في الأرثوذكسية هنالك ثلاث مراتب أساسية، الشماس، الكاهن، الأسقف، كل الرتب الأخرى فوق الأسقف هي بمثابة رتبة الأسقف من ناحية الصلاحيات الكنسية لكن الاختلاف بينها إداري، مثلا هنالك رئيس الأساقفة و المتروبوليت ( المطران ) الذي هو أسقف المدينة و هنالك البطريرك و هو بمثابة أمين عام مجمع المطارنة في الكنيسة ( و ليس رئيس مجمع المطارنة )
الشماس كنسيا هو خادم الأسقف و هو الذي يقوم بأمور الخدمة في الكنيسة التي لا يليق أن ينصرف إليها الكاهن و الأسقف و أن يترك خدمته و لا بد لكل كاهن و أسقف أن يمر أولا برتبة الشماس.
قديماً لم توجد رتبة الكاهن بل كان هنالك فقط رتبة شماس و أسقف.
الكاهن هو الأب الروحي لرعيته، أبوته ليس منطلقة منه بل يستمد أبوته من الله، بتعبير آخر أبوته هي أبوة الله نفسها، كما يقول السيد المسيح "لا تدعو لكم أبا على الأرض لأن أباكم واحد في السماء" كذلك لا بد أن يمر الأسقف برتبة الكاهن فترة معتبرة من الزمن قبل أن يصبح أسقفاً. يجوز للشماس و الكاهن أن يكونوا متزوجين إنما لا يسمح لهم بالزواج بعد رسامتهم شمامسة، و لا يسمح بأن يكون الأسقف متزوجاً باعتبار أنه يجب أن يكون على درجة البتولية و التكريس الكامل للرب في كل نواحي حياته. طبعاً لا يعني هذا احتقاراً للزواج بأي حال من الأحوال.
الأسقف هو الرتبة الأساسية في الكنسية و هو الحاكم الروحي إن صح التعبير و يقول القديس اغناطيوس الإنطاكي ( القرن الأول ) "حيث يكون الأسقف هناك تكون الكنيسة" الكاهن لا يقوم بأي عمل من أعمال الخدم الكنسية ( العمادة، القداس ... الخ ) إلا بإذن من الأسقف. كذلك أن سلطة الأسقف هي سلطة الله نفسها، بتعبير أكثر دقة يجب أن يكون على الأسقف على درجة معينة من القداسة حتى أنه لا يأمر إلا بما يعرف أن الله يأمر به. "لا تدعوا لكم سيداً على الأرض لأن سيدكم واحد و هو في السماء" يقول السيد المسيح له المجد.
ليس في العقائد الأرثوذكسية فرق كبير بين الإكليروس و عوام المؤمنين، فالكل يشارك في البشارة و التعليم. كلمة إكليروس تعني ( خاصة الله ) و في الأرثوذكسية جميع المؤمنين هم خاصة الله ( إكليروس ) وجميع المؤمنين أيضاً كهنة ( الكاهن تعبير مأخوذ من العهد القديم ) إذ يقول القديس بطرس عن المؤمنين "تكونون جماعة كهنوتية مقدسة" ( رسالة بطرس الأولى ص 2 : آية 5 ) و ليس الكهنة أكثر قداسة وقرباً من الله من جميع المؤمنين، إلا أنه طبعاً يجب التحقق من فضيلتهم قبل القبول بهم، و كل من قام بفعل شنيع كالزنى و القتل و السرقة لا يصير كاهنا و إن تاب عن خطيئته. كذلك تتم مراقبة الشمامسة و الكهنة و الأساقفة و حتى البطريرك حيث هنالك قوانين تفرض عليهم عقوبات منها الفصل في حال قام أحدهم بفعل شائن. ليس في الأرثوذكسية عصمة من أي نوع كان لأي شخص، العصمة هي فقط للمجمع المقدس ( مجمع المطارنة ) و الأمور العقائدية الهامة يقوم بها المجمع المسكوني و هو مجمع يجتمع فيه كل المطارنة و الأساقفة الأرثوذكس في العالم. و في التاريخ حصل هذا سبع أو ثماني مرات.
بالنسبة للمرأة، المرأة تشارك في جميع مناحي الكنيسة من تعليم و ترتيل و رهبنة و خلاف ذلك، في بدء المسيحية كان هنالك شماسات و كان لهم دور هام باعتبار أنه كان من غير اللائق وجود أسقف مع امرأة على انفراد حسب عادات المجتمع الشرقي القديمة، و في الكنيسة القبطية على ما أعرف توجد شماسات إلى الآن. لكن لا تقوم المرأة بمهام الكاهن أو الأسقف و ليس ذلك بسبب نقص في المرأة بل لأن دور الكاهن و الأسقف لا يناسبها حسب الطبيعة، مثلا الكاهن في الكنيسة لا يعلم فحسب بل يعظ و ينتهر و يوبخ و يمدح و يشجع و هذا لا يليق أن تقوم به المرأة لا سيما على الرجال، بينما في الأديرة النسائية يكون لرئيسة الدير دور قيادي كبير على راهبات الدير.
في الكنيسة هنالك تقديس لكل نواحي الطبيعة البشرية لأن الرب أخذ طبيعتنا بتمامها، و يمكن اعتبار الكهنة و الأساقفة تقديس لحالة الأبوة و الرئاسة الموجودة في المجتمع الإنساني.