الزميل New Man
الزميل zaidgalal

تحية لكما وسلام

أعجبني جداً هذا الموضوع والمداخلات ذات الدراسة المرتفعة جداً
ويشرفني أن أشترك معكما فيها ، فيما بعد .
ولكن أعتب على الزميل زيد في مداخلته الأخيره ، فهي خارج الموضوع تماماً ولا تتفق مع أسلوبه في المداخلات الأولى .

وأقول له أن كان المسيح يتكلم عن " الكتب " فهو يقصد أسفار العهد القديم التي كانت مع اليهود وهي بلغتها العبرية ، وكانت معروفة ومحسومة بالنسبة لهم بدون زيادة أو نقصان وكان من المستحيل عليهم أن يضيفوا إليها أو يحزفوا منها حرف واحد . وقد قال عنها الكاهن والكاتب اليهودي المعاصر لتلاميذ المسيح يوسيفوس والذي كانت معه النسخة القياسية التي كان يحتفظ بها اليهود في الهيكل وينسخون من نصها بقية النسخ التي كانت تستخدم في المجامع ومع الكهنة والكتية وبقية رجال الدين والشعب ، وقد أحتفظ بهذه النسخة عند دمار الهيكل وبعد سماح من القائد الروماني تيطس ، لأنه ، يوسيفوس ، كان من عقلاء اليهود الذين كان يرون استحالة محاربة الإمبراطورية الرومانية .
ويقول في كتابه ضد ابيون (8:1) :
" لدينا فقط اثنان وعشرون كتابا تحتوى على سجلات كل الأزمنة الماضية ، والتي نؤمن حقا إنها إلهية . خمسة منها لموسى تحتوى على نواميسه وتقاليد أصل الجنس البشرى حتى وفاته (موسى) 000 ومن موت موسى إلى حكم ارتحشتا كتب الأنبياء الذين جاءوا بعد موسى ما حدث في أيامهم في ثلاثة عشر كتابا والكتب الأربعة الباقية تحتوى على ترانيم لله ومبادئ سلوكية لحياة البشر . ومن ارتحشتا إلى زماننا كتب تاريخنا (كل الأشياء سجلت) ولكن لم يقم بنفس السلطان مع أولئك الذين سبقوهم لأنه لم يكن هناك تعاقب حقيقي للأنبياء منذ ذلك الوقت .
ويوجد برهان عملي على كيفية معاملتنا لهذه الكتب ، فبرغم المدة الطويلة التي انقضت حتى الآن لم يجرؤ أحد أن يضيف إليها أو أن يحذف شيئاً منها أو يغير أي شئ منها. بل أنه طبيعي لكل اليهود من يوم الميلاد مباشرة يعتبرون هذه الكتب هي تعاليم الله ويثابرون فيها وإذا دعت الضرورة يموتون سعداْ لأجلها " .
هذه الشهادة التي يشهدها هذا المؤرخ الذي يحمل بين يديه النسخة الرسمية المعتمدة التي كانت في الهيكل ، كما يشهد هو ذاته بذلك في سيرة حياته ، تؤكد سلامة وصحة الأسفار المقدسة كما كانت أيام المسيح .
(1) فهو يؤكد أن كُتّاب الوحي الإلهي والأسفار المقدسة هم موسى والأنبياء ، وأن هذه الكتب جميعا كتبت من أيام موسى إلى ارتحشتا الملك الفارسي (465-424ق م) ، في زمانها الحقيقي الذي شهد له الوحي ذاته وقبل كل الأزمنة التي توهمها النقاد الماديين .
(2) ويؤكد أنه لا يجرؤ أحد أن يضيف إلى هذه الكتب أو أن يحذف منها أو أن يغير منها شيئا . وهذا ضد كل افتراضات وتوهمات النقاد الماديين .
(3) وأن هذه الكتب هي " تعاليم الله " ويدافعون عنها حتى الموت .
(4) أن هذه الكتب كتبت في الماضي " الأزمنة الماضية " من 1500 إلى 424ق م قبل كل الأزمنة التي زعمها وأفترضها النقاد .
(5) يقسم هذه الأسفار إلى ثلاثة تقسيمات هي : الناموس والأنبياء والمزامير أو الترانيم والمبادئ العامة . وهو بذلك قريب جدا من تقسيم المسيح ، إذ يضم دانيال مع الأنبياء ويقتصر تقسيمه الثالث على المزامير والأمثال والجامعة ونشيد الإنشاد . ويذكر 22 كتابا فقط بدلاً من 39 ، لأن صمويل 1و2 وملوك 1و2 وأخبار 1و2 كان كل منهم كتاب واحد ولم يكن قد أنقسم إلى كتابين ، وكذلك نحمي وعزرا كان كتابا واحداً ، وأسفار الأنبياء الأثنى عشر كانوا كتابا واحدا ، وكذلك أرميا ومراث أرميا .

أما التوراة السامرية فقد كانت مستخدمة من السامريين الذين نقلوها عن العبرية في القرن السابع قبل الميلاد ، والترجمة اليونانية كانت ترجمة تقدم المعاني وليس النص الأصلي حرفياً
.
أما من جهة الكتاب الموحى إليهم فهم جميعاً من الأنبياء وكانوا معروفين جيداً أيام المسيح وأن كانت اسمائهم غير مكتوبة على هذه الأسفار بسبب طبيعتها التأريخية . وشهادة المسيح وحدها واستشهاده بجميعها كافية لنا ، علماً بأن الأسفار التي لم يوضع اسماء كتابها الموحى إليهم في أغلبها تاريخية وهي عدد قليل من كثير .

وأرجو التركيز في الموضوع الأصلي فهو من الموضوعات القليلة الجادة والتي تدل على أن المتحاورين فيها يتمتعون بفهم واع ودراسة ذات مستوى مرتفع ، بل وممتعة حقاً .

تحياتي

الراعي / عمانوئيل