أشارككم بهذا الاقتباس و كل عام و أنتم بخير:
نماذج من كوارث المشايخ
الإساءة إلي الرسول في ذكري مولده

والعقليات الخاوية لا تعترف بأن معجزة الرسول هي القرآن، ولم يكن في حاجة إلي الخوارق الحسية، لأن الخوارق الحسية التي كانت في عهود الأنبياء، قبله ابتداء من نوح وانتهاء بعيسي، كانت محدودة الزمان والمكان والشهود، وانتهت بانتهائها، ومثلها لا يعني شيئا بالنسبة لرسالة محمد، باعتبارها كافة إلي البشرية وخاتمة الرسالات السماوية.
نماذج من كوارث المشايخ
الإساءة إلي الرسول في ذكري مولده
* شيخ يقول: إن الرسول كانت لديه قوة 40 رجلا في الجماع.. وإنه كان يمر علي نسائه التسع في فترة وجيزة
* وشيخ ثان يزعم أن الرسول كان يحفظ القرآن قبل الوحي!
* وشيخ رابع يهذي بقوله إن الرسول كان يؤم 124 ألف نبي في ليلة الإسراء
* من يقرآ الكتب التي دونت المعجزات الحسية للرسول سيظن أنه لم يكن متفرغا إلا لها متجاهلا أمور دينه
* برنارد شو ومايكل قدما نموذجا راقيا في فهم عظمة شخصية الرسول
محمد عبدالله السمان
لو كنت أملك من السلطة ما يخولني إصدار الأوامر النافذة، لأصدرت أمرا حاسما بمنع الاحتفال بالمولد النبوي علي هذه الطريقة التي تسيء إليه ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ بل وحجرت علي الألسنة والأقلام التي توهمت أنها تحسن إلي شخصية الرسول، بينما هي تسيء إليها أكبر إساءة، ولست أدري: كيف يسمح أولئك المسئولون بالإعلام ـ وبخاصة الإذاعة المرئية والمسموعة ـ الأكثر ذيوعا وانتشارا ـ لشيخ ولو كان أستاذا بجامعة الأزهر ـ أن يقول: إن الرسول كان إذا سار لا يبدو له ظل حتي لا تطأ ظله قدم إنسان، وإذا سار مع أناس يبدو أبعدهم طولا، وآخر يزعم أن الرسول بشرت الملائكة أمه به، وعلي مسار أشهر الحمل، كانت الملائكة تتوافد عليها تبشرها، وفي يوم مولده، كان الملائكة في حراستها، ومنعوا جده عبدالمطلب من الدخول عليها لكي يطمئن علي حفيده.
قالوا: إنه ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ ولد مختونا وعندما هبط من رحم أمه خر ساجدا ثم رفع رأسه إلي السماء يتشهد، وأن إحدي المنحرفات من النساء كانت تلمح نورا يخرج من ظهر أبيه عبدالله قبل زواجه، وسألت بعض الكهان، فقالوا لها: إنه سيخرج من ظهره نبي آخر الزمان، ومن هنا بدأت تخطط لكي تقتترن بأبيه لتفوز بمولده، وخاب سعيها، فتزوج بآمنة، وقد ظلت تحقد علي آمنة حتي رحلت. ومثل هذه الأقاويل المثيرة للسخرية، تناقض كتاب الله الذي أكد بشرية الرسل ولم يستثن محمدا، وأمره أن يقول: «... إنما أنا بشر مثلكم يوحي إلي أنما إلهكم إله واحد» إذن فالخصوصية الوحيدة التي أكرمه الله بها هي «الوحي» وهذه الخصوصية لم تخرجه عن كونه بشرا!
هذيان الحكايات
وكم تحس بالمراراة، إذ يقول البعض:
إن الله ـ عز وجل ـ قبل توبة آدم، حين توسل إليه بمحمد، سأله ربه: وكيف عرفت محمدا؟ فأجاب: حين رفعت رأسي من السجود، رأيت مكتوبا علي العرش: «لا إله إلا الله محمد رسول الله» فأدركت أنك أقرنت باسمك ـ سبحانك أحب الأسماء إليك» ولنا أن نصدق هذا الهذيان ـ وحاشانا ـ وأن نتجاهل، بل ونطرح جانبا قوله تعالي: «فتلقي آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم» وقوله تعالي: «وعصي آدم ربه فقوي. ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدي».
