{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
David Hirst in Damascus ....The shadow of another Iraq
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #4
David Hirst in Damascus ....The shadow of another Iraq
الولايات المتحدة والعرب والديمقراطية







ديفيد هيرست

خلال المؤتمر المناوئ للحرب الذي عقد في القاهرة الشهر الماضي شجب المندوب المصري كمال خليل بشدة “التعذيب والفقر والبطالة والفساد والطغيان” في مصر. وأضاف “ان تحرير القدس يبدأ من هنا، مع تحرير الشعب في القاهرة”. وقد عبّر ربط الاصلاح الداخلي بالعدو الخارجي عن المأزق الذي ينتظر حملة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش الرامية لتحقيق “الحرية والديمقراطية”. فالحقوق التي منحها الله تعالى للشعوب كافة، والتي يرى أنها شديدة الأهمية في الشرق الأوسط ايضاً وانها الدواء العام الذي سيؤدي من بين أشياء أخرى الى انهاء الارهاب الدولي وتحفيز العرب لإبرام سلامهم مع “اسرائيل”. إذاً، وفي عهد الدبلوماسية والمصالحة هذا الذي ترعاه أمريكا، ما الذي يمكن أن يكون قصده هذا الديمقراطي بعودته الى هذا الخطاب ذي النبرة القتالية التي تعود الى العام الماضي؟

يناقش العرب بحماس مدى مساهمة بوش في رياح التغيير التي تهب الآن عبر آخر منطقة في العالم توجد بها أنظمة طغيان، ويشعرون على نحو محير انهم يواجهون امريكتين احداهما جديدة مبشرة وهي أمريكا فترة رئاسة بوش الثانية، والأخرى قديمة وهي القوة العظمى غير النادمة على ما فعلت. وان فكرة أمريكا كداعية للديمقراطية ليست جديدة، ولكن الجديد هو النطاق والتوهج والتوقعات الكبيرة التي استثمرها بوش في الفكرة. ولكن، وفي الوقت ذاته، لم يسبق لأمريكا “الامبريالية” التي ترتبط بها أمريكا المبشرة على نحو لا فكاك منه، ان كانت هائجة ومكروهة الحد الذي نشهده اليوم. فالرئيس بوش لم يشرع في تنفيذ هذه المرحلة التي تنطوي على تدخل سافر وتتبع اساليب شبه استعمارية في علاقات أمريكا مع الشرق الأوسط، من أجل تطبيق الديمقراطية فيه فقط. لقد فعل ذلك لأسباب اخرى لها صلة اكبر بالتوجه التقليدي نحو الهيمنة الاستراتيجية والاقتصادية وب “اسرائيل” التي وصل نفوذها وتأثيرها في السياسة الامريكية، عبر مساعدي بوش من المحافظين الجدد، الى مستويات غير مسبوقة. وفي الواقع، ان الأساس المنطقي للديمقراطية العربية يأتي من “اسرائيل” ذاتها ممثلة في شخص اليهودي المتعصب ناتان شارانسكي الذي يقول بوش عن تفكيره انه “جزء من جيناتي الرئاسية”، وهو التفكير الذي يقول انه ما دامت الديمقراطيات سلمية بطبيعتها فإن دولا عربية ديمقراطية فقط هي التي ستقبل ب “اسرائيل” بين ظهرانيها.

وتغذي هذه الأمريكا المتناقضة التناقض بين معسكرين عريضين في العالم العربي هما المعسكر القديم الذي يضم الوطنيين والإسلاميين الذين حلوا محلهم في الفترات الاخيرة في التمتع بالقبول لدى الجماهير من ناحية، والمعسكر الجديد الذي يضم القوى الديمقراطية الناشئة التي تلوم الأنظمة الوطنية التي تولت الحكم في فترة ما بعد الاستقلال، ويرى انها تسببت بما مارسته من استبداد في جميع المشكلات التي تعاني منها المنطقة. وكما جرت العادة، يعطي الوطنيون والاسلاميون الأولوية للمشكلة الخارجية أي أمريكا الامبريالية و”اسرائيل” في حين يعطي الديمقراطيون الأولوية للمشكلة الداخلية والى الطرق التي يمكن من خلالها استغلال امريكا “المبشرة” لأغراضهم الاصلاحية.

كلما ألهبت أمريكا الأكثر امبريالية مشاعر الوطنيين خدم ذلك مصالح الأنظمة التي يبدو عليها أنها تقف في وجه أمريكا، وصعبت مهمة الديمقراطيين في العمل ضد تلك الأنظمة. ويستطيع الجميع ان يروا بعد الذي حدث للعراق ان سوريا أصبحت الآن هدفاً جديداً رئيسياً لأمريكا الامبريالية. وربما تكون سوريا الهدف المغري أكثر من غيره لأنها وكما يقول البعض في واشنطن “الثمرة الجاهزة للقطف” ويمكن، خلافاً للعراق، جنيها بسهولة بوسائل سياسية وليست عسكرية. وأتاحت “انتفاضة لبنان الديمقراطية” فرصة عظيمة جديدة لإضعاف النظام البعثي السوري وإسقاطه.

