أخي إيبلا
الفكرة باختصار أنك بكل ما قلت لم تقل شيئا أكثر من رصف بعض الكلمات المتشاكسة في أنك تعترض على واقع الحال بسوريا مع أنك لا تعترض! وواقعنا مزري والحال تمام ومافي حدا أحسن من حدا!!:lol:

يعني كل كلامك على داخل وخارج حتى جعلت كل هم المعارضة هي مخاطبة أميرشو وإيلا ثم تقول لي أنك لم تنصب نفسم ناطقا رسميا باسم الداخل!!
وما علاقة الشك في هذا! أنا يا صاحبي أتناول طرحك بموضوعية ولا علاقة للشك هنا، لذلك أقول لك مرارا وتكرارا ليس هناك ما يثبت لي أنك تتكلم من الداخل أو الخارج وأضيف للتوضيح بأن ذلك لا يهمني أيضا، فلا تفتخر علي بكونك تعيش في أحضان الوطن، ولا تمنن علينا بهذا، فليست القضية أن تختار مكان إقامتك، ولكن القضية أن تحمل هم الوطن كما هو، فكم من مغترب أكثر وطنية وإخلاصا من مقيم، وكم من مغترب أجبن مقالا وفعالا من مجلس دمى وعرائس الشعب السوري!!

طبعا لست بحاجة للتأكيد على أن الوطن ليس الأسد وأن همه ليس مجرد الجعير بالروح بالدم نفديك يا بشار!!;)

بخصوص حديثك عن حاجتنا لكسب تعاطف الناس فإنني أشكرك على حرصك، وأطمئنك بأن موازينا كثيرة ستتغير بمجرد أن ترفع وصاية البعث عن كاهل الشعب، تلك الوصاية التي جعلت البعثيين قرابة المليون بعثي في سورية كما يزعم النظام! وحينها، ستعلم أي تيارات الشعب بحاجة لتعاطفك وشفقتك

ويقولون متى هو، قل عسى أن يكون قريبا

عموما لنكن واضحين جدا، فقضيتنا الأولى في سوريا كعرب ومسلمين أن نبرز هذه الهوية، الإخوان وسيلة وليست غاية، حين تنوء بنا هذه الوسيلة فثمة سفينة أخرى تصل بنا إلى بر الأمان، وثقتنا المطلقة أن المبشرات من داخل الوطن تشي بأن المستقبل لحماة الهوية، بينما يتلاوم المفرطون بهذه الهوية منذ الآن على فشلهم الذريع وتنامي التيار الأصيل!
ويبقى أنهم لولا ثقتهم بهذه النتيجة الفطرية ما بقوا حتى الآن يردعوا هذه التيارات كل هذا الردع، ويحولوا بينها وبين أن تقول كلمتها للأمة، مع أنهم استفردوا بالساحة أكثر من ثلاثة وأربعين عاما، مارسوا خلالها ما استطاعوا مما أسموه تطهيرا وقيادة، وما هو إلا الوصاية والإقصاء والسحق للمخالفين

غير أن البقاء للأصلح، وتلك الأيام نداولها بين الناس


بقي أيضا أنني أستغرب بالفعل هذه الحساسية المبالغ بها من بعض إخواننا المسيحيين، فمجرد معارضة فكرة تبشيرية مثالية يقتضي أننا نطرح طرحا طائفيا يجب محاربته!!!

كلا يا صاحبي، أنا أعني ما أقول مع كل احترامي للمخالفين، والقضية ليس لها علاقة بملامة طائفة ما، وإنما هو نقد لمثالية فكرة أصبحت علما ينسب لسيدنا المسيح، ولمثالية الفكرة وسذاجتها، تصديت لكل سلوك يرتبط بها، وثقتي انه حتى سيدنا المسيح الذي قال ما جئت لألقي عليكم سلاما، إنما عارض هذه الفكرة معي، ولعل للعبارة تأويل غير المتبادر، وليس هذا أوان التفصيل في هذا، إنما الذي هو أوانه أننا نعترض على الظلام ولا نخشى أن نقول للظالم قد ظلمت، ولا نسكت عن حقنا، مراعاة لتفسير ساذج لتلك المقولة، أرجو أن تفهم كلامي في هذا الإطار بعيدا عن شبح الطائفية الذي يخيفك!
تحياتي الحارة....
واسلموا لتواصل واحترام(f)