثانية دول مدنية حديثة و بعدت عن كل هذا التطرف ..
اما دول العالم الجديد فقد قامت منذ البداية على أساس براجماتي بحت و لم تقم على أساس قومية مع انها كانت محتقرة للملونين بحكم عصر إنتشارها و منشاها الأوربي ...
فدول مثل إستراليا و أمريكا بالذات لا يجمعهم قومية و لا يدعي احد ذلك بل لقد طوروا منذ زمان بعيد مفهوما للدولة الوطنية و الإنتماء الوطني قائم على الشخصية ...
فأنت تسمع كثيرا عن الشخصية الأمريكية و طبيعة الحياة الامريكية و لكنك أبدا لن تسمع عن القومية الأمريكية لان امريكا و العالم يعرفون و يتعاملون مع امريكا بلد المهاجرين و ليس الدولة القومية.
و لكن يبدو لي ان لديك نقصا في المعلومات يعوزك لتقوى على عقد مقارنات من هذا النوع.
هي ليست طولة لسان ... و لكني لا أحب من يغالط ثم يتهم الآخرين بالمغالطة.


3- التاريخ المشترك ...
وحدة المكان ...
المصالح المشتركة ...
.......................................... وقعت في شر أعمالك.
تلك أشياء ذكرتها تجمع بين من سميتهم بالعرب .. و هي أشياء تدفعني دفعا للضحك على مدى الضحالة الفكرية و اللوع و اللعب بالألفاظ من اجل خداع الذات و البسطاء او لترديد كلام لا نفهمه حقا.
التاريخ المشترك ... ما معنى التاريخ المشترك ؟
و كيف يكون مشتركا ؟ و ما معنى ان يكون التاريخ مشتركا ؟
في حملة فريز هجم اللإنجليز على الإسكندرية و دمياط و لم يتوغلوا لان الأهالي سرعان ما هزموهم ... بينما كان محمد علي يؤدب المماليك في الجنوب.
فهل عاش الجنوب المصري نفس الأحداث التي عاشها الشمال في نفس الوقت ام ماذا ؟
في الشمال الإنجليز و في الجنوب المماليك ........................ ؟!!!!
ما معنى التاريخ المشترك بالنسبة لقطر مصري و قطر آخر, فحدثني إذن عن التاريخ المشترك بين بلداننا منفصلة عاش كل منها تارخا و احداثا خاصا به ...
بل ان كل محافظة في داخل البلد الواحدة كانت تعيش تاريخا و عندنا في مصر كل محافظة لها عيد خاص بها يعود إلي حدث تاريخي خاص بها و هي محافظات مصرية كلها تعيش ظروف مصر إجمالا ...
و إنت تقولي تاريخ مشترك ..............

ما علينا ....
وحدة المكان ..
وحدة المكان ..
لا اعرف ايضا مكا معنى تلك الكلمات الهلامية التي لا تعني شيئا ...
فكرت كثيرا في معنى ذلك المصطلح فلو اتوصل إلي شئ في البداية ...
كيف يكون هناك وحدة المكان من المحيط إلي الخليج ..
هل مصر تقع في نفس المكان الواحد الذي تقع فيه المغرب مثلا .. ؟
هل من ضمن ما يربط عمان و ليبيا هو المكان الواحد ؟
و في النهاية فهمت انكم تعنون "إتصال الأماكن" ..
اي ان الاماكن متصلة .. فمصر متصلة بليبيا متصلة بالجزائر متصلة بالمغرب و هكذا ..
و برغم من اني قد فهمت ما تعنونه و تعجزون عن التعرف على اللفظ المناسب له (أي خدمة) إلا ان هذا لم يغير من الامر شيئا ..
لان دولة مثل إسرائيل متصلة في المكان و مع ذلك ليست جزءا من طرحكم ..
بل إنك حين ترى العالم كله ستجد ان كل الدول متصلة ببعضها البعض و مع ذلك لا يعتبر هذا سببا للإتحاد ..
حقيقة .. طرحكم فقير و ضحل و بلا معنى.
أما المصالح المشتركة فإنني لن ارد عليك ...
ساقول لك إقرأ ... و فقط.
إقرا عن حجم التجارة البينية بين الدول المتحدثة بالعربية و تكلم ... و بعد ان تقارنه بحجم التبادل التجاري بين أي دولة عربية و امريكا او اوربا و لن أقول إسرائيل ..
المصالح المشتركة ربما تكون متمثلة في منظمات المصالح نثل الأوبك أو مجلس التعاون الخليجي ...
ربما يسري كل كلامك على دول الخليج ..
دول الشام ...
دول المغرب العربي ..
و لكن صدقني كل دولنا معظم مصالحها متعارضة فامريكا هي التي تعطي المعونة المصرية و اوربا هي التي تمد فلسطين بالمساعدات و امريكا و اوربا هم الذين يساعدون لاجئي دارفور و يقيمون مناطق التجارة الحرة و يضغطون من اجل الديموقراطية و يتوصلون إلي إتفاقيات إقتصادية و ليس الدول الناطقة بالعربية ...
صدقني ...
طرحك كله هو مجموعة مغالطات و اخطاء تاريخية و إصطلاحية و فكرية و منطقية ...
طرحك مخرم ....... من الآخر يعني.

اعطني شيئا معقولا لنتكلم حوله بدلا من تلك الحزلقات اللفظية و الكلاشيهات المحفوظة و المغلوطة في تفس الوقت ...

و تحياتي لك.