الزميل الفاضل ابراهيم , تحية عطرة :97:

------------------
لا أحب المسميات أو القوالب لأنها تضع إبراهيم مثلا في إطار معين و تحبسه فيه مع أن الإنسان إذا كان صادقا مع نفسه فسوف ينمو مع حركة الزمن و تتسع مداركه خارج هذا الإطار
-----------------


أتفق معك (f)


------------------
قطعا سوف أعمل بنصيحتك و أختار محاوري و أحاول ضبط أعصابي بعدم الدخول مع من يزعجني في مجرد الحوار. نصيحتك ثمينة و أشكرك عليها.
------------------


أخجلتني بسمو أخلاقك , و هو كان إقتراحاً مني أكثر منه نصيحة :emb: و أتمنى ألا تتردد في نُصحي كلما وجدتني بحاجة له . و تأكد أن من يطاردك هنا و هناك بمناسبة و بدون مناسبة , و يعطي لنفسه الحق بأن يصفك بأنك لستَ مسيحياً و بأنك مُدّعِ و دخيل على المسيحية ... الـخ من وسائل الإرهاب الفكري و المعنوي , فما هو سوى شخص يحاول أن يفرض عليك مسيحيته الخاصة به , و التي ليست بالضرورة مناسبة لك و لا تُلزمك بشئ . هل تعتقد أن شخصاً طويلاً و نحيلاً يستطيع أن يرتدي ملابساً مخصصة لشخص قصير و بدين ؟! إذا وجدتَ إرهاباً و عنصرية و إقصاءاً , فابحث في النفوس قبل أن تبحث في النصوص . فتمسك عزيزي بمسيحيتك الجميلة الخاصة بك , فهي النسخة الإنسانية من الديانة المسيحية .


--------------------
على فكرة، هذا الموضوع جاء مصيدة لكِ و سوف أسألك عدة أسئلة أرجو أن تجاوبي عليها و ما لا تحبي الجواب عليه فأرجو التجاهل
------------------


عادة لا أجيب على أي أسئلة إلا في وجود المحامي :23:


------------------
1. ما معنى أنك أمازيغية؟ هل هو رفض للهوية العربية؟ في مصر بلدي مثلا، يميل كثير من الأقباط للقول إنهم ليسوا عربا مما يجعل واحد "عرباوي" مثل حالاتي يشعر بالإقصاء. إيش رأيك؟
و هل أنت مغربية ؟
------------------


أمازيغية أيّ بربرية , و نعم أمازيغية - مغربية , بالرغم أنني مغتربة عن المغرب منذ سنوات طويلة . لن أعلق في شأن كون الأقباط عرباً و غير عرب , و لكن في كل الأحوال هذا لا ينفي بأنهم يتعرضون لمظالم لا يمكن تجاهلها , و هم الذين يشعرون في مصر بالإقصاء أكثر من غيرهم , بالرغم أن ذلك ليس مبرراً لبعضهم بإنتهاج مسار الحقد و العنصرية ضد المسلمين و بشكل تعميمي و مسبق . عليهم أن يعرفوا بأنهم يشتركون مع المسلمين في الهم الوطني الواحد , و الذي سيصيب المسلمين سيصيبهم أيضاً , و الشعوب العربية بأكملها لديها مظالم و حقوق مهدرة , و يعيشون في ظل أنظمة شمولية استبدادية ليس لديها العدل و الكرامة و لا الحياء الكافي الذي يجعلها تقوم بإصلاحات إلا إذا جاءت هذه الضغوط من الكاوبوي الأمريكي الصلف الذي لا يهمه نشر الديموقراطية بقدر ما يهمه السيطرة على مُقدرات الشعوب , و لكن أنظمة جبانة كهذه تستحق نظرات حمراء من كاوبوي كهذا من فترة لأخرى . لكن الذي لم أفهمه حتى الآن , لماذا ستشعر بالإقصاء إذا كنتَ أنت العربي تتقاسم المواطنة مع غير العربي في بلد واحد ( طبعاً على افتراض أن جميع المواطنين حاصلون على حقوقهم ) ؟ و هل علي أن أرفض هويتي الأمازيغية حتى لا يشعر العربي بالإقصاء ؟ في المغرب يفخر العربي المغربي بإنتماءه , كما يفخر الأمازيغي المغربي بإنتماءه , و تقدير الإنسان لتراثه و ثقافته و أصوله , لا يعني بالضرورة عدم احترامه لتراث و ثقافة و أصول غيره , و لكنها تتحول إلى عنصرية و نازية إذا اعتقد أحد ما أنه أفضل من غيره أو أرقى منه عرقياً . و أنا على المذهب الإنساني و أؤمن بالحديث الإنساني الشريف القائل : (( لا فرق بين عربي و لا أمازيغي و لا كردي و لا فرعوني و لا فينيقي إلا بالتقوى الإنسانية )) , رواه إنسان - درجة الحديث : صحيح لا يرقى اليه الشك .


------------------
2. ما هي أكلاتك المفضلة؟ و ما هي الأغاني المفضلة التي تحبينها؟
------------------


قد يكون هذان السؤالان خارجان قليلاً عن السياق العام , لكن لا مشكلة , سأعتبرهما تدريباً على المقابلة التي سيتم إجراءها معي في ساحة لقاءات مستقبلاً :10:

- أتناول كل ما يحافظ على صحتي و رشاقتي و لياقتي , فلدي الرغبة في البقاء in good shape لفترة ليست بالقصيرة , كما أنه ليس لدي مخططات لمغادرة العالم في وقت قريب :)

- أستمع إلى كل ما يجعلني أحلق في السماء سواء عن طريق البوابة المغاربية أو الشامية أو الإنجليزية أو الفرنسية بشتى أنواعهم , أما إذا أردتُ أن أتجاوز السماء إلى فضاء أعلى و أسمى , فأذهب إلى الـ New Age .


