بحسب ما أفهم فإن الأنسان لا يمكن بحال ان يتخيل شيئا لم يره من قبل ، وهو بالتأكيد لا يستطيع الحديث عن قضية ما دون أن تحده حدود معرفته وثقافته ..

لذا فمن الطبيعي جدا ، إذا ترك الأمر للهوى والخيال ، أن يبني كل امريء تصوارته وافكاره (عن الإله وحتى غيره من الأمور) اعتمادا على ثقافاته ورغباته واحتياجاته .. وكذلك من المنطقي جدا ان يعبر عن ما هو (خارج حدود امكاناته) بتعبيرات مستقاه من حدوده ومعرفته

وعدم الاعتراف بوجود اله هو نوع آخر من تلبية حاجات ومطالب ، الانسان المغرق في المادية يرفض الاعتراف بوجود غيبيات أو أديان أو ما شابه .. لانها تتصادم مع (ما يرغب ان يكون الأمر عليه) ..

الهوى قاتل بحق .. والتجرد أحيانا يبدو صعب المنال ..

وإذا كنا هناك من اتبع هواه في تصوره عن الاله ( سواء في ايمانه به او في نكرانه لوجوده) فإن هذا لا يدعونا الا لمزيد من التجرد .. واحترام الحقائق وحدها .. بحيث لا تنبني قناعاتناعلى أخطاء الآخرين! .. ولا يكون (خطأ الآخرين) مانعا لنا من ادراك الحقيقة ..

والحقيقة فإنني كمسلم أجد في الاسلام ما يخالف كثيرا من التصورات التي ذكرت هاهنا .. فالقرآن يحدد بوضوح أن الله (ليس كمثله شيء).. وأنه ليس بشريا بحال .. بل هو فوق هذا كله .. بل إن القرآن يتوجه بانتقادات عديدة للبشرية (إن الانسان خلق هلوعا ، وخلق الانسان عجولا) .. وأعلم أيضا أنني لست وحدي في هذا الكون .. وأن من المخلوقات ما يسبح لله ويعبده بشكل دائم غير منقطع .. بل وادرك من تعاليم الاسلام وحقائق الكون أنني في الحقيقة لا أساوي شيئا يذكر في هذا الملكوت الضخم .. وهذا بالتأكيد يقضي على نوازع النرجسية التي يتصور البعض انها من دوافع (اختلاق الاله) .. فالاسلام يدعو الانسان للخضوع للخالق .. والالتزام بحمل اعباء كثيرة قد لا تتوافق وهواه ..

على كل حال .. إذا كان البعض قد اقترح (وجود الاله) حلا لمعضلة الوجود وسر الحياة .. فما هي الحلول الأخرى المقترحة؟ .. وما نسبة مقاربتها للحقيقة؟ أم ستكون هي الأخرى اختلاقا؟