وأعتقد أن كل مسلم لابد أن تتوتر أعصابه إذا قرأ أو سمع من يقول: «إن الرسول ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ كان يحفظ القرآن قبل أن ينزل الوحي عليه: أليست هذه مصيبة، هل أصبحت مثل هذه العقول الخاوية، لا تبالي كتاب الله، إنهم يستشهدون بقوله تعالي في سورة طه 114: «ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضي إليك وحيه» وكأنها لم تقرأ قوله تعالي في سورة يوسف: «نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين» وفيها: «ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك» وفي سورة العنكبوت: «وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون» «48». .
يقول الطبري في تفسير قوله تعالي: «ولا تعجل بالقرآن».
«ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضي إليك وحيه» بمعني: حتي يتبين لك معانيه.. كان النبي يبادر جبريل فيقرآ قبل أن يفرغ جبريل من الوحي حرصا منه علي ما كان ينزل عليه منه، فنهاه الله عن ذلك، ومثله قوله تعالي: «لا تحرك به لسانك لتعجل به».
عقليات خاوية
وأذكر أنني منذ عامين أو أكثر شاهدت في التلفاز شيخا شابا وأستاذا بجامعة الأزهر يتلو علي مسامعنا نص الخطبة التي ألقاها الرسول ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ ليلة الإسراء بالمسجد الأقصي علي الأنبياء الذين أدوا الصلاة خلفه، ولست أدري من أين هذا للشيخ؟ ومنذ أيام سمعت شيخا يجيب عن سؤال وجهه إليه مستمع عن طريق الإذاعة: كم عدد الأنبياء الذين صلوا بالمسجد الأقصي خلف الرسول، وذكر الشيخ بعض الآراء ورجح الذي ذكر أن عددهم كان مائة وأربعة وعشرين ألفا.
والعقليات الخاوية لا تعترف بأن معجزة الرسول هي القرآن، ولم يكن في حاجة إلي الخوارق الحسية، لأن الخوارق الحسية التي كانت في عهود الأنبياء، قبله ابتداء من نوح وانتهاء بعيسي، كانت محدودة الزمان والمكان والشهود، وانتهت بانتهائها، ومثلها لا يعني شيئا بالنسبة لرسالة محمد، باعتبارها كافة إلي البشرية وخاتمة الرسالات السماوية. وباقية إلي أن تقوم الساعة مع كتابها الخالد الذي يظل متحديا في كل زمان ومكان، ومعجزته هي التحدي للعقل البشري أن يأتي بمثله أو حتي بعشر سور من مثله، فعجز، وقد حسمت آيتا سورة العنكبوت الأمر: «50،51».
«وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين. أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلي عليهم إن في ذلك لرحمة وذكري لقوم يؤمنون». إن من يقرآ كتاب «البيهقي» دلائل النبوة «وما حواه من معجزات منسوبة إلي الرسول لا تعد ولا تحصي، يخيل إليه أنه ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ كان شغله الشاغل هو الخوارق، ولم يكن لديه متسع من الوقت لرسالته التي هي رحمة للعالمين.
دروس غربية
وعلينا أن نلغي عقولنا، ونسمع لما يقوله القاضي عياض في كتابه «الشفاء» إن الرسول أوتي قوة أربعين رجلا في الجماع، وإنه كان يمر علي نسائه التسع جميعهن في فترة وجيزة «ونحن رؤوسنا للمستشرقين الحاقدين أن يصفوه ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ ودليلهم زواجه من تسع، ونسمع لشيخ يقول إن الرسول كان يري أمامه وخلفه وشماله ويمينه، وفوقه وتحته: ولا نسمع لما قاله الكاتب الأمريكي مايكل هارت في مؤلفه: «الخالدون مائة.. أعظمهم محمد رسول الله» الذي نقله إلي العربية الكاتب الكبير الأستاذ أنيس منصور حيث يري الكاتب: أن محمدا ـ عليه السلام ـ علي المستوي الديني كان أثره قويا في تاريخ البشرية.. كان قوة جبارة.. ويمكن أن يقال ـ أيضا: إنه أعظم زعيم سياسي عرفه التاريخ، وكان رجل دين ودنيا علي عكس المسيح ـ عليه السلام ـ وهذا هو الذي جعلني أومن بأن محمدا ـ عليه السلام هو أعظم الشخصيات أثرا في تاريخ الإنسانية كلها» أو ما قاله الفيلسوف برنارد شو: وأني لأعتقد بأنه لو تولي مثل محمد حكم العالم الحديث، لنجح في حل مشكلاته بطريقة تجلب إلي العالم السلام والسعادة والطمأنينة التي هو في أشد الحاجة إليها» ومعذرة يا رسول الله في ذكري مولدك!