-بدأت بوادر اشتعال المعارضة الجماهيرية للنظام البعثي بداية عقد السبعينات.
-الا ان هذه المعارضة أشتعلت وبان نبراس توهجها عاليا في المجتمع السياسي والاجتماعي السوري في العام 1976.
-ويعود اشتعال هذه المعارضة التي تضم أغلب الأطياف السياسية والشعبية السورية الى عاملين:
1-الأول:عامل خارجي يتمثل في معارضة النخب والشعب السوري تدخل النظم في لبنان بتلك الطريقة التي تدخل بها،ذلك أنه دعم ميليشيات اليمين الماروني ضد اليسار الفلسطيني واللبناني،هذا الدعم الذي جر تمردا بين الضباط السوريين الذين يخدمون في لبنان،خصوصا بعد مجزرة تل الزعتر الشهيرة.
2-العامل الثاني:هو عامل داخلي ،يتمثل في :
أ-انتشار الفقر والبطالة والفساد الحكومي والتضخم (وفي هذا حديث كثير،اذ كان اقتصاد سوريا في الستينات اقتصاد منتعش).
ب-ازمة السكن جراء قدوم المواطنين اللبنانيين الهاربين من الحرب.
ج-الشعور بالغبن الطائفي جراء تفضيل طائفة على طائفة في المناصب العامة والجيش.
[COLOR=Red](للتفاصيل حول هذه العوامل والمزيد من التفصيل انظر ارشيف العالم العربي s89-1page 3-25 ،انظر أيضا للمزيد من التحليل والتفصيل جريدة اللومند :عدد 11-12حزيران1978،أيضا عدد 27كانون ثاني1978).

-انطلاقا من هذه الأحداث توجهت المعارضة السورية بكافة أطيافها الى التصعيد مع النظام البعثي،وقد كانت توجهات المعارضة كالتالي:

(1) المعارضة الديمقراطية العلمانية:
هذه المعارضة رفضت التدخل في لبنان بهذا الشكل،مستغلة الفرصة للمطالبة بحريات أوسع،واحترام أكبر للقانون،ومازادها سعيرا موت المحامين طارق حيدري وعادل كيالي في السجن اثر مشاركتهما في اجتماع للمحامين العرب في تونس،وقد تحدثوا عن الانتهاكات التي تقع على حقوق الانسان في سورية.
(2) التيار الفكري السوري:
أسهم المفكرون والمثقفون والفنانون والسينمائيون والكتاب السوريين في حركة المعارضة،اذ قدموا مذكرة احتجاج بصدد الحرب في لبنان والمذبحة التي تعرض لها الفلسطينيون في تل الزعتر،مصرين على الديمقراطية واحترام حقوق الأنسان.
-وقد حاول النظام الانتصار على المعارضة من خلال سحب البساط من تحت اقدام المعارضة،وذلك من خلال تبنيه الحديث عن احكم القانون والمواطنة،وقد بدا ليبراليا جدا،مالثت الأيام الا أن كشفت هذه الكذبة.
(راجع خطاب حافظ الأسد الذي ألقاه في يوم الثورة في 8-مارس-1978)

-فقامت المعارضة بذكاء شديد بتلقف القدرات الخطابية للرئيس وتعهداته العلنية في خطابه،فاتجهت الى انتخابات النقابات واتحادات العمال،ففاز المئات من مرشحيها،واندحر المرشحون الرسميون البعثيون لأول مرة منذ الستينات.
(راجع اليزابيث لونكس:الدولة النقابية في سوريا -خطب وممارسات-،:طبعة فبراير 88:ص 101-110)