_____________________________________________
عجيب أمرك أيها الراعي، بل عجب عجاب!
أنت تصر أن تحاكم الإسلام، وتتخذ من أقوال عوامه حكما عليه!

قصة البراق وما يتعلق بها، هي قصة ممكنة جدا بقياس أن الله على كل شيء قدير، وأنه قد خلق ما يرى وما لا يرى.

وإلا فأين هي المركبة النارية التي قد حملت إيليا كما تزعمون؟

إما أنك تريد أن تناقش، فمصادر الإسلام معروفة، وإما أنك تريد بذل جهدك لإثبات خطأ الإسلام ولو بتكلف، فحسبنا الله ونعم الوكيل!

________________________________

أنا لا أحاكم الإسلام ولا غيره فقط أنتم تقولون في خطب المساجد والجوامع ما تمتلئ به كتبكم ، وهي ليست قليلة بل هي ملايين الكتب !!!!!!!
وعندما نناقشكم فيما جاء بها من خرافات وأساطير تنفونها وتقولون أنها كلام بشر ومحرفة !!!!!!!!!!!

وهنا تقول لي " أقوال عوامه حكما عليه! " فهل ما كتب في هذه الكتب كتبه عوام المسلمين أم خلاصة علماءهم ؟؟؟؟؟؟

وهل ما يقال في خطب المساجد والجوامع هو كلام العوام أم كلام خريجي كليات الشريعة وأصول الدين ؟؟؟
فهل صار هؤلاء بالنسبة لك مجرد عوام المسلمين !!!!!

الحقيقة ليس لي تعليق على ذلك فكلامك واضح لا يحتاج إلى تعليق !!!!!!!!!!!!!!!!!

يا زميلي أننا لا نحاكم أحد فأنتم الذي لا هم لكم ليل ونهار ومنذ أربعة عشر قرناً إلا الهجوم على كتابنا المقدس والسخرية من عقائدنا !!! وفي مقالاتك ومقلات زملائك في هذا النادي وغيره لخير دليل على ذلك !!!!
فلماذا تغضب ؟؟؟!!!


أما عن صعود إيليا النبي إلى السماء يقول الكتاب :
" وكان عند إصعاد الرب ايليا في العاصفة إلى السماء أن إيليا واليشع ذهبا من الجلجال " (2ملوك2 :1) .
" وفيما هما يسيران ويتكلمان إذا مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينهما فصعد ايليا في العاصفة إلى السماء " (2ملوك 2 :11) .

وهنا نرى أن إيليا النبي صعد في العاصفة ، وكانت العاصفة والسحاب في العهد القديم من الوسائل التي أستخدمها الله في بعض الظهورات سواء الإلهية أو الملائكية ، أما الدخول في السماء بعالمها الروحي فكان يحدث بالاختفاء والدخول في العالم الروحي ، وكانت تلك الظواهر مثل السحاب الذي أخفي المسيح عن التلاميذ أو العاصفة التي صعد إيليا عن طريقها وسائل ظاهرية .


أما البراق ، فتقول عنه أنه أشهب ما بين الحمار والبغل ، إذا فهو حيوان ، وتقول قصة الإسراء والمعراج أنه عرج بمحمد من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، علماً بأن المسجد الأقصى لم يكن قد بني بعد !!!!!!

أما عن قولك " قصة البراق وما يتعلق بها، هي قصة ممكنة جدا بقياس أن الله على كل شيء قدير، وأنه قد خلق ما يرى وما لا يرى " .

وأنا واثق قبلك أن الله على كل شيء قدير ، ولكن الله القادر على خرق ناموس الطبيعة بقدرته غير المحدودة ، عندما يعلمنا بعض الأمور عن عالمه الروحي يعلمنا بأقرب صورة ممكنة لهذا العالم يمكن أن تقترب من فكرنا وعالمنا الملموس !!

ومن هنا يقول لنا عن أخنوخ أنه لم يوجد لأن الله أخذه ، وعن إيليا أنه صعد في العاصفة ، وعن المسيح أنه أرتفع لأعلى ثم حجبته سحابة عن التلاميذ .
وعندما ظهر كل من موسى وإيليا مع المسيح على جبل التجلي ، ظهرا فجأة واختفيا فجأة لأنهما جاءا من عالم روحي غير مرئي .
وعندما أختطف القديس بولس إلى السماء وجد نفسه داخل العالم الروحي ، بكيفية هو نفسه لم يعرف كيف حدثت .
هذا هو ما يعلمنا إياه الكتاب المقدس عن الحقائق الروحية .

أما قصة البراق فهي تتفق مع الفكر البشري الأسطوري الذي كان في القديم ، هذا الفكر الذي تصور الطيران عن طريق بساط الريح أو ما جاء في أساطير اليونان وغيرهم وألف ليلة وليلة عن طيور تحمل البشر وتطير بهم وتنقلهم من مكان لآخر .


أما مصادر الإسلام فاتفق معك أنها معروفة ، فهي موجودة في شعر شعراء العرب وأساطير المسيحية واليهودية والصابئة والزردشتية وتراث العرب مثل قصة لقمان وغيره .
وحوارات نبي المسلمين مع الذين اعترضوا على دعوته مثل أبي لهب " تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ 000 سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ " (المسد: 1و3) وإجاباته على الأسئلة التي وجهت إليه سواء من اليهود أو العرب أو المسلمين " يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ " (البقرة:219) " فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لاعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " (البقرة:220) " وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ " (البقرة:222) " وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً " (الاسراء:85) " وَيَسْأَلونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً " (الكهف:83) " وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً " (طـه:105) وقصص السابقين التي اتخذت كعبرة ومثل :
" نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ " (يوسف:3)
000 الخ


يا عزيزي لست محتاج للتكلف لأنه ليس هناك ما يدعوني لذلك !!
فالمسألة هي مسألة بحث عن حقيقة يقتنع بها الإنسان لأنها تخص مصيره الأبدي !!

تحياتي

الراعي / عمانوئيل