الزميل ضاري .. لك شكري و تحياتي ,أوافقك على أهمية كتاب الحقيقة الغائبة .

تكملة علاقة فرج بالنظام .
ج- أخيرا أذكر الجميع أن فرج فوده أعتقل لفترة طويلة عقب النكسة بسبب مواقفه الرافضة للنظام ( عبد الناصر ) .
د- كان فرج يرى و يصرح بعدم مشروعية الحكم المعتمد على نظام 1952 ،و يرى أنه غير شرعي !.

6- فرج فوده و الوفد و الإخوان .. منذ إعلان حزب الوفد الجديد كرس فرج جهوده لقضية الوفد و الديمقراطية ، و لم أعاصر تلك الفترة إلا ( سماعي ) ولكني زاملته في الوفد منذ إنهاء تجميده في بداية عهد مبارك حتى خروجه منه عام 1984 ، و من المفارقات أن فرج فوده كان في البداية لا يدرك خطورة تحالف الوفد مع الإخوان وانتهازية هذا التحالف ، بينما كنت أعارض ذلك التحالف بكل طاقتي . و لكن تطورت الأمور سريعا ، فعندما أصبح التحالف مع الإخوان سياسة معلنة ، كان من مطالب الإخوان تبرأ الوفد من كتاب فوده (الوفد و المستقبل ) ، وهو ما فعله فؤاد سراج الدين رغم أن الكتاب طبع في مطبعة وفدية بناء على توصية منه ( سراج الدين ) !. رفض فوده هذا الموقف ، بل الشكل الذي اتخذه التحالف الانتهازي بين سراج الدين و الإخوان ، جمدت نشاطي في الوفد ، بينما استقال د / فرج .و من الغريب أن د/ فرج لم يقدم الاستقالة مطلقا بل فقط أعدها و حفظها في مكتبه ، وبناء على مكيدة من السكرتير الشخصي لفؤاد سراج الدين ( يدعى مصطفى .... ) ،سرق أحد موظفي مكتب فوده الاستقالة وهو في الوقت نفسه أخ لهذا السكرتير، وكان د/ فرج قد عين هذا الموظف مجاملة لأخيه !!، و بمجرد وصول هذه الاستقالة المسروقة أسرع فؤاد باشا بقبولها !. و أذكر أنني حاولت مع نخبة من مثقفي الوفد مثل د / إبراهيم دسوقي أباظه و د / محمود أباظه إثنائه عن الاستقالة ، و لكن سرعة قبول المرحوم فؤاد سرج الدين المتعمد للاستقالة ، قطع خط الرجعة على عودته . رغم كل ذلك كان مازال هناك أمل في تجاوز الموقف ، حتى بداية نشر فرج فوده لمجموعة مقالات في المصور هجوما على حزب الوفد ،و تحديدا سراج الدين و عائلته و خدمه ، ومنهم هذا ( مصطفى ) الذي أصبح نائبا في مجلس الشعب عن العمال !. و كانت تلك المقالات سببا في القطيعة مع الوفد ، و قد ناقشته في مكتبه الصغير ليلة كاملة معارضا هذا الموقف ، و كان رأيي أنه سيوظف نفسه – بدون إرادته – لصالح حملة الحزب الوطني ، ولكن غضبه كان بالغا . أعتقد أن انفصال فوده القهري عن الوفد و الذي يعكس عدم وفاء من زعيم الوفد ، سبب له أزمة نفسية حاول إخفائها دون جدوى و لم يبرأ منها قط ..

7- فرج فوده و الصحفي محمد محسن عبد القيوم و الشيخ غراب ( أسماء رمزية ) .. كانت أخطر المواجهات مع الصحفي ( نصير الحريات ) . محمد عبد القيوم و حماه الشيخ محمد غراب ، الذي يعتبره محمد والده الحقيقي ، لأنه يرى أن والده محسن عبد القيوم مجرد فاسق !. و كعادة المصريين فما سأرويه أيضا ضحك كالبكا ، كان فرج يحب محمد عبد القيوم و يراه ممثلا للفكر الإسلامي المستنير المنضوي تحت عباءة الوفد ، بينما كنت أراه دخيلا على الوفد ، و مجردا من أي موهبة حقيقية ، ورخوا بشكل يثير الإشمئزاز ، وفي يوم فوجئت بصديق صحفي شاب ، يطلبني للقاء عاجل ، و فوجئت به يسألني بعصبية إذا كان فوده مجنونا ؟. و هل هو مغفل حتى يغضب محمد عبد القيوم ؟. ألا يعلم أنه أحد أمراء الجماعات الإسلامية المعدودين ،و أنه يستطيع أن (يضيع ) فرج بكلمة منه !. تعجبت و أخبرته أنه بهذا يحدثني عن زعيم مافيا و ليس كاتبا صحفيا !. فقال لي الصحفي :" أنتم تلعبون في السياسة " فلا فرق بين الجماعة الإسلامية و العصابة ،ولا بين الأمير و الأب الروحي !. ولما سألته ما هو هذا الخلاف بين فرج ومحمد ، وهل هو خلاف سياسي أم فلسفي ؟. أجابني مستهزئا ، تلك أمور تافهة ، فمحمد غاضب لسبب هام جدا ، فهو مقتنع أن فرج هو السبب في معرفة حميه الشيخ غراب بعلاقته ( محمد ) مع سكرتيرته ،و أن محمد أقنع الشيخ غراب أن تلك دسيسة إلحادية ، و استخرج من حميه فتوى بإهدار دم فوده !. ومع علامة اندهاش هائلة أصابتني ، أخبرني الصحفي أن الجميع يعلم بهذه الفتوى . حاولت تحذير فرج ،و لكنه تقبل الأمر باستخفاف قائلا :" دا شرف لما أموت بيد ابن الكاتب الكبير محسن . هاها !!". عرفت بعد ذلك أن القصة الخاصة بفضح علاقة الصحفي بسكرتيرته حقيقية ،و لكن الذي كشف العلاقة و نشرها مسجلة لم يكن فرج المسكين بل جهات أمنية ، لتصفية حسابات سابقة ، وما كان إقحام اسم مفكر كبير في هذه الدعارات سوى وقيعة منحطة ، من داعية أصبح مشهورا جدا !. و أعتقد أن محمد عبد القيوم عرف الحقيقة ،و لكنه ترك الفتوى كما هي حتى لا يخبر حماه بأن القصة حقيقية و ليست وقيعة علمانية من الكافر فوده !. استمرت هذه الفتوى تطارد فوده حتى اغتالته بيد بائع سمك ( لا ينكر المعروف من الدين بالضرورة !!) . عقب الاغتيال برر غراب الاغتيال رافضا أن يأثم مرتكبيه ، و لا أستطيع أن أنسى هذا الموقف الشاذ و الغريب الذي أتخذه الشيخ غراب ، حتى سمعت حديثا برنامجا عن الشيخ غراب في إذاعة طهران ، علمت منه مقدار العلاقات الخاصة بين غراب و فقهاء قم المتطرفين ، و أن فتوى إباحة دم د/ فرج فوده كانت مجال مدارسة بينه و بين بعض هؤلاء الفقهاء . و أعتقد أنه أطلق هذه الفتوى بناء على تأثيرهم ، و من المعروف أنهم أنفسهم أفتوا بعد ذلك باغتيال المفكرين الإيرانيين ، ومن الغريب أن يتم إدانة هذا التحريض الإجرامي في طهران الأصولية ، و تتساهل فيه القاهرة العلمانية !!!!!.