وكإجراء طبيعي، يرفع البعثيون راية الوطنية دفاعاً عن أنفسهم. ولكن، وكلما أصبح الدافع للتغيير الديمقراطي محلياً وجديراً بالتصديق وليس موحى به من الأمريكيين، تسارع تداعي الوطنية كذريعة للمحافظة على النظام الاستبدادي القائم. ويقول الديمقراطيون ان الوطنية مقابل الديمقراطية تضاد زائف اذا كان المعنى هو ان تطلع المرء الى ان يكون ديمقراطياً، وسعيه للاستفادة من شيء تريده الولايات المتحدة ظاهرياً على الاقل، لا يعني ان يكون غير وطني. وعلى العكس، كما يقول شبلي ملاط، وهو مستشار قانوني للمعارضة اللبنانية “ان الديمقراطية تخدم المصلحة الوطنية دائماً على نحو أكثر كفاءة وفعالية من الاستبداد في اي وقت من الأوقات. ويمكن للمرء ان يتخيل فقط السلطة السياسية التي ستتمكن مصر ولبنان وسوريا من خلالها من معارضة سياسات الاحتلال “الاسرائيلية” متى وجدت فيها حكومات ديمقراطية”.

وبالتالي، وحتى في حال كانت أول انتخابات عامة عراقية خلال خمسين عاماً من صنع أمريكا المبشرة، إلا أن النقطة الأساسية هي ان هذه الانتخابات، ومهما كانت معيبة، إلا أن أغلبية العراقيين أقبلوا عليها بحماس في تأكيد جماعي للكبرياء والهدف الوطنيين. وصحيح ان الولايات المتحدة ما بادرت بدعم لبنان إلا لأسباب استراتيجية خاصة بها. ولكن ذلك لا يقلل من صدقية الحركة التي تمكنت ان تحشد في تظاهرة واحدة ربع سكان البلاد في ميدان الشهداء ببيروت، ولا يخفى السبب الأساسي لتهديد لبنان للنظام البعثي ونقصد به تأثير الدومينو لقوة الشعب داخل سوريا. وهل يعجز أي سوري عن إدراك ان ما هب اللبنانيون ضده هو امتداد ما يتحملونه داخل سوريا الى لبنان؟ وتحديداً، هو قمع نظام كان يوماً ما ثورياً وفقد شرعيته كما حدث “لجمهوريات الشعب” على الطريقة السوفييتية الذي أقيم النظام على غرارها، وأصبحت وطنيته لا تعدو كونها اداة خطابية لقمع الديمقراطية.

وبالنسبة لدعاة التجديد العلمانيين والمثقفين الرافضين والناشطين في مجال حقوق الإنسان فهم يقفون في المقدمة في المطالبة بإنهاء “دولة الاستخبارات” المدعومة من سوريا في لبنان، ويرفضون احتكار البعثيين للسلطة في سوريا. ولكن الاسلاميين في كل مكان سيكونون أول من يستفيد من نجاحهم. وسيحتفظ حزب الله دون شك بمكانة ما في النظام الطائفي اللبناني. وقد انضم الاخوان المسلمون في مصر الآن الى التظاهرات المؤيدة للديمقراطية باعتبارهم القوة المعارضة الأكثر شعبية والافضل تنظيماً في البلاد. واما نظراؤهم في سوريا الذين يعانون من قمع شديد، فقد أحسوا بدنو الفرصة وأبلغوا البعثيين في الاسبوع الماضي رسالة مفادها: بوجود أمريكا على الباب عليكم إما أن تدعو الى مؤتمر وطني تشترك فيه جميع الأحزاب السياسية يقيم جمهورية ديمقراطية وإما أن تواجهوا دماركم وربما لا سمح الله دمار سوريا ايضاً.

وان جزيرة عربية ديمقراطية من هذا القبيل ستشكل سريعاً تحدياً للجزيرة العربية الحالية، التي ساندتها امريكا في وقت من الأوقات، بشعارات مثل “تحرير القدس عن طريق تحرير القاهرة”. وسيدرك الأمريكيون و”الإسرائيليون” قريباً ما قاله معلق “إسرائيلي” مخالف لشارانسكي حين اعترف بأن “عداء العرب” ل “إسرائيل” لم تكن له أي علاقة بافتقارهم للديمقراطية بل بحقيقة أن “إسرائيل”، في تعاملها مع الفلسطينيين، أبعد ما تكون عن الديمقراطية.
* نقلا عن جريدة "الخليج" الاماراتية
04-22-2005, 03:30 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
David Hirst in Damascus ....The shadow of another Iraq - بواسطة بسام الخوري - 04-22-2005, 03:30 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  Will Syria become more democratic?...By David Ignatius بسام الخوري 0 2,596 02-27-2011, 10:16 AM
آخر رد: بسام الخوري
  خصخصة العراق Privatization of the Occupation of Iraq‎ الصفي 2 1,668 07-10-2007, 01:03 PM
آخر رد: طنطاوي
  The Enigma of Damascus ...bashar assad with nytimes بسام الخوري 1 1,138 07-11-2005, 05:27 PM
آخر رد: بسام الخوري
  Shoot first, pay later culture pervades Iraq بسام الخوري 1 980 03-19-2005, 09:08 PM
آخر رد: بسام الخوري

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS