أعتذر كثيراً إذا كانت مداخلتي "المقتضبة جداً" قد أعطت انطباعاً بأنني أرفض العهد القديم.
أحتفظ بالعهد القديم جنباً إلى جنب مع العهد الجديد ولا أتنازل عنه وأدافع عن كل اتهام مجحف له.
لكنني، مثل سيدي المسيح يسوع له المجد، أميز فيه بين ما من الله وما هو من البشر، وأعتقد مع بولس الرسول أنه كله (الذي من الله والذي من البشر) نافع للوعظ والتعليم والإرشاد وغيره.
ماذا أقصد؟!
أقصد أن العهد القديم يحوي رسالة الله، ويحوي الكيفية التي انتخبها الأنبياء على مدار الأجيال لنقل كلمة الله، ويحوي تفاعلات البشر مع هذه الكلمة بين قبول ورفض، فهم وسوء فهم، وخلافه. هذه التفاعلات كلها تم تدوينها بلغة وأسلوب وشخصية وثقافة ونفسية كل كاتب على مر الزمان. فيه الصلوات الرائعة والتجارب الروحية والخبرات الكثيرة إزاء كلة الله وثقة الإنسان في هذه الكلمة. نجد أمامنا خبرة آلاف البشر مع كلمة الله، بشر وضعوا ثقتهم في هذه الكلمة وماذا كان مصيرهم، وغيرهم ترددوا في وضع ثقتهم بالكلمة وماذا كان مصيرهم. وكما قال عزيزي "ساري" هناك روايات في رموز وروايات شعرية وروايات حكمية وروايات تاريخية (ليست تاريخية تماما).
الكتاب المقدس تفاعل حي متواصل بين كلمة الله والنبي والشعب والمدوِّن.
لكننا جميعا نميز بكل وضوح أن السيد المسيح نفسه هو المبادر إلى الرفض البات لبعض "تشريعات العهد القديم".
وهذا هو مقصدي بأن تشريعات العهد القديم غير سارية المفعول لأنها ليست كلها من الله.
"لقساوة قلوبكم أعطاكم موسى هذه الوصية، لكن في البدء لم يكن الأمر كذلك"...
الإنسان هو سيد السبت.
"ليس ما يدخل الإنسان هو الذي ينجسه، بل الذي يخرج من الإنسان، ذاك ينجسه".