-------------------
3. ما معنى أنك لا دينية؟ كيف حدث هذا؟ لابد أن وراء هذا تجربة مثيرة و أحب أن أسمعها بتفاصيلها إن لم يكن عندك مانع. كلي آذان صاغية.
-------------------


حسناً سأحاول التحدث بإختصار .

قد أكون " ملحدة " بالمنظور الديني , إلا أنني أجد نفسي في الفلسفة اللا دينية الألوهية " Deism " , أعتقد بوجود طاقة عاقلة متفوقة ( اله من نوع ما ) و لا أؤمن بالديانات إطلاقاً , و أنظر إليها كنتاج فكري إنساني و جزء من تطور البشرية اخترعها الإنسان لمحاولة سد فراغات فلسفية عن معنى الحياة و معضلة الوجود و أسرار الكون و لغز ما بعد الموت و محاولة تفسير الظواهر التي لا يفهمها عن طريقها . و قد توصلتُ إلى هذه القناعة بعد مرحلة ليست قصيرة من القراءة الجادة مع تحكيم العقل في مجالات متعددة من علوم و فلسفة و ديانات وتاريخ و ميثولوجيا ( و قد يتوصل المتدين إلى قناعاته أيضاً بقراءته في كل هذه المجالات و مع تحكيم عقله ) , إلا أنني أميل إلى الإعتقاد بوجود طاقة عاقلة متفوقة بدأت شرارة الوجود الأولى أو ما يسمى " الإنفجار الكبير " الـ BIG BANG . ليس لدي مشكلة من الناحية العلمية المجردة في كل ما حدث بعد الإنفجار الكبير , فالعلم قدم لنا التفسيرات و التعليلات لمعظم ما حدث بعدها و هو في طريقه إلى تفسير ما لم يتوصل اليه , و لكن بطريقة علمية مسؤولة بعيدة عن الخرافات و الأساطير , لكن مشكلتي كانت فيما قبل شرارة هذا الإنفجار الكبير بفترة دقائق أو حتى ثواني , حيث لم يجد العلم المجرد تفسيراً لمنشأ و أصل مادة هذا الإنفجار و سببه . و من قراءتي المتعددة هناك و هناك توصلت إلى أن أقرب فرضيتين علميتين ( يقبلهما العقل ) تحاولان أن تشرحان لنا أصل الوجود و سبب إنطلاق شرارته الأولى , هما بإختصار شديد :

- فرضية الجسيمات المنبثقة عن المجال الزمكاني الأزلي , و هو مجال لا يُعرف له بداية و لا نهاية .

- فرضية وجود طاقة عاقلة متفوقة .

صحيح أنه لا يوجد بالضرورة صلة منطقية بين عدم معرفة أصل المادة و بين وجود اله , لأن عدم معرفتنا لأصل المادة هو يعني ببساطة أننا نجهل أصل المادة و لا شئ آخر , و أنا لا أستطيع أن أثبت ما هو في طور " الفرضية " العلمية و إلا أصبحنا نتحدث عن " نظرية " , لكنني في هذه المسألة تحديداً , وصلت إلى قناعتي العقلية بعد دمج المعرفة العلمية مع التأملات الفلسفية التي لا تتضارب مع العلم المجرد و أكثرها إقناعاً ( بالنسبة لي على الأقل ) , و من حق غيري أيضاً أن يختار الفرضية الأولى إذا كانت أكثر إقتراباً من فهمه و قناعته و فلسفته . و في كل الأحوال سواء ثبت أن وجود هذا الإله ( الطاقة العاقلة ) كان سبباً في منشأ المادة أو كان المجال الزمكاني , فلا فرق حقيقي على المستوى العملي , و بالنسبة لي " العقل " هو الإله الوحيد الذي أعرفه . و عدم إعتقادي بصحة الأديان لا يقلل أبداً من إحترامي لمن يؤمنون بها , و أؤمن بحق حرية الإعتقاد لكل إنسان ما دام يحترم نفس الحق لدى غيره , و لا يفرض عليه قناعاته الدينية , و لا يتعامل بالعنف مع المخالفين .


-------------------
4. ما دمتي لا دينية، فهذا له ترجمة عندي و أنا أترجم هذا إلى أنك بنت تفكر و تفسر و تتدبر الأمور. هل هناك كتب تحبين قراءتها؟ ما هي الكتب التي صاغت "ابنة السماء" حتى صارت بهذه الدرجة السماوية؟
-------------------


لا أستطيع القول بأن كتاباً محدداً قد صاغني أكثر من غيره , فهناك كتب سارتر , و نيتشه , و فراس السّواح , و ويل ديورانت و الكثير غيرهم .


------------------
و يزيدني شرفا حضورك هنا. تذكريني بصديقة غالية مثلك و اسمها "سيرانة"، و كم أفتقدها.
------------------


شكراً لك (f) و أتمنى أن أكون عند حسن ظنك , و لكن هل أنت واثق أنني لا أذكرك بالأستاذة نسمة عطرة , فحتى هي تجد تشابهاً كبيراً بيننا في الأفكار و أسلوب و طريقة الطرح في بعض المواضيع .


------------------
مع كل محبة
------------------


و لك كل المحبة , و تسعدني عودتك للنادي , و تحياتي لك :97:





و شكراً على المقابلة الإنترنتية :cool: